ديربورن – خاص “صدى الوطن”
“أنتم لستم مجرد شبكة إخبارية، بل أنتم أحد صنّاع الإعلام والرأي العام حول العالم”. هذه الجملة التي قالها أحد الحاضرين تعبر بوضوح عن الطريقة الذي ينظر فيها الناس إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، وإلى الشبكات الإخبارية الملحقة به (تلفزيون “بي بي سي”، والموقع الإلكتروني على الشبكة العنكبوتية). وهذا ما يفسر أيضاً عددالجمهور الكبير الذي حضر إلى المتحف العربي الأميركي في مدينة ديربورن، للمشاركة في الندوة النقاشية حول التغطية الإعلامية للـ”بي بي سي” في الشرق الأوسط.
وضمت الندوة التي نظمها المتحف العربي و”راديو ميشيغن” (التابع لشبكة “أن بي أر”) كلا من مسؤولة منطقة الشرق الأوسط في “بي بي سي” ليليان لاندور، ونائبة مدير الشبكة الناطقة بالإنكليزية آن كوش، ومراسل “بي بي سي” في واشنطن لقمان أحمد. وأدار الندوة مدير القسم الإخباري في “راديو ميشيغن” فينسنت دافي.
وقالت ليليان لاندور إن شبكة “بي بي سي” من أوسع الشبكات الإعلامية انتشاراً في العالم، وتبث برامجها بـ32 لغة، منها العربية والفارسية والأردية، ولها حوالي 250 مراسل في 112 بلداً في العالم.
وأضافت لاندور، إن عديد المسائل والقضايا تأخذ حيزاً واهتماما خاصاً، مثل الإرهاب، وقضايا المناخ، والأوضاع الاقتصادية، وهذه قضايا تظهر كم أن العالم يرتبط ويتأثر ببعضه البعض، وإضافة إلى ذلك، تهتم “بي بي سي” بمختلف القضايا الثقافية والفنية والحضارية لمختلف الجماعات والشعوب.
ونوهت لاندور، أن إعداد الأخبار والقصص المتصلة بها، يمكن أن تكون بسيطة أو معقدة حسب الموضوع، لكن الميزة الأساسية التي نعتمدها هي مصداقية وموثوقية المصادر التي نعتمدها خلال الإعداد لتلك الأخبار.
وتحدث المذيع لقمان أحمد عن تجربته كمراسل لـ بي بي سي في واشنطن، مشيراً إلى حساسية العمل في عاصمة هي من أكثر العواصم تأثيراً في العالم بشكل عام، وفي الشرق الأوسط بشكل خاص.
وقال إن إعداد التقارير من أجل الجمهور العربي هو مسألة صعبة بسبب العلاقات الأميركية مع العالم العربي ومسألة الصراع العربي الإسرائيلي. ولفت أحمد إلى أنه أعد الكثير من التقارير الناجحة، بما فيها تقريراً عن “المتحف العربي الأميركي في ديربورن” عند افتتاحه.
وأثارت أسئلة الحاضرين قضايا تفصيلية لناحية الكيفية التي يتم فيها اعتماد “اللغة” الإخبارية والمصطحات السياسية، خاصة أثناء عرض وجهتي نظر متضادتين، وقالت آن كوش: “إن اللغة هي من أخطر العوامل في الإعلام، إذ يمكن أن تكون بناءة أو مدمرة”. وضربت مثالاً على ذلك مصطلح “المجتمع الإسلامي” مشيرة إلى المعنى الذي يولده هذا المصطلح يختلف من مكان الى مكان آخر، ويختلف حسب السياق الذي يستعمل فيه، فهو في بريطانيا يشير إلى مجتعمات الهنود والباكستانيين ولكنه قد يعني شيئاً آخر في بلد آخر.
وتدخلت لاندور وقالت “إننا في “بي بي سي” نتعامل بحساسية مع بعض المصطلحات، مثل مصطلح “الإرهاب” ونفضل عليه تعبير؛ العمل الإرهابي”. وأضافت “إن اعتماد بعض المصطلحات والتعابير يأخذ منا مناقشات طويلة وممضة تمتد أحيانا لعدة ساعات لاعتماد التعبير المناسب”.
وحول تمويل “بي بي سي”، قالت كوش إن “بي بي سي” المحلية يتم تمويلها محلياً من تبرعات المستمعين (كما هو الحال مع راديو ميشيغن، وأما “الشبكة العالمية فلها مصدران للتمويل، هما وزارة الخارجية البريطانية، إضافة إلى الإعلانات”.
وكانت قضايا عدة تتصل بموضوع الصراع العربي الإسرائيلي قد أثارت نقاشاً ساخناً حول المصداقية التي يتم بها نقل الأحداث واعتماد المصادر الإعلامية في التقارير وكذلك لجهة الانحياز لطرف دون آخر في الصراع.
وقد حاولت الإجابات جميعها التأكيد على نزاهة ومهنية “بي بي سي” في نقل الأخبار والتقارير، وعدم انحيازها أو تأثرها لأي من البروباغندات الإعلامية المتصارعة في منطقة الشرق الأوسط. ولكن يبدو أن الندوة لم تغير كثيراً من تصورات الحاضرين الذين يعرف معظمهم “إن “بي بي سي” ليست مجرد شبكة إخبارية، بل هي أحد صناع الإعلام والرأي العام حول العالم”.
Leave a Reply