واشنطن
أصدر مكتب الإحصاء الأميركي، الخميس الماضي، أكثر تقاريره تفصيلاً حتى الآن حول كيفية تغير الولايات المتحدة سكانياً خلال العقد الماضي، ونشر مجموعة من البيانات الديموغرافية التي ستستخدم في إعادة تشكيل الخارطة السياسية في أنحاء البلاد التي تزداد تنوعاً.
وكانت الولايات تنتظر إحصائيات التعداد بفارغ الصبر، وهي متأكدة من أنها ستثير معركة حزبية حامية حول ترسيم الدوائر الانتخابية وسط انقسامات وطنية عميقة وصراعات حول حقوق التصويت.
وقد تساهم النتائج في تحديد سيطرة مجلس النواب الأميركي في انتخابات 2022 وعلى مدار السنوات العشر المقبلة. كما ستحدد أيضاً كيفية توزيع أكثر من 1.5 تريليون دولار من الإنفاق الفدرالي سنوياً.
كان من المفترض إصدار التقرير بنهاية آذار (مارس) الماضي، لكن تم تأجيل الموعد النهائي بسبب جائحة كورونا.
على مستوى ميشيغن، أظهر الإحصاء استمرار النزيف السكاني في مدينة ديترويت خلال العقد السابق رغم جهود التنمية الحثيثة. إذ انخفض عدد السكان بما يقرب من 75 ألف نسمة مقارنة بالعام 2010 ليصل إلى 639,111 نسمة فقط، علماً بأن المدينة بلغت ذروتها السكانية في خمسينيات القرن الماضي عند نحو 2 مليون نسمة.
وارتفعت نسبة السكان البيض في المدينة لتصل 9.5 بالمئة، ارتفاعاً من 56 ألفاً في العام 2010، إلى حوالي 61 ألفاً.
كما ازداد السكان من أصول آسيوية من حوالي 7,500 مقيم إلى أكثر من 10 آلاف، فيما قُدّرت نسبة السكان من أصل لاتيني في المدينة بحوالي 8 بالمئة.
وأثار تقرير مكتب الإحصاء، استياء رئيس بلدية ديترويت مايك داغن، الذي شكك بدقة الأرقام، لافتاً إلى أن النتائج تشير إلى أن ديترويت فيها فقط 254 ألف منزل مأهول، لكن شركة DTE للطاقة لديها ما يقرب من 280 ألف منزل يدفع سكانها فواتير الكهرباء.
وقال داغن: «كحد أدنى ، فشل الإحصاء بطريقة ما في إحصاء 25 ألف منزل مأهول». مؤكداً أن مكتب الإحصاء قد قلل من عدد سكان ديترويت الفعلي بنسبة 10 بالمئة على الأقل، وأن إدارته سوف تتابع إجراءات قانونية للحصول على إحصاء دقيق».
وبالعودة إلى نتائج الإحصاء الوطنية، تشير البيانات أيضاً إلى أن السكان البيض يشيخون وقد تراجعت نسبتهم لتصبح أصغر نسبة سجلت قياسياً على الإطلاق من إجمالي عدد السكان، وسط تزايد التنوع الإثني للفئات العمرية دون سن 18 عاماً.
وذكر المكتب أن عدد السكان البيض غير اللاتينيين انخفض بنسبة 2.6 بالمئة منذ عام 2010. وزاد عدد السكان الأميركيين الأفارقة بنسبة 5.6 بالمئة منذ عام 2010، وفق صحيفة «نيويورك تايمز».
وزاد عدد السكان الآسيويين بنسبة 35 بالمئة. وارتفع عدد السكان من أصل إسباني بنسبة 23 بالمئة، كما ارتفع عدد الأشخاص الذين أبلغوا عن أكثر من عرق واحد، وهي طفرة غير متوقعة ستجذب تركيزاً كبيراً من الديموغرافيين.
وكان الأشخاص الذين عرفوا بأنهم من البيض غير اللاتينيين يشكلون 69 بالمئة من السكان في 2000. وذكر مكتب الاحصاء أن هذه الحصة انخفضت إلى 58 بالمئة.
وفي جميع أنحاء البلاد، كشفت الأرقام أن 36 بالمئة من البالغين هم من غير البيض، مقابل 25 بالمئة قبل عقد من الزمن. أما الأطفال الآن فنسبة غير البيض منهم تبلغ 47 بالمئة، مقارنة بـ35 بالمئة في 2010.
Leave a Reply