المسلحان اللذان قتلا رمياً بالرصاص بينما كانا يحاولان مهاجمة تجمع فـي مدينة غارلاند فـي ولاية تكساس، كان يعرض الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد (ص)، لا يمثلان المجتمع المسلم ولا التعاليم الإسلامية. المسلمون الأميركيون، مثل جميع الأميركيين، لا يؤيدون العنف والإرهاب وهم الذين يكويهم بناره ويلدغهم أكثر من غيرهم من الفئات العرقية والدينية.
ولكن هناك جانب آخر لهذا الحادث. فالمرأة التي تقف وراء مسابقة الرسوم المسيئة هي متعصبة وعنصرية، وذهبت الى أبعد الحدود من أجل تشويه سمعة المسلمين ونشر الكراهية والبغضاء ضدهم وسوق اتهامات باطلة وادعاءات مبالغ فـيها عن الجالية الاسلامية والعربية الأميركية.
ان المحتوى الاستفزازي الهجومي للرسوم و«جهاد» باميلا غيلر الحاقدة الموتورة ضد المسلمين الأميركيين لا يبرر العنف ولا القتل. لكن الهجوم الذي أحبط لحسن الحظ فقط بقتل المهاجمين، هو بالضبط ما يريده المتعصبون-أي الشرعنة والتحقق من صحة وجود الخوف الهستيري غير العقلاني من الإسلام الذي يبثه وينشره المغرضون الحاقدون.
فبعد يوم واحد من الهجوم، دعا عضو الكونغرس الجمهوري بيتر كينغ الى المزيد من الرقابة والتجسس على الأميركيين المسلمين «لأن هذا هو المكان الذي يأتي منه التهديد» كما قال فـي تصريحه.
التعديل الأول للدستور، الذي هو أعظم تشريع فـي التاريخ المعاصر، يمنح الشرعية المطلقة فـي ابداء الآراء. ولكن دستورنا يعول على الشعب لاختيار وغربلة أفضل الأفكار النيرة وتهميش الرجعيّة والمؤذية منها. انه سوق الأفكار الحرة، حيث يجب أن تفشل فـيه المنتوجات السيئة- مثل التعصب والعنصرية والتمييز على أساس الجنس وكره الأجانب والخطاب الجاهل- وتبور بضاعتها.
ومسابقة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد (ص)، التي كان الهدف منها فقط الاساءة للمسلمين لا لسبب الا لجعلهم يشعرون بانهم غير مرحب بهم فـي بلدهم، تقع تحت حماية الدستور.
ولكن هذا النظام خذلنا، نحن ضحايا التعصب. غيلر وأمثالها من الفاجرين النافخين فـي بوق الفتنة والتفرقة العنصرية الحاقدة توجه لهم الدعوات للتحدث فـي الجامعات، بدلاً من فرض عزلة قسرية عليهم ومقاطعتهم بسبب كراهيتهم العمياء وجهلهم الخطير.
ليس هناك من شك فـي أن غيلر تؤمن بالتفوق العنصري النازي غير العقلاني عندما يتعلق الأمر بالإسلام. هي وصديقها روبرت سبنسر هما على قائمة «مركز قانون الفقر الجنوبي» كمتطرفـين خطرين، جنباً إلى جنب مع قادة «كو كلوكس كلان» والنازيين الجدد ومنكري «المحرقة».
لا ينبغي أن نخصص للمتعصبين مساحة على شاشات التلفزيون الوطنية أو «الوقت المتساوي» فـي القصة، خشية استخدامهم للإعلام لمقارنة أنفسهم بروزا باركس ووصف الجالية برمتها بأنها من «المتوحشين» كما فعلت غيلر على قناة «فوكس نيوز» يوم الثلاثاء.
اننا ندين بشدة الهجوم الذي وقع فـي ولاية تكساس، ولكن ينبغي أن يكون موقفنا معروفاً ضد الإرهاب بعد الان من دون الحاجة إلى التذكير به فـي كل مرة. عندما جاءت غيلر الى جاليتنا فـي عام ٢٠١٢، تم تجاهلها إلى حد كبير، باستثناء النساء المسلمات اللواتي منعن من الدخول إلى مؤتمرها الذي كان، للمفارقة، يناقش مسألة معاملة النساء فـي الإسلام.
غيلر مستمرة بتذكير الناس بمناسبة او من دون مناسبة بأنها تستخدم حريتها فـي التعبير عندما تهاجم المسلمين، وهذا صحيح لكن هذه المتطرفة ارتقت الى مصاف الشهرة السيئة الذكر والعار فـي عام ٢٠٠٩ على أنقاض جنازة حرية التعبير ذاتها عندما شنت حملة شعواء ضد بناء مسجد فـي شمال مانهاتن- اي وقفتْ ضد مؤسسة دينية محمية من قبل نفس التعديل الأول من الدستور الذي يحمي خطابها المليء بالضغائن والأحقاد الدنيئة.
Leave a Reply