لوس أنجليس – بعد إدلائهما بمواقف مؤيدة للقضية الفلسطينية خلال الحرب الأخيرة على غزة، أوقفت شركات الانتاج في هوليوود، العمل مع كل من النجمة الحائزة على جائزة «أوسكار» سوزان سراندون وزميلتها نجمة سلسلة أفلام «سكريم»، ميليسا باريرا، بدعوى «معاداة السامية».
وقال متحدث باسم وكالة المواهب في هوليوود UTA إنه قد تم استبعاد سراندون من قائمة أعمالها، بعد أن شاركت في مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في نيويورك.
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن بطلة فيلم Thelma & Louise، البالغة من العمر 77 عاماً، رددت شعار «من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر»، وهو شعار يُنظر إليه على أنه معاد للسامية لأنه يشير إلى القضاء على إسرائيل.
وردت سراندون بتعليق قالت فيه: «لقد حدث شيء فظيع حيث تم الخلط بين معاداة السامية والتحدث ضد إسرائيل. أنا ضد معاداة السامية. أنا ضد الإسلاموفوبيا».
وعن دور الإعلام في تشويه الحقائق، قالت سراندون في تظاهرة نيويورك إن الناس «يثقفون أنفسهم، ويبتعدون عن غسيل الدماغ الذي بدأ عندما كانوا أطفالاً».
وأرفت سراندون خلال التظاهرة إن «اليهود الأميركيين الذين يخشون على سلامتهم وسط تصاعد معاداة السامية، يتذوقون ما يشعر به المرء عندما يكون مسلماً في الولايات المتحدة».
وانتقدت سراندون إسرائيل بشدة طوال الحرب، ونشرت بشكل متكرر اتهامات لها بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب، بسبب قصفها العنيف على قطاع غزة.
وتُعدّ سراندون من أكثر النجمات الداعمات للقضية الفلسطينية. ففي عام 2021 كتبت تغريدة أيدت فيها الشعب الفلسطيني واتهمت إسرائيل بالفصل العنصري، كما أعربت عن دعمها لعارضة الأزياء الفلسطينية الأميركية بيلا حديد، وشاركت أيضاً في التوقيع على رسالة مفتوحة انتقدت فيها إسرائيل.
يذكر أن النجمة الحائزة على الأوسكار ولدت باسم سوزان أبيغل تومالين في نيويورك عام 1946، وتعتبر واحدة من أكثر نجمات هوليوود شهرة واحتراماً.
ونجحت سراندون طوال مسيرتها الفنية التي تزيد عن 40 عاماً من كسب شعبية كبيرة حصدت خلالها جوائز عالمية منها أوسكار وغولدن غلوب ونقابة ممثلي الشاشة، كما حصلت على نجمة في ممشى المشاهير في هوليوو عام 2002. وتزوجت سوزان مرة واحدة فقط عام 1967 من زميلها في الجامعة، كريس سراندون، وهو طالب أميركي من أصل يوناني، وقد انفصلا عام 1979، ورغم الانفصال فضلت الاحتفاظ بلقبه.
باريرا
ولم يختلف عقاب سراندون كثيراً عن زميلتها المكسيكية الأصل ميليسا باريرا (33 عاماً)، فبحسب ما ذكرته وكالة «أسوشيتد برس»، قامت الشركة المنتجة لسلسة أفلام الرعب الشهيرة Scream (الصرخة)، باستبعاد النجمة الشابة من تصوير الجزء السابع من الفيلم، بسبب منشوراتها التي عبرت فيها عن رأيها في الحرب الإسرائيلية على غزة.
وكانت باريرا قد نشرت في الأسابيع الأخيرة، تصريحات مناصرة للشعب الفلسطيني في غزة وصفت فيها القطاع بأنه «معسكر اعتقال كبير»، متهمة جيش الاحتلال بارتكاب «إبادة جماعية وتطهير عرقي».
وقالت الشركة في بيان إن موقفها «واضح بشكل لا لبس فيه»، وتابعت: «ليس لدينا أي تسامح مع معاداة السامية أو التحريض على الكراهية بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك الإشارات الكاذبة إلى الإبادة الجماعية أو التطهير العرقي أو تشويه الهولوكوست أو أي شيء يتجاوز الخط بشكل صارخ ويتحول إلى خطاب كراهية».
وتعليقاً على قرار الاستبعاد، أكدت باريرا على أنها تدين معاداة السامية وكراهية الإسلام على حد السواء. وكتبت: «أدين الكراهية والتحيز من أي نوع ضد أي مجموعة من الناس». وأضافت أنه لا ينبغي أن يكون هناك أي كيان أو فرد خارج نطاق النقد، وأوضحت أنها تدعو من أجل إيقاف العنف وعدم وقوع المزيد من الوفيات، ومن أجل التعايش السلمي. وأكدت: «سأواصل التحدث علناً نيابة عن أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها، وسأواصل الدفاع عن السلام والأمان وحقوق الإنسان والحرية».
Leave a Reply