بيروت – أكد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، أن المقاومة هي من أرسل طائرة الاستطلاع التي اخترقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية وحلقت في أجواء فلسطين المحتلة بعمق 55 كيلومترا وعلى مقربة من مفاعل «ديمونا» الإسرائيلي، في رحلة قطعت مسافة 300 كيلومتراً، واستغرقت حوالي ثلاث ساعات كانت كافية لرسم معادلة جديدة في تاريخ الصراع العربي-الاسرائيلي، حسب المراقبين الذين أجمعوا. أن الخرق الذي حققته الطائرة «أيوب»، ستجعل القيادة العسكرية الاسرائيلية، ومعها منظومات «الناتو» في البر والبحر والجو، تعيد النظر في الكثير من المعادلات التي لطالما تحدث عنها الاسرائيليون بعد حرب تموز 2006.
معادلة نصرالله الجديدة: ايوب |
ولا تكمن أهمية هذا الإنجاز العسكري فقط في المخزون الاستخباراتي الذي أمكن لطائرة المقاومة ان تجمعه وتبثه من فوق المواقع الإستراتيجية الإسرائيلية، والذي تعمد نصر الله أن يخفيه، بل في التوقيت السياسي لاقلاع الطائرة، ومنظومة الرسائل السياسية، في لحظة تشتعل فيها المنطقة بالأزمات، بينما إسرائيل تحاول إشعال فتائل تفجير أخرى، خاصة بالتهديد بالحرب على إيران و«حزب الله»، ولعله هنا يكمن هدف واحدة من الرسائل الجوية التي أطلقتها المقاومة.
وإذا كان الاسرائيليون قد أخفقوا في حربهم البرية ضد لبنان قبل ست سنوات بفعل الصواريخ الروسية المتطورة المضادة للدبابات والدروع والتي حيدت دبابات «الميركافا» عن المعركة، وكذلك أخفقوا في مواصلة الحصار البحري بعد ضربة المقاومة للبارجة الاسرائيلية «ساعر 5» قبالة شواطئ العاصمة، فان عملية الطائرة، الايرانية الصنع، اللبنانية التركيب والادارة، ستجعل سلاح الجو الاسرائيلي وكل منظوماته الدفاعية عرضة لإعادة التقييم وربما للكســاد، على غرار ما اصاب منظومات «ميركافا»، بأجيالها الجديدة والقديمة غداة تموز 2006.
وعلى الأرجح، فإن من قرر هكذا عملية نوعية، من بوابة الرد المشروع على الاختراق الجوي الاسرائيلي اليومي للسيادة اللبنانية، قد أراد أن تكون لهذه «الطائرة» وظيفة ردعية، من شأنها أن تكبل يدي الاسرائيلي وتمنعه من مجرد التفكير بشن حرب ضد لبنان، من جهة، وتزيد ثقة المقاومة بقدرتها على حماية بلدها وشعبها، من جهة ثانية. وبهذا تكون المقاومة قد قدمت للشعوب العربية فصلا جديدا من فصول المفاجآت التي وعدت الإسرائيليين بها، وما تمتلكه من قدرات وامكانات ردع وفرض توازن رعب بالمعادلة الصاروخية وحرب الادمغة والتقنيات الاستخباراتية وانتهاء بالمعادلة الجوية التي بدأت مع «مرصاد» وصولا الى «أيوب» التي أكدت بما لا يقبل الشك أن يد المقاومة باتت قادرة على أن تصل الى العمق الإسرائيلي.
وأطل السيد نصر الله وتبنى إرسال طائرة الاستطلاع التي اسقطتها الطائرات الاسرائيلية الاسبوع الماضي، في عملية وصفها بأنها نوعية ومهمة جدا ليس في تاريخ المقاومة في لبنان بل في تاريخ المقاومة بعموم المنطقة، وحملت اسم الشهيد حسين أيوب.
ولفت نصر الله النظر الى أن المقاومة «أرسلت طائرة استطلاع متطورة من الأراضي اللبنانية باتجاه البحر، وسيرتها مئات الكيلومترات فوق البحر، ثم اخترقت اجراءات العدو الحديدية ودخلت جنوب فلسطين المحتلة، وحلقت فوق منشآت وقواعد حساسة ومهمة لعشرات الكيلومترات في عرض الجنوب، الى ان تم اكتشافها من قبل العدو على مقربة من منطقة «ديمونا»، فتصدى لها سرب من طائرات سلاح الجو الاسرائيلي وقام باسقاطها».
واشار نصر الله الى أن «إسقاط الطائرة أمر طبيعي ومتوقع، لكن الإنجاز هو أن تسير مئات الكيلومترات في منطقة مليئة بالرادارات الإسرائيلية والأميركية والأوروبية واليونيفيلية».
وترك للإسرائيليين البحث عن قدرات الطائرة الاستخباراتية والعملياتية»، مؤكدا ان هذه العملية لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة، لا بل من حقنا أن نسير رحلات اخرى الى داخل فلسطين، ومن خلال هذه الطائرات نستطيع ان نصل الى المكان الذي نريده» مع العلم أن قوات الإحتلال الإسرائيلي تقوم بخرق السيادة الجوية اللبنانية بشكل دوري.
وفي الملف السوري، قال نصر الله:«موقفنا واضح وقلناه ولا نخجل منه، ولن نغير قناعاتنا، ان الوضع في سوريا خطر على سوريا وخطر على لبنان والأردن وفلسطين وتركيا وكل المنطقة. وما ندعو اليه هو حوار سياسي وحل سياسي وتسوية وحقن دماء».
وقلل من قيمة اتهام «حزب الله» بأنه يقاتل الى جانب النظام السوري وانه يرسل مقاتلين الى سوريا، واصفا تلك الاتهامات بالكاذبة وغير الصحيحة. وقال أن «النظام ليس في حاجة الينا للقتال معه ولم يطلب منا ذلك، كما انه ليس من مصلحة النظام هذا الأمر». وعرض نصر الله واقع البلدات السورية الحدودية التي يسكنها حوالي ثلاثين الف لبناني، وما تتعرض له من قبل المجموعات المسلحة، الامر الذي دفعهم الى الدفاع عن انفسهم، متهما الدولة اللبنانية بالتقصير، غامزا هنا من قناة رئيس الجمهورية ميشال سليمان من دون أن يسميه بقوله: «ذهبوا ليسألوا عمن هم من أصل لبناني في الارجنتين والاورغواي، بينما هناك لبنانيون موجودون في 23 قرية و12 مزرعة قرب الحدود، اسألوا عنهم فهؤلاء لبنانيون».
وتوجه الى من أسماها «بعض الجهات» قائلا: «انا انصح هؤلاء بألا يهولوا علينا، فلا لغة الافتراء ولا التضليل، ولا التهويل، ولا التهديد تنفع مع «حزب الله». كما توجه الى خاطفي الزوار اللبنانيين قائلا: انا لا اعتذر، ولا احد يقبل معي أن اعتذر، اتركونا خارج المعركة، فلا يهددنا أحد، ولا يهول علينا أحد، ولا يجربنا أحد.. والسلام».
وكانت اسرائيل قد استبقت اطلالة السيد نصر الله
Leave a Reply