فـي خضم الفراغ المتمادي فـي الداخل اللبناني رئاسة وحكومة ومجلساً نيابياً.. وسياسة، أطل الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله فـي خطاب مهرجان «الشهادة والوفاء»، مطلقا سلسلة مواقف اتسمت بالإيجابية فـي شقها اللبناني، وخصوصاً لناحية التشديد على أهمية استمرار الحوار مع «تيار المستقبل»، وتوجيه تحية خاصة لمناسبة الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس ر فـيق الحريري وتلقف دعوة الرئيس سعد الحريري إلى وضع إستراتيجية وطنية لمواجهة الإرهاب.
أما فـي الشق الخارجي من الخطاب، وهنا «بيت القصيد»، فقد اتسم بتقديم «حزب الله» نفسه لاعباً كبيراً على طاولة المنطقة، داعياً اللبنانيين إلى أن يكونوا رياديين فـي الانخراط فـي معركة مواجهة الإرهاب، مثلما كانوا رياديين فـي مقاومة الاحتلال الإسرائيلي من دون انتظار لا إستراتيجية وطنية ولا قومية.
وإذا كان «خطاب شهداء القنيطرة»، مخصصاً للشأن الإسرائيلي بامتياز، وتمحور حول « قواعد الاشتباك» الجديدة للصراع المفتوح مع إسرائيل، عبر توحيد الجبهات فـي المواجهة مع إسرائيل و»عملائها التكفـيريين»، فإن «خطاب القادة الشهداء» جعل لبنان جزءاً من جبهة مفتوحة ممتدة من بيروت حتى الموصل، وقوامها مواجهة إرهاب فالت من عقاله، بدليل المشاهد المصورة من حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة إلى ذبح العمال المصريين فـي ليبيا.
ولعل «حزب الله» الذي خرج من عملية مزارع شبعا، سياسياً وعسكرياً وأمنياً، بأكثر مما كان يتوقع، والمنخرط فـي معركة «الجبهة الجنوبية» فـي سوريا بطريقة نوعية، قد فاجأ اللاعبين على ملعب المنطقة، فـي خطاب القادة، بنبرة تتسم بالثقة إزاء الخيارات الكبرى
Leave a Reply