ديترويت – خاص “صدى الوطن”
جمعت ندوة انعقدت في 30 حزيران (يوليو) الماضي في مدرسة “أمل ديترويت”، التي تعرضت لمداهمات من قبل “وكالة الهجرة والجمارك” (آيس) في مدينة ديترويت، عددا من الفعاليات الاجتماعية المتنوعة عرقيا وثقافيا مع السكرتير المساعد لوكالة “آيس” جون مورتون لمناقشة بعض التقارير الخاصة بأعمال غير قانونية قامت بها الوكالة، وذلك بحضور نشطاء حقوقيين ومسؤولين حكوميين ومنتخبين.
وكان مورتون قد وعد بإجراء تحقيقات معمقة وشاملة حول مجمل الشكاوى في غضون 30 يوما، ووفقا لـ”التحالف من أجل حقوق المهاجرين” (أير) فإن الفعاليات المجتمعية لم تتلق أي ردود حتى الآن.
وانضمت إلى الندوة، التي شارك فيها النائبان في الكونغرس الأميركي جون كونيرز وهانسن كلارك، منظمة “تحالف الأديان لمدينة واشطيناو من أجل حقوق المهاجرين” حيث تحدثت باسمها لورا ساندرز قائلة “إن تحالف واشطيناو بعث بالعديد من الرسائل حول تجاوزات الوكالة إلى رئيسة مكتب ديترويت ريبيكا آروتشي خلال السنوات الثلاث الماضية، ولكننا لم نتلق أية ردود”.
وكان “التحالف من أجل حقوق المهاجرين” (أير) قد دعا إلى تنظيم الندوة في أكاديمية “أمل ديترويت” التي تعرضت لغارة من قبل عملاء فدراليين في 31 آذار (مارس) الماضي. كما تجمع متظاهرون في محيط المدرسة طالبوا الوكالة بالكشف عن نتائج التحقيقات التي أجرتها.
وقال مدير التحالف رايان بايتس: “اليوم ننضم إلى أصدقائنا في المجتمع الإسلامي ونطالب بوضع حد للتنميط العرقي ومضايقات الدوريات الحدودية لبعض الأشخاص”.
أضاف “من غير المقبول أن يتعرض أي شخص للمهانة عند استجوابه على المداخل الحدودية، ولا أن يتم توقيف الأشخاص بسبب لون بشرتهم في شوارع ديترويت ليسألوا عن أوراق إقاماتهم. هذا النوع من الممارسات غير مقبول ويجب رفع الشكاوى إلى أعلى المستويات في وزارة الأمن الداخلي”.
وقال النائب في الكونغرس الأميركي عن منطقة ديترويت هانسون كلارك خلال الندوة إنه ابن مهاجر غير شرعي وأنه فخور بالإفصاح عن ذلك.
أضاف “يوجد مسألتان مهمتان في هذا البلد، الأولى أن الناس يجب أن يخضعوا للقوانين والثانية هي أنه لا أحد يستطيع أن يفعل ما يحلو له وهذا ينطبق على جميع الناس بمن فيهم العاملون في وزارة الأمن الداخلي”.
وكانت “آيس” قد أصدرت بيانا اعترفت فيه بأنها تجاوزت القوانين حين قامت بالغارة على “مدرسة أمل ديترويت”.
وعلق النائب في الكونغرس الأميركي جون كونيورز على البيان قائلا “إن وزارة الأمن الداخلي تجاوزت القوانين والقواعد المرعية، والسؤال هو لماذا فعلوا ذلك، وهل سوف يلتزمون بوعودهم والتزامهم بتطبيق القوانين في المستقبل”.
من ناحيته أكد المدير التنفيذي لـ”أكسس” حسن جابر أن “أكسس” ستعمل على إدراج 22 مؤسسة عربية أميركية للمشاركة في رفع الشكاوى حول تجاوزات الوكالة، وأن “أكسس” ستزود “التحالف من أجل حقوق المهاجرين” بالمصادر التي تحتاجها لمواصلة معركتها.
ونوه “أن تلك الندوة ليست مجرد لقاء وحسب، ولكنها تندرج ضمن حملة مستمرة وسوف نقودها حتى النهاية. إننا مجتمع واحد ونريد أن نعرف ما هو قانوني. التنميط ليس قانونيا، ومضايقة الناس البريئين ليس قانونيا”.
وأشار مدير مدرسة “أمل ديترويت” علي عبدول “أنه في اليوم الذي تمت فيه الإغارة على المدرسة اعتقل أحد آباء التلاميذ وتم وضع القيود في يديه، كما تم لاذ بعض الآباء الآخرين بالكنيسة المجاورة للاحتماء بها”.
أضاف “لقد أصبحت المنطقة في تلك الفترة منطقة أشباح، فالآباء لم يرغبوا بإيصال أولادهم إلى المدرسة أو إرجاعهم إلى بيوتهم، كما أن التلامذة تأثروا سلبا بتلك الأجواء وفقدوا التركيز والمواظبة على دروسهم وواجباتهم بسبب الضغوط المنزلية”.
أمثلة على تجاوزات “آيس”
– في 28 تشرين الأول (أكتوبر) 2010 أوقف ضابط دورية حدودية اللاتيني رامون موراليس في مدينة ديترويت بدعوى أنه مشتبه به. كان موراليس قد خضع لعملية زراعة كلية مؤخرا وكان يمسك خاصرته بسبب بعض الألم، وادعى الضابط أن موراليس كان يخفي سلاحا. ورغم أنه لم يتم إيجاد أي سلاح فقد تم إيقاف موراليس في سجن مدينة ديربورن. وفي الليل منع الضابط المناوب الدواء على الموقوف الذي اضطر إلى تصفية الماء بقبعته من أجل الشرب، لأن الماء في الزنزانة كان ملوثا.
– في 11 حزيران (يونيو) الماضي، وبينما كان الأخوان غوليميرو وفرانسيسكو أورييس يصطادان السمك على ضفة نهر ديترويت، وبالقرب منهما أكثر من عشرة أشخاص يفعلون الشيء ذاته. تقدم ضابط دورية حدودية وسألهما عن أوراق إقامتهما موجها اليهما أسئلة شخصية. وبحسب غوليميرو كان الضابط آسيوي الملامح وقد تجاهل أفراد المجموعة التي تكونت من أفارقة وقوقازيين.
– في 10 تموز (يوليو) الماضي تقدمت دورية حدودية في منطقة ريفر روج وبدون أي سبب سألت سيريلو تشافيز سوسا وآرون ميندوزا وسألتهما على أوراق إقامتهما، في الوقت الذي كانا فيه يقومون ببعض أعمال تنسيق الحدائق المنزلية.
إضافة إلى أمثلة أخرى تعرض فيها أشخاص للمساءلة والمضايقة بدون أية أسباب وجيهة أو موجبة.
Leave a Reply