بلال شرارة
منذ عام 2003 جرى اتهام ايران بالعمل على برنامج نووي عسكري بغطاء مدني. ومنذ العام 2006 بدأ سريان حزمات عدة من العقوبات الأميركية والأوروبية والدولية ضدّها.
وبعد عامين وسبعة عشر يوماً من المفاوضات المضنية حسم وزير الخارجية الاميركية جون كيري ونظيره الايراني محمد جواد ظريف الجلسات الماراثونية بين ايران ودول 5+1 بالتوصل الى اتفاق تاريخي.
ورغم بعض الصعوبات والقاء زعيم الاغلبية الجمهورية فـي مجلس الشيوخ الاميركي (السناتور ميتش مكونيل) ظلالاً من الشك على الاتفاق من خلال:
1- قدرة الرئيس الاميركي أوباما على نيل موافقة الكونغرس.
2- زعمه ان الاتفاق سيجعل من ايران دولة على اعتاب امتلاك قدرة نووية.
رغم كل ما تقدم فإن «الحسم» هو عنوان اخراج الاتفاق التاريخي مع ايران.
الآن لا يمكن التحدث عن المجال الحيوي للاتفاق وابعاده الاقليمية وانعكاساته اليمنية والعراقية والسورية واللبنانية والفلسطينية.. الخ، ولكن ما يمكن ان نتوجه به للجاليات الشرق أوسطية فـي الولايات المتحدة هو ضرورة مساندة الادارة الأميركية من أجل انجاح الاتفاق وتجاوز عقبات الكونغرس وتوجيه الاشادة لوزير الخارجية الأميركي (جون كيري) ونظيره الايراني على العمل المضني اليومي حتى انجاز مراحل الاتفاق وتطويق كل المحاولات (الاسرائيلية والغربية والعربية) لمنع تحقيقه وتسهيل المرحلة الثانية المترتبة على الاتفاق فـي إنهاء عذابات الشعب الإيراني جراء (الحرب الاقتصادية-الدبلوماسية)، والمرحلة الثالثة وهي التفاهم على ماهية الارهاب «الداعشي» وتنظيم العلاقة فـي الحرب ضد «الارهاب» على طول ساحات العراق وسوريا وصولاً الى تهديد لبنان الواقع فـي البعد الجغرافـي الاقليمي للاتفاق، ومن ثم الدولي والذي يتضمن الاستثمارات المتنوعة مع الدول الصناعية وخصوصاً (5+1) وموقع
ايران فـي المجموعات الدولية وتنظيم العلاقة مع الجارين الاوروبي والاسيوي.
اذن فـي المرحلة الاولى المطلوب مساعدة الإدارة الأميركية للوقوف على رجليها (دعم قرارها لابرام الاتفاق ومن ثم التعبير عن أهمية توقيعها وانعكاساته على حلفائها ودول حلف الاطلسي والأساطيل المنتشرة فـي البحار، حيث أن إيران لا تحتاج الى ترسيخ قراراتها فالقرار هو مركزي من أعلى سلطة (مرشد الثورة ورئاسة الجمهورية) حتى المخافر الحدودية وصولاً الى انعكاساته على يد إيران الطويلة فـي الشرق الاوسط.
اذن أيها العرب فـي اميركا، أيها الشرق أوسطيين: الاتفاق هام جداً وانعكاساته أهم، والمطلوب دعمه لتجاوز مراحل تشريعه.
Leave a Reply