لانسنغ – خاص “صدى الوطن”
عرضت جامعة “ميشيغن ستايت” في لانسنغ، مساء الاثنين الماضي، الفيلم الوثائقي “العرب واليهود والإعلام” الذي يدور موضوعه الأساس حول التغطيات الإعلامية المحلية للمجتمعين العربي الأميركي واليهودي الأميركي، وتحديداً خلال وبعد حرب تموز الإسرائيلية على لبنان في العام 2006. وعقب الفيلم جلسة مناقشة شارك فيها عدد من الإعلاميين والأكاديميين من الجاليتين العربية واليهودية في ميشيغن إضافة الى الصحافي في جريدة “ديترويت نيوز” غريغ كروبا. وقد حضر من الجانب العربي كل من الزميل أسامة السبلاني، ناشر صحيفة “صدى الوطن”، ومدير المركز العربي (أكسس) السابق اسماعيل أحمد، بينما مثل الجانب اليهودي كل من دون كوهين الصحافي في جريدة “جويش نيوز” والعضو في العديد من المؤسسات اليهودية، وكين والتزر، مدير برنامج الدراسات اليهودية في جامعة “ميشيغن ستايت”.
واستهل السبلاني الحديث بالاعتراض على نهاية الفيلم التي أشارت بنص مكتوب الى ان الصواريخ الفلسطينية على جنوب إسرائيل كانت وراء اندلاع حرب غزة التي ذهب ضحيتها أكثر من 1300 شهيد فلسطيني و13 قتيلا اسرائيليا، وقال “بهذه النهاية وقع المشرفون على الفيلم بالمشكلة نفسها التي حاولون معالجتها”، وتابع بالقول “ان حرب غزة سببها الحصار المجحف الذي استمر لأشهر طويلة حارما أهل القطاع الغذء والدواء والكهرباء والماء”.
واعترض دون كوهين على توصيف السبلاني لحصار غزة واصفاً إياه بأنه “أمر مبالغ فيه”. ولكن اسماعيل أحمد عقّب بالقول: “لقد كنت متواجدا بنفسي في قرى القطاع، ورأيت الأهالي المحرومين والمحاصرين الذين لم يجدوا الغذاء اليومي لعائلاتهم، والدواء لمرضاهم”. وأضاف: “لقد آن الأوان لقول الحقيقة. نريد المزيد من الحقائق، وتجاهل الإدعاءات والكلام المبتذل”.
وتحول بعد ذلك النقاش بسرعة إلى موضوع الصراع العربي الإسرائيلي، والصعوبات التي تعترض إطلاق الحوار بين فعاليات وقادة الجاليتين العربية واليهودية.
وعكس الفيلم وجهات طرفي الصراع، من خلال استقراء طرائق ووسائل التغطيات الإعلامية المحلية لكلا الفريقين منذ العام 2006، وكانت بعض مشاهد الفيلم التي أظهرت متظاهرين مؤيدين وداعمين للقضية الفلسطينية يرفع بعضهم لافتات تم لاتركيز عليها في الإعلام الأميركي تحمل صورة “نجمة داود” جنباً إلى جنب مع صورة “الصليب المعقوف” رمز النازية، في إشارة أكيدة الدلالة، أن ممارسات الإسرائيليين تشبه ممارسات النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية، وهو الأمر الذي أثار احتجاجات واسعة، واعتراضات صاخبة من قبل اليهود الأميركيين المؤيدين لإسرائيل.
وتعليقا على تلك المقاطع، قال والتزر “هذا النوع من التصرفات لا يدل على احترام متبادل يسمح بإطلاق حوار جدي بين الطرفين”.
فيما أشار السبلاني الى أن الإعلام المؤيد لإسرائيل في أميركا سرعان ما يكمّ الأفواه ويكيل الاتهامات لكل من يعارض سياسات إسرائيل التعسفية ويتهمهم بمناصرة الإرهاب. وقال السبلاني انه منخرط منذ 7 أشهر في عملية إطلاق حوار بين الجاليتين العربية واليهودية تسعى إلى تخطي التوترات القائمة، وقال: “نحن ما نزال في إطار الحوار والتواصل”.
وعلقت منتجة الفيلم، الأستاذة المساعدة في قسم الصحافة (جامعة ميشيغن ستايت)، جيري ألموت زيلدز، بالقول: “إن الفيلم يعكس مدى حساسية الموضوع”، فيما أعلن مخرج الفيلم بوب ألبرس أن الفيلم (مدته 30 د) شارك في عدد من المهرجانات السينمائية ومن المنتظر أن يبث على شاشات التلفزة العامة في أميركا (بي بي أس)، في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم. واضافت زيلدز: “لقد كنت دائما مهتمة بالطريقة التي تصور فيها وسائل الإعلام الجماعات الاثنية المختلفة، وكيف تقدمهم، فالإعلام كما تعرفون فعال ومؤثر”.
لمزيد من المعلومات عن الفيلم الوثائقي، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني: arabjewsnews.org
Leave a Reply