هناك مثل يقول: تحتاج إلى إجازة بعد الإجازة، ويصح هذا المثل لنقول: نحتاج إلى رمضان بعد رمضان وذلك لراحة الجسم والروح من تأثير الأكل والشرب طوال لياليه، خصوصا هنا في ديربورن حيث المآكل والمشارب أشكال وألوان ومن الصعب الفكاك من سيطرتها وكلما هربت منها أتت إليك.
فالمناسبات الاجتماعية واللقاءات العائلية لا تتم ولا تكتمل إلا بوجود المآدب الباذخة و«الأكل على قدّ المحبة»، وفي نهاية الشهر الكريم يصبح السعي نحو التخلص من الأمتعة الشحمية الزائدة، ظاهرة تنتشر بين الستّات أكثر من الرجال، لأن الرجل العربي، ليس مهووسا بالرشاقة، بل أن أولي الكروش يستمتعون بتدليلها و«الحلمسة» عليها، وكأنهم يداعبون قططا سيامية.
أما بالنسبة للسيدات، فإن الجحيم لا يعرف غضبا، كغضب زوجة أصبحت سمينة، وتهمة السمنة للمرأة لا يوازيها سوى تهمة العجز الجنسي للرجل. وتؤكد دراسة حديثة أن الزوج يبتعد عن زوجته بقدر ما يزيد عدد «باونداتها». وهذه «الباوندات» تزيد طالما الزوجة تعمل في مؤسسة الزواج، فأحد اهم أسباب السمنة للسيدات هو الزواج وسلوك خارطة طريق الطعام للوصول إلى قلب الرجل.
في بداية الزواج، يكون لدى كثير من الستات، قناعة بأن أزواجهن جذابون للجنس الآخر بما يكفي لأن يخفن عليهم من عملية اختطاف من قبل امرأة أخرى.. والمعروف أن المرأة الغيورة تدعو لزوجها طالما انه لا يرى سواها، وتدعو عليه إن فكّر أن يرى غيرها، وفي داخل بعض بنات حواء قرون استشعار عن بعد تستطيع ممارسة هواية الشك، حسب وزن الزوجة، فكلما زاد وزنها – أي الزوجة – يزيد منسوب الشك.
في جلسات النميمة وشرب الاركيلة، تدافع الكثير من الستات، عن سمنتهنّ بأن الرجال هذه الأيام بلا نظر وبحاجة إلى «عوينات» لأنهم يتركون الأنوثة المربربة المكتنزة شحما ولحما ويميلون إلى النسوة ذوات قوائم تشبه «ماعوص المحدلة» وأذرع مثل حبال «العنزوقة»…
وفي المقابل، يدافع الرجل العاجز و«المنيل بستين نيلة» عن ويله وقلّة حيله بأن المرأة هذه الأيام بشعة المظهر وشنيعة المخبر وخالية من الإغراء.. لا تلتفت إليها عين ولا يخفق لمرآها قلب.
يعني كل واحد، سواء الرجل أو المرأة، لديه حجّته.
شاهدت فيلما كوميديا جميلا عنوانه «نادي الزوجات الأوائل»، الفيلم يتحدث عن انتقام الزوجات اللواتي يطلّقهن أزواجهن بعدما عرفوا طريق النجاح وقد أصاب الزوجات ما أصابهن من تقدم بالسن وزيادة في الوزن.. خلاصة الفيلم أن المرأة مكلفة للرجل قبل الزواج ومكلفة أكثر بعده.
قبل الزواج تكلف الرجل «البهورة» وشراء ما لا يلزم لإرضائها، وبعد الزواج واكتسابها الوزن، تحتاج إلى سمكرة وصنفرة وصيانة بينما تكتفي الزوجات بقراءة الحميات أو مشاهدتها على الفضائيات من قبل مذيعات رؤيتهن تُبطل الوضوء.
من رحمة الله تعالى لنا كمسلمين انه فرض علينا الصيام في شهر رمضان المبارك كل سنة، لكن الدعايات والإعلانات والمسلسلات والعزائم والولائم في لياليه المباركة، تساعدنا على اكتساب الزوائد التي تسبب السكري وضغط الدم، واللهاث والشخير وقلة الحيوية، كلها علامات كانت ظاهرة على المصلين صباح العيد وحتى قيام رمضان اللاحق.
Leave a Reply