نيويورك – تكبد مصرف «ناشيونال سيتي» الإقليمي -وهو من المؤسسات المصرفية العشرة الأولى في الولايات المتحدة- خسارة نسبتها 63 بالمئة من قيمة أسهمه منتصف الأسبوع وينتظر أن يكون المصرف المقبل في قائمة المصارف التي تعلن إفلاسها عقب مصرفي واشنطن ميتشوال وواكوفيا.
وأغلق سهم «ناشيونال سيتي» في السوق الأميركية على 1,36 دولار، ما يجعل قيمة هذه المجموعة في البورصة مليار دولار، علما بأنه فقد 95 بالمئة من رأسماله في البورصة خلال سنة واحدة.
وعلى خطى «واشنطن ميتشوال» الذي اشترى مصرف «جي.بي مورغان» أصوله الأسبوع قبل الماضي، وواكوفيا الذي بيعت حصص كبيرة فيه لمجموعة «سيتي غروب» الأميركية، فإن ناشيونال سيتي يواجه مخاطر كثيرة في سوق العقارات.
وأعلنت سيتي غروب اعتزامها شراء العمليات الخاصة لمصرف واكوفيا -رابع أكبر مصرف في الولايات المتحدة- ضمن موجة من الاندماجات في السوق الأميركية.
وجاءت الصفقة التي تمت بوساطة مؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية وتدخل السلطات لإنقاذ ثلاثة بنوك أوروبية بينما يستعد المشرعون الأميركيون للتصويت على خطة إنقاذ مالي أميركية بقيمة سبعمائة مليار دولار.
وأفاد رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بن برنانكي بأن تحرك مؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية دليل على التزام الحكومة الأميركية بالاستقرار المالي والاقتصادي. وأعلنت مؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية أن الصفقة التي تمت بالتشاور مع مجلس الاحتياطي الفيدرالي ووزارة المالية والرئيس جورج بوش ستوفر حماية كاملة لمودعي واكوفيا بدون توقع تكلفة لصندوق التأمين على الودائع.
وأكدت المؤسسة عدم فشل واكوفيا بل ستستحوذ عليه سيتي غروب وفقا لأساس مصرفي معلن وبمساعدة من مؤسسة التأمين على الودائع الاتحادية.
وانخفضت أسهم واكوفيا بما يتجاوز 90 بالمئة إلى ما دون دولار للسهم وتم وقف التعامل في السهم خلال الجلسة.
وأعلنت سيتي غروب اعتزامها دفع 2,16 مليار دولار من الأسهم لواكوفيا بينما تحصل المجموعة على سبعمائة مليار دولار من الأصول المصرفية والالتزامات الأخرى.
ولغايات تمويل هذه الصفقة ستجمع «سيتي غروب» عشرة ملايين دولار بإصدار أسهم عادية وستخصص الربح ربع السنوي للأسهم إلى 16 سنتا للسهم من أربعين سنتا بصورة فورية.
وبموجب الصفقة تحصل «سيتي غروب» على معظم أصول واكوفيا ومنها خمس مؤسسات إيداعات مع استثناء «أي جي إدواردز» -وهي فرع كبير لسمسرة التجزئة اشترته قبل عام- وليس منها أيضا قسم إدارة الأصول «إيفرغرين».
وجاءت هذه التطورات بعيد انهيار بنك «واشنطن ميوتشوال» للإقراض العقاري، واستولى مكتب الإشراف على المدخرات والقروض على البنك وباعه لبنك «جي بي مورغان تشيس» بمبلغ 1,9 مليار دولار بعد أن سحب المودعون منه مبلغ 16,7 مليار دولار خلال عشرة أيام.
وقد طمأن مكتب الإشراف عملاء البنك أن نشاطاته البنكية ستستمر رغم تغير المالك. وكان البنك المذكور آخر ضحايا أزمة الإئتمان العقاري.
وكان البنك يحوز ما قيمته 307 مليارات من الممتلكات منها 188 مليارا فقط من الودائع، مما يعني انه كان بحاجة للحصول على تمويل من الأسواق المالية، وهو ما أصبح متعذرا في الآونة الأخيرة.
وكان البنك قد جمع مبلغ 7 مليارات دولار من مجموعة مستثمرين.
وقد جاء بيع البنك كخطوة لتفادي الاضطرار لتعويض المودعين في حال انهار البنك وترك لمصيره، فهذه الخطوة نقلت المسؤولية للبنك الذي اشتراه.
وكان البنك قد أقال مديره كيري كيلينقر قبل أقل من ثلاثة أسابيع، بسبب اتهامه «بتوريط البنك» بعمليات اقراض تنطوي على مخاطرة مالية، ومنها تقديم قروض لأشخاص وضعهم المالي لا يبعث على الثقة.
يذكر أن «واشنطن ميوتشوال» هو ثاني بنك يستحوذ عليه «جي بي مورغان تشيس» ليصبح ثاني أكبر بنك أميركي، يملك 5410 فروع في 23ولاية، وذلك بعد «بنك أوف أميركا» الذي يتربع على صدارة البنوك في جميع أنحاء العالم.
Leave a Reply