حسن عباس – «صدى الوطن»
سرت مؤخراً مخاوف متزايدة بين أوساط الجالية العربية في منطقة ديترويت إثر تداول أنباء غير رسمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن مقتل عربيين أميركيين بجرعات زائدة.
وعانى مجتمع الجالية كما سائر المجتمعات في ميشيغن من انتشار وباء تعاطي المخدرات خلال السنوات الأخيرة، حيث قضى 9 عرب أميركيين من سكان مقاطعة وين، بجرعات زائدة في العام الماضي، بمعدل زيادة بلغ 200 بالمئة مقارنة بالعام 2017، بحسب البيانات الأولية لـ«مكتب الطب الشرعي» في المقاطعة.
وكانت مادة الفنتانيل الأكثر فتكاً بالضحايا، وهي مادة كيميائية مركبة تُخلط مع الهيروين والمورفين للحصول على تأثيرات أقوى، بحسب ما أكد المختصون في العلاج من الإدمان في «مركز خدمات الصحة العقلية» التابع لـ«أكسس».
وستعقد في 29 آب (أغسطس) الجاري ندوة تدريبية مجانية لتعليم كيفية استعمال عقار «ناركان» المضاد للجرعات الزائدة، في المبنى الطبي بمقر «أكسس» في ديربورن.
مديرة الانخراط المجتمعي، منى عبد الله حجازي، ومنسق الصحة العامة بـ«أكسس»، كوري بيكويث، أكدا لـ«صدى الوطن» على أن مدمني المخدرات في منطقة ديترويت ليسوا وحدهم في هذه المحنة، وأنه يوجد أمامهم العديد من الخيارات الوقائية والعلاجية التي تساعدهم على التخلص من الآثار المدمرة لهذا الوباء.
وأشارت حجازي إلى أنه تم تحقيق تقدم ملحوظ في ولاية ميشيغن لناحية التحكم في صرف الوصفات الطبية المخدرة من مشتقات الأفيون، إلا أن المدمنين بدأوا يلجأون إلى الهيروين بسبب رخصه وسهولة الحصول عليه.
وقالت: «في السنوات القليلة الماضية، لاحظنا تزايد الحالات التي يتم فيها خلط الهيروين مع الفنتانيل الذي هو مادة قوية للغاية».
في السياق ذاته، قال بيكويث إن «الهيروين يمكن الحصول عليه بوصفات طبية، لكن ما يظهر في الغالب هو الفنتانيل الذي يتم إنتاجه في الخارج ويتم تهريبه إلى الولايات المتحدة»، مضيفاً أن «طفرة الفنتانيل تسببت بارتفاع كبير في نسبة الوفيات الناجمة عن تعاطي الجرعات الزائدة، حيث لا يدرك الكثيرون أن المواد التي يشترونها في الشوارع ممزوجة بهذه المادة الخطيرة للحصول على نتائج أقوى عند استخدامها».
ووفقاً لـ«المعهد الوطني لتعاطي المخدرات»، فقد شهدت ميشيغن زيادة في الوفيات الناجمة عن المواد الأفيونية الممزوجة بالمواد الاصطناعية، وفي مقدمتها الفنتانيل، من 72 حالة في 2012 إلى 1,368 في 2017.
وأكدت حجازي: «نركز على الوقاية في المقام الأول، لأن المجتمعات غالباً ما لا تدرك حاجتها لحل مشاكلها إلا بعد تعرضها لحوادث مأساوية»، مضيفة: «يعمل مركزنا مباشرة مع المدارس لتثقيف الطلاب وأولياء أمورهم حول مخاطر الإدمان، كما نقدم خدمات متعددة تلبي احتياجات للأفراد في مختلف الأعمار». ولدى المركز حالياً، مجموعة شبابية في «ثانوية ديربورن هاي»، فيما يخطط لتكوين مجموعات مماثلة مهمتها التثقيف حول مخاطر الإدمان في «ثانوية فوردسون» ومدرسة «ستار أكاديمي» في ديربورن هايتس، وسيناط بهذه المجموعات نشر الرسائل الإيجابية وخلق بيئة مدرسية خالية من المخدرات.
وفي الندوة التدريبية سيُمنح المتدربون كميات مجانية من الـ«ناركان»، (رذاذ الأنف) الذي يوقف تأثير المخدرات، بغضون 30 إلى 60 دقيقة.
وأشار بيكويث إلى أنه يمكن إنعاش متعاطي الجرعات الزائدة مؤقتاً، قبل نقلهم إلى المستشفيات، مؤكداً أن هذا الدواء «يمكن أن يكون فعالاً للغاية في إنقاذ أرواح المتعاطين»، وأضاف: «كلما زاد عدد الأشخاص الذين يعرفون كيفية استخدام ناركان، زادت الفرص المتاحة لإنقاذ الأرواح».
ولا يحتاج الأفراد إلى ترخيص أو شهادة لكي يتمكنوا من استعماله لأنفسهم أو لغيرهم، وينص «قانون السامري الصالح» في ميشيغن على أنه إذا حاول شخص إنقاذ متعاطٍ بواسطة ناركان، فلن يتحمل مسؤولية أية أضرار، كونه يتصرف بحسن نيه لإنقاذ حياة أحدهم.
للتواصل مع «مركز خدمات الصحة العقلية»، في «أكسس»، يمكن الاتصال على: 313.945.8138
أما الراغبون بالحصول على مساعدة فورية على التخلص من الإدمان، فيمكنهم الاتصال على: 800.241.4949
Leave a Reply