ديترويت – خاص “صدى الوطن”
تظاهر عشرات الناشطين في مجال الحقوق المدنية أمام “مبنى ماكنمارا الفدرالي” في مدينة ديترويت مساء الأربعاء الماضي احتجاجا على تلكؤ الإدارة الأميركية بإغلاق سجن غوانتانامو وعدم إيفاء الرئيس باراك أوباما بوعوده التي أطلقها في هذا الخصوص خلال حملته الانتخابية، وذلك في إطار حملة احتجاجية واسعة نظمت في أكثر من مدينة بينها العاصمة واشنطن.
وحمل الناشطون في شوارع ديترويت لوحات ولافتات تندد بأساليب التعذيب المتبعة مع السجناء.
وقالت الناشطة والعضو في منظمة العفو الدولية–فرع ديترويت (أمنيستي) جيرالدين غرونو: “إننا نتظاهر لأننا نشعر بخيبة الأمل لعدم إيفاء الحكومة الأميركية بوعودها في إغلاق سجن غوانتامو”. أضافت “إن هذه المسألة تتعلق بحقوق الإنسان العالمية في كل مكان وهي مسألة في غاية الأهمية للمواطنين الأميركيين ولجميع الناس في العالم”.
من ناحيته أكد العضو في “أمينستي” دان ويست على أن المنظمة الحقوقية دأبت خلال العشرة أعوام الماضية على التظاهر ومطالبة الحكومات الأميركية المتعاقبة على إغلاق السجن. وقال “إننا سنواظب على التظاهر وتذكير الرئيس أوباما بأنه تنكر لوعوده حتى يقوم بما يجب فعله”.
ورفع المتظاهرون عريضة إلى عضو الكونغرس الأميركي السناتور كارل ليفين جاء فيها: “اليوم هو الذكرى العاشرة لإنشاء معتقل أميركي في خليج غوانتانامو، وفي هذه الذكرى المخزية فإن مواطنين أميركيين يمثلون مؤسسات ومنظمات حقوقية وإنسانية يتظاهرون أمام البيت الأبيض في العاصمة واشنطن. وإننا نحن أعضاء ومؤيدو منظمة “أمنيتسي” نتظاهر أمام المبنى الفدرالي في مدينة ديترويت لنفس الغرض”.
ونددت العريضة بتوقيع الرئيس أوباما على مشروع قانون “تفويض الدفاع الوطني” الذي يتيح لقوات الجيش الأميركي ملاحقة واعتقال المواطنين والمقيمين في الولايات المتحدة لمدة غير محدودة، واعتبرت العريضة أن “الاعتقال لمدة غير محددة” مخالف للحريات في أميركا وكذلك القوانين العالمية والمعاهدات التي وقعت عليها الولايات المتحدة.
وكانت منظمة “شاهد ضد التعذيب”، قد أقامت ابتداءً من الاثنين الماضي، وقفات احتجاجية مفتوحة تناوبية أمام البيت الابيض للمطالبة باغلاق المعتقل الذي فتحته الولايات المتحدة قبل عشر سنوات وقد ارتدى بعضهم قمصانا برتقالية او وضعوا انفسهم داخل اقفاص.
وطالب المحتجون الذين نفذ بعضهم اضرابا عن الطعام داخل كنيسة في واشنطن باغلاق سجن غوانتانامو وسجن بغرام في افغانستان. كما طالبوا بالغاء قانون “تفويض الدفاع الوطني” الذي يسمح بالاعتقال لفترة غير محددة وبدون محاكمة.
البيت الأبيض: هدفنا إغلاق غوانتانامو
من ناحيته، اكد البيت الابيض، الاثنين الماضي، ان هدفه لا يزال اغلاق المعتقل رغم “العوائق” التي تحول حتى الساعة دون تحقيق احد ابرز وعود الحملة الانتخابية للرئيس باراك اوباما في 2008. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان “تعهدات الرئيس باغلاق غوانتانامو لا تزال صلبة اليوم تماما كما كانت عليه خلال حملة” الانتخابات الرئاسية.
وكان اوباما وبعد يومين فقط من توليه السلطة في 22 كانون الثاني (يناير) 2009 اصدر مرسوماً رئاسياً ينص على اغلاق غوانتانامو في غضون فترة اقصاها نهاية ذلك العام. ولكن المهلة انقضت من دون ان تتمكن ادارة اوباما من اغلاق المعتقل الذي استحدثته ادارة سلفه جورج بوش لاحتجاز أسرى “الحرب على الارهاب”.
يذكر أنه ما تزال معاناة عائلات المعتقلين العرب في غوانتانامو مستمرة حيث لا يزال يقبع في المعتقل 171 سجينا عربيا (نصفهم يمنيون) لم تنجح اللجان القضائية في الولايات المتحدة في الافراج عنهم.
Leave a Reply