ازدحام سير قياسي في الصين..
أول ما تبادر الى ذهني عند قراءة هذا الخبر، صورة لشباب وهم يتبارون على تقديم أجود النكات عن الصين وعظمتها، مع ما يتضمنه من مآسٍ لأناس عالقين في مركباتهم لعشرة أيام أو أكثر. وبعد أن تنفذ مخيلتهم الواسعة (جداً)، يستعينون بصديقهم “أبو العبد”، لتبدأ بعدها جولة جديدة تدوم حتى الخبر التالي؛ وليس بالضرورة ان تكون الاخبار عالمية فلا بأس من تشجيع الصناعة المحلية.
وهكذا دواليك حتى يوم الدين؛ هذا هو الشعب الذي “طلع دينو” من كثرة القهر، فأخذ يرقص رقصة الفاشل مع “زوربا” عند كل وجبة..
ولكنه ليس بفشل أصاب الشعب؛ بل إنه مرض تاريخي ورثه الناس عن الجدود، إذ بدأ مع خروج الأمير أبوعبدالله من قصر الحمراء في غرناطة الأندلسية، وقد يقول البعض ان المرض مستشرٍ منذ أن بدأ القتال على كرسي الحكم، لا لإعلاء كلمة الحق إنما حبا بالإمارة، مروراً بسقوط بغداد ودمشق؛ وصولاً الى القدس، بعد أن نجت بيروت..
وليس آخر الغيث الحديث عن باكستان، وان اختلف المرض، فان معاناتهم تبقى معلقة في رقاب الجميع .
وما موضوع “التنكيت” سوى أحد اساليب النسيان، فبها ينسى المرء واقعه ولو لحين. فمن رحم هذا الواقع نسأل أليس هناك من نكتة عن أمة غابت في سبات تفوقت فيه على أهل الكهف ولا زالت، توقفت في “عجقة” الحضارة أكثر من عمر الحضارة ولا زالت واقفة، علقت في القاع ولو كتبت الحياة لفرعون لكان قام قبلها، صغرت يديها على السلاسل وما زالت سجينة، لديها من الاموال أكثر من حاجة فقرائها ومازال الفقر فيها متربعا على عرشه!!…
علنا ننسى أمجادنا وواقعنا الى اجل مسمى ونردم الأطلال لنبني عليها ذكريات أو حتى نكتة (الغد)، متطلعين الى غد نتمنى أن يكون أفضل من حاضرنا؛ عسانا ندخل كتاب “غينيس” من خلال أمجاد نصنعها بايدينا.
Leave a Reply