عضو مجلس مدارس كريستوود تسعى للاحتفاظ بمقعدها لست سنوات إضافية
بريانا غازورسكي – «صدى الوطن»
تخوض نجاح جنّون، العضو العربية في مجلس مدارس كريستوود العامة، الانتخابات المقرّرة في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، للاحتفاظ بمقعدها لأربع سنوات إضافية، ومواصلة تطوير المنطقة التعليمية التي تخدم أحياء وسط وشمال ديربورن هايتس، من خلال حرصها على التواصل مع المعلمين والموظفين والأسر لاتخاذ القرارات الصائبة التي تخدم مستقبل الطلاب.
وتخوض جنّون السباق الانتخابي على مقعدين مفتوحين لولاية كاملة من ست سنوات، بمواجهة العضوين الحاليين حسن بيضون وناديا برّي.
وكان قد تم تعيين جنّون في عضوية المجلس التربوي خلال شهر آب (أغسطس) 2020، لملء أحد المقاعد الشاغرة في المجلس المكون من سبعة مقاعد ويضم حالياً ستة عرب أميركيين. وإلى جانب جنّون وبيضون وبرّي، يضم المجلس كلّاً من مو صباغ، سو كامينسكي، سلوى فواز ودانييل الزيّات، التي تترأس المجلس في دورته الحالية.
كذلك، ستشهد انتخابات نوفمبر المقبل– سباقاً على مقعدين آخرين لولاية جزئية من سنتين، حيث تتنافس الزيّات مع ثلاثة مرشحين من خارج المجلس.
مفترق طرق
جنّون اللبنانية الأصل، أشارت إلى أن المدارس العامة بمنطقة كريستوود أحرزت تقدماً كبيراً منذ تعيينها في عضوية المجلس قبل عامين، مشددة على أن المنطقة ماتزال بحاجة إلى المزيد من الجهود لمواجهة التحديات التي خلّفها وباء كورونا خلال السنوات السابقة.
وقالت جنّون: «رغم ما حققناه خلال العامين الماضيين، إلا أن نظامنا التعليمي يقف الآن على مفترق طرق، ومن المهم أن يكون لدينا أشخاص حول الطاولة يعرفون ما الذي يحتاجه طلابنا»، معربة عن حماستها في أن تكون من المساهمين في نمو وازدهار عملية التعليم خلال الفترة القادمة.
وتضم مدارس كريستوود العامة حوالي أربعة آلاف طالب معظمهم من أصول عربية، يتوزعون على ثلاث مدارس ابتدائية، ومدرسة إعدادية، ومدرسة ثانوية، إضافة إلى برنامج المرحلة التمهيدية (بريسكول)، علماً بأن منطقة كريستوود هي واحدة من أربع مناطق تعليمية تخدم سكان ديربورن هايتس.
وفي حديث مع «صدى الوطن»، أوضحت جنّون أنه في حال انتخابها «سوف تواصل تثقيف نفسها كما فعلت طيلة العامين المنصرمين للمساهمة في تحسين أوضاع طلابنا وموظفينا»، مؤكدة بأنها لا تسعى لإعادة انتخابها لمجرد «الجلوس حول الطاولة» واتخاذ قرارات عشوائية ليست على دراية كاملة بها.
جنّون، التي عملت كوسيط عقاري لمدة عشر سنوات قبل تعيينها في مجلس مدارس كريستوود، لفتت إلى أنها حرصت بعد تعيينها على الانتساب إلى العديد من البرامج التثقيفية الطوعية لدى «جمعية المجالس التربوية بميشيغن»، لكي تعمّق فهمها بمهام وواجبات المسؤولين التربويين، لافتة إلى أن تلك الخطوة كانت لها أثر كبير في تعزيز دورها داخل المجلس.
وقالت جنون: «رغم أن تلك البرامج لم تكن إلزامية، إلا أنها ساعدتني بشكل كبير على فهم دوري كعضو في المجلس الذي يتألف من سبعة أعضاء».
وأوضحت جنّون بأن التزامها الأساسي يتمحور حول سلامة ورفاهية الطلاب، وأنها ستواصل العمل لفهم ما يحتاجون إليه من أجل تحقيق النجاح، مع ضمان أن يكون المجلس قادراً على توفير الموارد والأدوات اللازمة لمساعدتهم على إنجاز أهدافهم وطموحاتهم.
