حسن خليفة – «صدى الوطن»
لطالما عانت مدارس ديترويت العامة على مدى السنوات الماضية من تدني مستوى التحصيل الأكاديمي والفصول الدراسية المتهالكة ومؤخراً زاد الطين بلة تغيّب المعلمين الجماعي إحتجاجا على ظروف العمل الصعبة… لكن في خضم كل هذه المعاناة برزت المعلمة العربية الأميركية ريما فضل الله (23 عاماً) التي كرست جهدها وعطاءها للتلاميذ في مدرستها الثانوية بديترويت، فلم يذهب تعبها هدراً حيث تمكن طلابها من شق طريقهم لمواصلة تعليمهم الجامعي فيما حصلت فضل الله على تكريمها الخاص بفوزها بجائزة زمالة «سو ليمان» لتكون بذلك واحدة من أربعة معلمين حصلوا على هذه الجائزة على المستوى الوطني لدورهم في رفع المستوى الأكاديمي للطلاب في المناطق التعليمية محدودة الدخل ضمن برنامج «تيتش فور أميركا» (التعليم لأميركا).
فقد استطاعت ريما بفضل جهودها المتميزة في إرشاد الطلاب وتنمية قدراتهم وتحسين أدائهم الأكاديمي، من رفع مستوى تحصيلهم الدراسي بشكل ملفت خلال فصل واحد، بحسب ما نشر على الموقع الإلكتروني لمؤسسة «سو ليمان».
المعلمة ريما فضل الله مع إحدى طالباتها في ثانوية «يونيفرستي بريب للعلوم والرياضيات» في ديترويت. |
وقالت ريما وهي معلمة اللغة الإنكليزية في ثانوية «يونيفرستي بريب للعلوم والرياضيات» في ديترويت إن والدها، المربّي عماد فضل الله، كان معلماً في مدارس ديربورن لمدة 30 عاماً وكانت هي طالبة في «ثانوية فوردسون» عندماً كان مديراً لها، وقالت إن تفاني والدها والتزامه بخدمة الطلاب في مجتمع ديربورن المتنوع، كانا مصدر إلهام لها لاسيما وإن الإدارات السابقة في المدرسة لم تكن تعرف كيفية التعامل مع خصوصية أطفال الجالية العربية.
وأضافت فضل الله بأن معلمة اللغة الإنكليزية في «فوردسون» كانت أيضاً مثالاً يحتذى بالنسبة لها، فقد شجعتها على إبراز كامل طاقاتها مما دفعها الى أخذ مقررات الكلية في سنوات الدراسة الثانوية، وتابعت ريما بأن تلك المعلمة «جعلتنا نفكر بعمق. ماذا نريد أن نصبح غداً وكيف يمكننا بلوغ ذلك؟».
وقد حصلت ريما على مكافأة مالية قدرها 5000 دولار قالت إنها ستسدد ديونها وتقيم حفلة مع تلاميذها، وتستمر ريما في برنامج الزمالة لمدة عامين توالي بعدهما مواصلة مسيرتها المهنية في مجال التعليم.
Leave a Reply