مريم شهاب
اتصل بي أحد الأشخاص، الأسبوع الماضي، وسألني مباشرة عن الأسباب التي دفعتني إلى انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، كما سألني عن مدى رغبتي فـي إجراء مقابلة مع مراسل وكالة «رويترز» للأنباء أشرح فـيها سبب اختياري لـ«مستر ترامب» لرئاسة أميركا.
على حد علمي، فإن الانتخابات سرية ولا أحد يعلم من أدلى صوته لمن، ولكن يبدو أن لا أسرار فـي ديربورن، كما أني كنت أتوقع العتب والسخرية من بعض الأهل والأصدقاء بسبب اختياري لشخص يرفض «عنصريته» حتى عتاولة الحزب الجمهوري، إذ أن هناك حملات عديدة لتشويه صورته أمام الناخبين وبالتالي إزاحته من لائحة المرشحين الجمهوريين.
بالنسبة لي، فإن كون ترامب رجلاً حراً هو السبب الأول والرئيسي لقناعتي التصويت له، فهذا الرجل الذي يطلق كلماته الساخرة الرافضة لكل الغوغائية والجدل السياسي، ويشن الغارة تلو الغارة على من يقدسون البلاهة ويوجبون على الناس الكسل والاتكال على لصوص السياسة، ويرفع صوته بلا هوادة فـي وجه من لا يأبه بأن تصبح أميركا العظيمة عالماً ثالثاً طالما أن أجندة ومصالح الممولين قائمة ومحمية. لا مشكلة أمام رجال السياسة فـي أن ترهن أميركا العظيمة اقتصادها للمرتشين والفاسدين والمضاربين فـي أسواق البورصة، بدون عمل وبدون بذل الجهد لإعادة عظمة وبهاء الولايات الأميركية.
نعم صوتّ لترامب الذي يعلن دائما أنه ليس سياسياً محترفاً ولا يطيق الجدل العقيم ولا اللف والدوران حول ما يحدث فـي العالم من مآسٍ.
إنه يريد أن تعود لأميركا قوتها الاقتصادية كأعظم بلد فـي العالم، لا كبلد يسيطر على باقي شعوب العالم، هو لا يريد هدر الأموال وصرفها خارج الحدود أو فـي الدفاع المجاني عن حلفاء جهلة وسفلة مملوئين بالتناقض بين البلادة وقيم الحضارة الحديثة.
يمتاز ترامب بالقدرة الجمالية فـي الخطابة الساخرة، وهو أشبه بناقد يسخر من معظم مرشحي الرئاسة الأميركية. عندما يسمعهم يتكلمون بطريقة قاصرة، وفـي محاوراته التلفزيونية يبدو كأستاذ يسأل ولا يستفسر. تستفز أسئلته من حوله ليعرف السامع المخبوء فـي سياسته، وربما هذا ما يجعل الناس تهفو إليه وتمنحه أصواتها لأنه يبدو لهم بسيطا ومتواضعا ويتكلم بلغة بسيطة يفهمها الجميع. وهو لا يستجدي أحدا ليتبرع له ويتنقل بطائرته الخاصة ويمول حملاته الانتخابية من جيبه الخاص.
أما بالنسبة لتصريحاته المتطرفة حول الإسلام والمسلمين، وعن كوني مسلمة، فالسؤال الموجه إلي هو: كيف أعطي صوتي لمن يطالب بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. أنا شخصيا أوافق على طرح ترامب بوقف دخول المسلمين «مؤقتاً» لحين الكشف عما يحصل فـي الشرق الأوسط، وبالأصح حين يتم تحديد «فـيروس الوهابية» الذي انتشر بين المسلمين كنار فـي الهشيم بين الشباب المسلم وحوّل بعضهم الى مجرد «زومبيات»، و«اللي بدو يزعل يدق راسو بالحيط».
مطلب ترامب حقّ أمام الأهوال التي نراها فـي الشرق.. وهو يصب فـي مصلحة الجالية فـي أن لا يأتي المصابون بفـيروس التكفـير الى بلادنا.
طبعاً هذا لا يعني أن المسلمين فـي هذه البلاد هم بأحسن حال.
كم صار للمسلمين هنا؟ خمسون سنة.. مئة سنة؟
بالله عليكم سموا لي رجل دين يحب الآخر. سموا لي مسلماً سنياً يحب مسلماً شيعياً. كل ما لدينا هنا.. مراكز ومؤسسات دينية عاجزة عن تقديم قيم الدين الصحيح لجاليتنا وللأميركين الذين من الطبيعي أن يخافوا منا، ومن الطبيعي أن يطغى الخوف والتخويف على الخطاب السياسي الأميركي، ومن حقنا، بل من واجبنا، أن نتحاور معهم ونسألهم بالتحديد: ما الذي تخافون منه؟
Leave a Reply