واشنطن – جدَّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في كلمة ألقاها أمام المؤتمر السنوي لاتحاد الجمعيات اليهودية في واشنطن دعوته لاستئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. ورغم أنه وجّه الخطاب للحاضرين من اليهود الأميركيين عموماً، إلا أنه كان يرغب في إسماع الرئيس باراك أوباما -الذي سعى الى تجنب لقائه، لكنه عاد وفي اللحظة الأخيرة الى استقباله في وقت متأخر ليلا- واستبق اللقاء ببيان قال فيه الرئيس اوباما: كفى استيطاناً. وجرى اختيار موعد ينمّ عن التوتر في العلاقة وانعدام الكيمياء بين الرجلين. وقد اختير اللقاء أن يتم في السابعة مساء بتوقيت واشنطن وعلى انفراد ومن دون تغطية صحافية. فقط يسمح للمصور الخاص في البيت الأبيض بالتقاط صور ثابتة ولن يسمح بإلقاء بيان مشترك. وبذل نتنياهو أقصى ما لديه من جهد لإقناع أوباما بجدية رغبته في تحقيق السلام مع الفلسطينيين. لكن أميركيين يشددون على أن لا شيء يمكن إقناع أوباما بأن نتنياهو بريء من دم الجمود السياسي الذي منع الرئيس الأميركي حتى من إعلان خطته بشأن السلام في المنطقة.
واستبق البيت الأبيض اللقاء بالإعلان أن موقفه من قضية الاستيطان لم يتغير. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس المتحدث إنّ “سياسة حكومة الولايات المتحدة منذ عقود هي: كفى استيطاناً، والأمر ليس جديداً على هذه الإدارة”، مشيراً إلى أنّ التصريحات الأخيرة لوزيرة الخارجية الأميركية بشأن الاستيطان واستئناف المفاوضات واكبتها “تغطية إعلامية غير متناسبة” إلا انها لا تترجم سياسة مختلفة من قبل إدارة اوباما. ومع ذلك فإن المسؤولين الأميركيين يشددون على أنه ليست هناك أزمة في العلاقات بين الدولتين. تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو عرج على باريس في طريق عودته من واشنطن للقاء الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي وتباحث معه في قضايا السلام مع الفلسطينيين وسوريا وفي المشروع النووي الإيراني. وكشف تقرير صحفي لـ”يديعوت أحرونوت” نسب الى بعض مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه عندما خرج من لقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما كان متوترا وشفتاه ترتجفان.
وبالعودة الى المؤتمر السنوي لاتحاد الجمعيات اليهودية في واشنطن، قال نتنياهو: “منذ اليوم الأول الذي أدت فيه حكومتي اليمين الدستورية قبل سبعة أشهر، ظللتُ أدعو لبدء مفاوضات السلام. وقلت آنذاك إنني على استعداد للذهاب إلى أي مكان وفي أي وقت لدفع مسيرة السلام. ولم يحدث أبدا أن أبدت أية حكومة إسرائيلية سابقة رغبة في كبح جماح الأنشطة الاستيطانية في إطار الجهود الرامية لإحياء محادثات السلام مثلما فعلت حكومتنا”. ودعا نتنياهو محمود عباس إلى استئناف فوري لمحادثات السلام، وتعهد باتخاذ مزيد من الخطوات لتحسين ظروف الفلسطينيين الاقتصادية: “أود اليوم أن أقول لمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية دعنا نغتنم هذه اللحظة للتوصل إلى اتفاقية تاريخية، ودعنا نبدأ المحادثات فورا”. وقال نتنياهو الذي توجه بعد زيارته لواشنطن الى باريس حيث التقى الرئيس الفرنسي وحمله رسالة الى دمشق، إن تفاؤله ينبع من ثقته في التزامه الشخصي والتزام جميع الإسرائيليين بالسلام، وقال إن هدفه ليس المفاوضات إلى ما لا نهاية أو التفاوض من أجل التفاوض بل من أجل التوصل إلى معاهدة سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين.
Leave a Reply