الأكثرية تنتقد سوريا والمعارضة فـي ذكرى اغتيال الحريري
بيروت – هدد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله إسرائيل بشن حرب مفتوحة، ونقلها إلى خارج الأراضي اللبنانية إن هي أرادت ذلك، وجدد اتهام تل أبيب بقتل القيادي العسكري البارز في الحزب عماد مغنية في تفجير سيارة مفخخة في دمشق الثلاثاء الماضي.
وقال نصر الله في كلمة أثناء تشييع عماد مغنية في الضاحية الجنوبية موجها كلامه لإسرائيل «أقول لهم لقد قتلتم الحاج عماد خارج الأرض الطبيعية للمعركة لقد اجتزتم الحدود اليوم، كلمة واحدة فقط أمام هذا القتل في الزمان والمكان والأسلوب، أيها الصهاينة إن كنتم تريدون هذا النوع من الحرب المفتوحة فليسمع العالم كله فلتكن هذه الحرب المفتوحة».
وأشار زعيم «حزب الله» عبر شاشة تلفزيونية في قاعة الشهداء إلى أن مغنية اغتيل في سياق حرب تموز التي ما زالت مستمرة حتى اللحظة. لم يعلن وقف لإطلاق النار، وهي حرب مستمرة سياسيا وإعلاميا وماديا وأمنيا، مدعومة من الدول نفسها التي دعمت حرب تموز.
وتوعد نصر الله إسرائيل بالزوال، مؤكدا أنها كانت كلما اغتالت أحد قيادات المقاومة جاء الرد مزلزلا لها، أما في هذه المرة فستدفع الثمن من بقائها على حد تعبيره، مستشهدا بكلام لمؤسس إسرائيل ديفد بن غوريون وفيه أن «إسرائيل تسقط بعد خسارة أول حرب».
وخاطب الإسرائيليين قائلا «في الحرب القادمة ستجدون عشرات الآلاف من المقاتلين من أبناء وتلامذة عماد مغنية».
وفي رد سريع على تهجم بعض قيادات قوى الأكثرية على المعارضة، اتهم نصر الله بعض أقطاب الأكثرية بالتبعية لإسرائيل والولايات المتحدة.
وفيما اعتبر ردا على النائب وليد جنبلاط، الذي دعا أخيرا إلى «طلاق حبي» مع حزب الله قال نصر الله «من يطلب الطلاق ليرحل من هذا البيت وليذهب إلى أسياده في واشنطن وتل أبيب». وقال نصر الله إنه كان يتمنى أن تفتح ساحات الشهداء، في هذا اليوم الذي يحيي فيه اللبنانيون ذكرى استشهاد رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، ليشيعوا عماد مغنية. لكن بعض القوى على حد قول نصر الله لا تريد ذلك، وحرصت على أن تحيل إحياء الذكرى لحفلات «لإطلاق الشتائم والسباب».
وفي بداية مراسم التشييع أشاد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في برقية التعزية التي تلاها نيابة عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بمناقب وأخلاق مغنية، واصفا إياه بأنه مفخرة للأمة العربية والإسلامية.
وبعد المراسم خرج موكب الجنازة مع النعش الذي حمله عناصر من «حزب الله» على وقع موسيقى عسكرية، وسار مع عشرات الألوف رجالا ونساء نحو روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية حيث ووري الثرى.
وعقب اتهام «حزب الله» لها بقتل مغنية وضعت إسرائيل سفاراتها ومصالحها في الخارج في حالة تأهب قصوى وعززت قواتها على الحدود اللبنانية.
وأصدرت إسرائيل تعليمات مشددة بتوخي الحذر لرعاياها الموجودين في الخارج، وذلك خشية أن يكونوا هدفا لعمليات انتقامية محتملة.
ذكرى الحريري
وجه قادة فريق 14 آذار الحاكم انتقادات لاذعة لسوريا وحلفائها في فريق المعارضة اللبنانية خلال مهرجان أقيم في وسط بيروت إحياء للذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.
ودعا رئيس الغالبية النيابية سعد الحريري إلى انتخاب رئيس جديد للبنان مؤكدا في سياق الإشارة إلى القمة العربية المرتقبة بدمشق الشهر المقبل أنه «لا قيمة لقمة عربية لا يحضرها رئيس لبناني».
واتهم الحريري المعارضة بعرقلة المبادرة العربية لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية. وقال «حاولوا اغتيال قلب بيروت بتعطيلها وحاولوا اغتيال المحكمة بتعطيل مجلس النواب واغتيال المبادرة العربية لانتخاب العماد سليمان».
ورد على وصف الرئيس السوري بشار الأسد قوى 14 آذار بأنها منتج إسرائيلي بالقول «المنتج الإسرائيلي هو الذي لعب دورا في ضرب وحدة الشعب الفلسطيني وفي محاولة جر المقاومة (في لبنان) إلى حرب أهلية».
ووصف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط مطالبة المعارضة بالحصول على نسبة الثلث من حكومة الوحدة الوطنية المرتجاة بأنه «ثلث الإجرام السياسي والاغتيال».
وجدد جنبلاط اتهامه للرئيس السوري بشار الأسد وحلفاء سوريا في لبنان بالضلوع في عمليات الاغتيال التي تواصلت منذ اغتيال الحريري.
وفي أول تعليق له على اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية ألمح جنبلاط إلى أن مقتله ناجم عن خلافات بين سوريا وحلفائها في لبنان. وقال «انظروا إلى ما حدث. ينهشون بعضهم بعضا. هذا هو نظام الغدر نظام بشار».
وشن رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع في كلمته هجوما مماثلا على المعارضة قائلا «لا لخيمكم، لا لفوضاكم، لا لتعطيلكم».
وقال جعجع «لن نقبل بحرماننا من رئيس للجمهورية وبتعطيل الوسط التجاري». وزاد «من يقوى بمجد لبنان لن تقوى عليه أموال إيران وخنجر دمشق»
وحشد فريق 14 آذار الحاكم في لبنان الآلاف من أنصاره تحت سماء عاصفة وماطرة لإحياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في وسط بيروت.
ووصل المشاركون وهم يرفعون صور رفيق الحريري ونجله سعد والذين سقطوا في تفجيرات تحمل الأكثرية سوريا مسؤوليتها، كما رفعوا الأعلام اللبنانية والبيارق الحزبية لتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية وحزب الكتائب. وارتفعت في ساحة الشهداء يافطات ضخمة في الذكرى.
Leave a Reply