ديربورن – خاص “صدى الوطن”
تظاهر العشرات من أبناء الجالية العربية قرب فندق “هنري” في مدينة ديربورن، مساء الجمعة الماضي، احتجاجاً على دعوة “غرفة التجارة الأميركية العربية” لرئيس جامعة “وين ستايت” آلان غيلمور ليلقي الكلمة الرئيسية في الحفل السنوي الـ19 للغرفة، وذلك لضلوعه في قرار إلغاء “جائزة هيلين توماس للتنوع الصحفي” السنوية، التي تقدمها الجامعة، في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إثر تصريحات أطلقتها عميدة صحفيي البيت الأبيض (السابقة) هيلين توماس وصفت فيها الصهاينة بأنهم “يتحكمون بالبيت الأبيض والكونغرس ووول ستريت وهوليود”.
وتسببت المظاهرة بإرباك المنظمين لاسيما وأن بعض المدعوين غادر القاعة وانضموا إلى المتظاهرين، حيث أبدى عدد غير قليل منهم انزعاجه من دعوة غيلمور وتجاهل منظمي الحفل لمصالح ومشاعر الجالية العربية.
وقال الدكتور أسعد مكي: “لقد جئت مع عدد من الموظفين في شركة “فورد” وسوف أحضر الحفل كوني موظفا في هذه الشركة ولكنني أتفهم مواقف ومطالب المتظاهرين وهم على حق مئة بالمئة”.
من ناحيته أعرب الناشط صافي طه عن استغرابه من دعوة غيلمور وتساءل عن الفوائد التي قدمتها غرفة التجارة للجالية العربية طوال عشرين عاما؟ وقال: “إن هؤلاء الذين يدّعون أنهم يمثلون مصالحنا لا يهتمون إلا بمصالحهم الشخصية وأوراقهم مكشوفة ومعروفة للجميع”.
وشدد طه على أن ما فعله القيّمون على الغرفة هو “عار بكل معنى الكلمة، وإنني أتحداهم أن يعطوني مثالا واحدا أفادوا به الجالية”.
الناشط دونالد يونس هتف على الوافدين إلى الفندق: “العار عليكم.. أنتم تقفون مع من وقف ضد حرية التعبير.. لقد خطفوا حرية التعبير وغدا سوف يختطفون مستقبل أبنائنا”.
وقال يونس لـ”صدى الوطن”: “أنا هنا لأتظاهر ضد دعوة غيلمور بسبب موقفه من سحب جائزة هيلين توماس.. وهذا الأمر لا يهدد فقط الحريات الأكاديمية وحريات العرب بل يهدد حرية التعبير في الولايات المتحدة وجميع الأميركيين”.
وعن جدوى تظاهره في ذلك اليوم البارد قال يونس: “أنا أؤمن بما أقوم به، فهذه التظاهرة وإن تجاهلوها ستجعلهم يفكرون مرتين قبل أن يقدموا على أي أمر يضر بمصالح الجالية العربية ولا يحترم مشاعر أبنائها”.
من ناحيتها، قالت الناشطة رحاب عامر، التي صار اسمها مثالا ناصعا لإحقاق الحق من خلال نضالها المستمر لأكثر من ٢٥ عاماً فيما يتعلق بقضية الاستيلاء على أبنائها الثلاثة وإعطائهم لعائلة أميركية، والتي نجحت في العام الماضي باستصدار “قانون عامر”: “إن قرار سحب الجائزة كان قرارا ظالما.. وأنا هنا لأقف ضد الظلم ولأكون بجانب المظلومين بغض النظر عن دينهم وعرقهم ولغتهم”.
وأبدت عامر استغرابها من أن يقوم بعض أبناء الجالية العربية باستقبال والاحتفاء بمن أوقع الظلم عليهم وقالت: “ما كان يجب أن يُستقبل غيلمور.. ويجب أن نكون جميعا مع الحق، فما الذي فعلته هيلين توماس حتى تتم معاقبتها وظلمها بهذا الشكل”.
وأكد المحامي طارق بيضون على أن “أبناء الجالية العربية لا يقبلون بتصرفات القيمين على غرفة التجارة، وعليهم أن يعلموا أنه قرارهم هدّام ولا يساعد في شيء”.
وأضاف بيضون: “نحن نقول لهم: العار عليكم!”.
Leave a Reply