انخراط مجتمعي
انخراط جنّون بمجتمع كريستوود لم يقتصر على فترة تعيينها في المجلس، إذ تمتد علاقتها الوثيقة لأكثر من عشرين عاماً بمدارس المنطقة التي درس فيها أبناؤها الأربعة، حيث واظبت على حضور جميع اجتماعات المجلس، وكانت صوتاً مدافعاً عن الطلبة والعائلات والموظفين، ما أهّلها –في مرحلة من المراحل– لترؤس «جمعية الآباء والمعلمين» بمنطقة كريستوود.
وحول ذلك، قالت جنّون التي تقطن في ديربورن هايتس منذ أكثر من 33 عاماً: «لقد كنت دائماً منخرطة بفعالية في مدارسنا العامة، وقد سمح لي ترؤسي لجمعية الآباء والمعلمين برؤية الأشياء من منظور مختلف، حيث عملت –جنباً إلى جنب– مع الموظفين والأسر من أجل جمع التبرعات لتمويل المرافق والأنشطة الآمنة لأطفالنا».
والتعليم لا يقتصر على العمليات الأكاديمية داخل الفصول الدراسية، رغم أهمية المناهج التعليمية، وإنما يطال الاهتمام بالطلبة بعد الدوام المدرسي، بحسب جنّون التي تتمتع بعلاقات مباشرة مع الطلبة والعائلات والموظفين على حد سواد، ما يجعل دورها داخل المجلس «فريداً»، حسب تعبيرها.
ومن هذا المنطلق، تولي جنّون أهمية قصوى للأنشطة التكنولوجية والفنية والرياضية، التي يمكن أن تُحدث –بالتكامل مع المناهج الدراسية– فرقاً ملموساً في حياة الطلاب وتحصيلهم الأكاديمي.
وإلى جانب عملها في المنطقة التعليمية، تحرص جنّون على التطوع مع العديد من المنظمات واللجان المجتمعية، كالجمعيات الصحية وجمعيات الرفق بالحيوان، كما تم تعيينها مؤخراً في «لجنة العلاقات المجتمعية والثقافية» في بلدية ديربورن هايتس.
وأكدت بأنها مستعدة لخدمة المجتمع في أي مكان يُحتاج فيه إليها، معربة عن أملها في أن تحدث «فرقاً». وقالت: «أينما يحتاجون إليّ، سأكون في الخدمة، وإنني أتمنى أن يحدث دوري الصغير فرقاً في حياة شخص ما.. أنا مدافعة ومتطوعة ولن أطلب أبداً من أحد القيام بشيء إذا لم أكن على استعداد للقيام به بنفسي».
وأضافت جنّون: «لقد عانيت كثيراً من طلب المساعدة، ولكن خلال ترؤسي لجمعية الآباء والمعلمين تمكنت من إحاطة نفسي بالعائلات التي تشاركني رؤيتي.. معظم الأسر متحمسة لتقديم المساعدة ولكن البعض بحاجة إلى التوجيه والإيمان بأن العمل الجماعي هو الطريق الوحيد لتحقيق النجاح».
وأعربت جنّون عن فخرها بالعمل مع الأسر لضمان «إسماع صوت الناس»، مؤكدة بأنها كانت «جزءاً من التغيير في مجلس كريستوود»، وتأمل بأن تواصل العمل نحو «مستقبل أكثر إشراقاً لمنطقتنا»، «فالتعليم يعني المشاركة والانخراط قبل كل شيء، ونحن بأمسّ الحاجة إلى ذلك».
ونوّهت جنّون بأن سعيها نحو تحقيق النجاح و«إحداث الفرق»، ينبع من رغبتها في أن تترك إرثاً مفتخراً لأبنائها الأربعة، لكي تثبت لهم بأن «العالم قد لا يكون بسيطاً، لكن يمكنهم –بكل بساطة– العطاء والمساعدة، كلما أمكن ذلك». وقالت: «هذه هي الطريقة التي يمكنهم بها أن يحدثوا فرقاً».
ولدى جنّون أربعة أبناء، وقد تخرّج ابناها من ثانوية كريستوود، ليواصل الأول دراسته في جامعة «ديترويت ميرسي» والثاني في «كلية هنري فورد»، فيما لا تزال ابنتاها في مدارس كريستوود العامة.
Leave a Reply