إنتخابات المجلس التربوي فـي ديربورن: خسارة المرشح حسين بري للمرة الثالثة
مرة جديدة أخفق المرشح العربي الأميركي لعضوية المجلس التربوي في مدينة ديربورن حسين بري في الفوز بأحد المقعدين الشاغرين في إنتخابات الثلاثاء الماضي.وإذ حلّ المرشح بري ثالثاً في السباق الإنتخابي حملت النتائج فارقاً في الأصوات بينه وبين المرشحة التي احتلت المرتبة الثانية بلغ الألفي صوت. وحملت النتائج أيضاً ما مجموعه 1600 صوت لناخبين غيابيين لصالح هذه المرشحة. هؤلاء بأكثريتهم من كبار السن أو المتقاعدين الذين ليس لديهم أطفال في مدارس المدينة غير أنهم يصرون على الإدلاء بأصواتهم «عن بعد» عملاً بثقافة إنتخابية يحرصون على ممارستها في أي مناسبة مُتاحة.يمثل الطلبة العرب الأميركيون حوالي نصف عدد طلاب القطاع المدرسي في مدينة ديربورن، وهذا الرقم يجب أن يكون حافزاً لخروج أهاليهم والإدلاء بأصواتهم لمرشح من صفوفهم، ليس لأسباب عرقية أو إثنية أو «عشائرية» بل لأسباب تتعلق بأهلية وكفاءة المرشح بري في تمثيل مصالح طلابهم وسائر طلاب القطاع المدرسي. فحسين بري فضلاً عن كونه أباً لأطفال منتسبين إلى مدارس ديربورن، هو ناشط بارز ومتطوع دائم في معظم الأنشطة المدرسية في المدينة، وهو يرأس لجنة الأهل في ثانوية فوردسون، وعضو بارز في رابطة مشجعي فرقها الرياضية وهو خاض الإنتخابات للمجلس التربوي للمرة الثالثة على التوالي. وأسباب الإخفاق، كما هو واضح تكمن في إنعدام الثقافة الإنتخابية في صفوف الجالية العربية التي أظهرت الإحصاءات الأولية للناخبين في أقلام شرق ديربورن حيث الكثافة العربية الأميركية العالية جدا أن إقبالهم على الإنتخاب كان ضعيفاً جداً في أفضل توصيف ومنعدماً في أسوأ الأوصاف.تفتح أبواب الإقتراع من السابعة صباحاً حتى الثامنة مساءً وثمة تذكير صارخ للناخبين المسجلين من العرب الأميركين والذين يُقدر عددهم بأربعة عشر ألف ناخب في المدينة، وهو وجود أطفالهم في البيت خلال اليوم الإنتخابي، أي في عطلة سببها إحتضان مدارس أطفالهم لأقلام الإقتراع. مع ذلك لم «يتذكر» هؤلاء الناخبون بأن هناك موجباً لمغادرة المنزل لبضع دقائق وممارسة واجب حيوي في يوم إنتخابي تتقرر بنتيجته سياسة تعليمية لسنوات قادمة.ورغم أن «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك) أرسلت نشرات إنتخابية إلى كل الناخبين المسجلين من العرب الأميركيين إلا أن الأمر لم يغيّر من حوافزهم قيد أنملة. ربما لأننا «شعب لا يقرأ» أو لا يريد أن يقرأ، ويفضل الإستماع والمشاهدة. وعلى سيرة المشاهدة يمكن المغامرة بالتقدير أن العرب الأميركيين هم الأكثر مشاهدة لمحطات التلفزة لكن الفضائية العابرة للمحيط من أخطارهم العربية. ويمكن أيضاً التقدير أن نسبة عالية من الناخبين المسجلين كانت تتابع أخبار الأزمة الرئاسية في لبنان أو الأوضاع الأمنية في العراق وفلسطين وتزجر أطفالها طلباً للهدوء من أجل متابعة وثيقة لتفاصيل ما يحدث في الشرق الأوسط.فانتخابات لبنان وأوضاع العراق وفلسطين (لا ننكر أهميتها) تظل مسيطرة على إهتمام الجاليات العربية دون منازع محلي من طراز إنتخابات مجلس تعليمي
يخوضها أحد أبنائهم مدفوعاً بإحساس بواجب المساهمة في تعزيز أوضاع مدارس المدينة تصنع مستقبل أجيالهم.ربما كان على لجنة «أيباك» الإستعاضة عن البريد المباشر في الوصول إلى الناخبين بإعلان «تجاري» على جميع الفضائيات العربية الكثيرة التي يتنقل بينها المشاهدون العرب بواسطة «الريموت كونترول»، يدعوهم إلى الخروج من بيوتهم والمشاركة في الإنتخابات، قد يكون هذا الإعلان مكلفاً ولا طاقة للجنة على تمويله. ولكن في المناسبات الإنتخابية القادمة أقترح على اللجنة والمعنيين الآخرين بشؤون المشاركة العربية في العملية الإنتخابية الإتصال بالفضائيات ومحاولة الحصول على تبرعها بإذاعة إعلان ينبّه الناخبين العرب في بلاد العم سام إلى ضرورة المشاركة في عملية صنع القرار الأميركي.ألا تقوم معظم هذه الفضائيات بتلقين الجماهير العربية ثقافة الشكوى من الإنحياز الأميركي ضد قضاياهم على مدار الساعة؟ لا أعتقد أنها سترفض تلقينهم «ثقافة الإنتخاب» لثوانٍ معدودة هكذا تساهم في مسيرة تغيير الإنحياز الأميركي ضد قضايا شعوبهم.يبقى أن على المرشح حسين بري أن لا يحزن لخسارته للمرة الثالثة، وهو يدرك أن فرصته كانت كبيرة في الفوز لو أن أهل جاليته «تذكروا» يوم الإنتخاب. أحرّ تعازينا إلى الجالية العربية بخسارتها هذه الفرصة الثمينة، ومبروك لحسين بري إقدامه للمرة الثالثة على محاولة رفع شأنها دون جدوى!
Leave a Reply