القاهرة – اتفق وزراء الخارجية العرب الأحد الماضي على تسمية وزير الخارجية المصري، نبيل العربي، أميناً عاماً جديداً لجامعة الدول العربية، خلفاً لعمرو موسى، الذي انتهت ولايته، وذلك في اجتماعهم غير العادي الذي عقدوه في القاهرة.
وجاء اختيار العربي بالتوافق بعد أن سحبت قطر مرشحها للمنصب، عبدالرحمن العطية، إثر اجتماع تشاوري مصري-قطري سبق اجتماع وزراء الخارجية، وبعد أن سحبت مصر مرشحها السابق، مصطفى الفقي.
وأتاح تنازل قطر عن مرشحها العطية اختيار العربي، حيث أن التوافق في هذا المجال مكّن وزير الخارجية المصري لأن يحفظ لمصر المنصب العربي. وبهذا ودع عمرو موسى الذي انتهت ولايته الاثنين الماضي، الجامعة العربية بعد أن قضى فيها عقداً كاملاً كأمين عام لها.
وقال العربي في كلمة له بعد اختياره: “إنني أتولى هذه المهمة الصعبة في وقت تمر فيه دولنا العربية بمشكلات كبيرة”، مضيفاً أنه سيسير على نهج عمرو موسى لأنه “احدث نقلة نوعية في العمل العربي المشترك”. ويعتبر قرار وزراء الخارجية العرب هذا باختيار العربي نافذاً ونهائياً بعد أن تلقت الجامعة العربية تفويضات من قبل الرؤساء والقادة والملوك العرب بتفويض وزراء الخارجية للقيام بمهمة اختيار الأمين العام الجديد.
تأجيل القمة العربية
وكان موسى قد أعلن عن تأجيل القمة العربية التي كان من المقرر عقدها في بغداد الشهر الجاري، إلى آذار (مارس) من العام 2012 المقبل، على أن تُعقد بالعاصمة العراقية، وسط أنباء عن بوادر أزمة بين العراق وعدد من الدول الخليجية، التي طلبت إرجاء القمة.
وجاء في بيان صدر عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أن قرار تأجيل القمة العربية إلى العام المقبل، جاء “بناءً على طلب رسمي من جمهورية العراق، على أن تحتفظ العراق بحقها في استضافة القمة العربية في التاريخ المذكور”. وأشار البيان إلى أن قرار تأجيل القمة جاء عقب المباحثات التي أجراها موسى مع وزير خارجية العراق، هوشيار زيباري، كما يأتي بعد سلسلة من المشاورات التي تمت بين العراق، رئيس القمة القادمة، والدول العربية، والأمانة العامة، “آخذة في الاعتبار التطورات الجارية في عدد من الدول العربية”.
وأكدت الجامعة على أهمية الالتزام الكامل بالانعقاد الدوري المنتظم للقمة العربية، باعتبار ذلك أحد الإنجازات في مسيرة تطوير المنظمة العربية، وفرصة للقاء الملوك والرؤساء والأمراء العرب، لتدارس الوضع العربي، والتباحث حول كل ما يخدم قضاياهم ويقوي مواقفهم”.
يُذكر أن الأمانة العامة للجامعة العربية كانت قد أعلنت في وقت سابق من شهر نيسان (أبريل) الماضي، تأجيل القمة العربية “إلى أجل غير مسمى”، وسط خلافات بشأن مكان انعقادها، وبسبب الاضطرابات الشعبية التي تجتاح العديد من دول المنطقة والتوتر الذي نشأ بين بغداد ودول الخليج على خلفية الانتفاضة البحرينية.
وفي 13 نيسان الماضي، قال وزير خارجية البحرين، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، في رسالة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، إن دول مجلس التعاون الخليجي طلبت من الأمين العام للجامعة العربية، “إلغاء” القمة العربية المقبلة في العراق.
ويأتي “التوتر” في العلاقات الخليجية العراقية، جراء التصريحات التي أدلى بها المالكي والخاصة بانتقاده للتواجد العسكري السعودي والإماراتي في ممكلة البحرين لمساعدتها على إعادة الاستقرار بها.
نبذة عن العربي
ولد نبيل عبد الله العربي في 15 آذار 1935، وهو وزير خارجية مصر الحالي منذ 7 آذار 2011. يصف الإعلام الإسرائيلي نبيل العربي كـ”رجل معادي لإسرائيل”، وكان قد طالب إسرائيل بدفع فروق أسعار الغاز المصري المصدر إلى إسرائيل منذ عهد حسني مبارك. تخرج من كلية الحقوق في جامعة القاهرة (1955)، وحصل على ماجستير في القانون الدولي، ثم على الدكتوراه في العلوم القضائية من كلية الحقوق في “جامعة نيويورك”. عمل سفيراً لدى الهند ثم ممثلاً دائماً لمصر لدى الأمم المتحدة (1987- 1999)، وعمل قاضيا في محكمة العدل الدولية، وكان أيضاً مستشارا قانونياً للوفد المصري في مؤتمر “كامب ديفيد” للسلام (1978).
Leave a Reply