ديربورن – منير الذرحاني
ظاهرة احتلال المحافظات والمدن وتفجير البيوت وإعتقال واغتيال الناشطين والمعارضين فـي اليمن، ليست جديدة، وليست من صنع الحوثيين، بل هي من صنع نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي تميز حكمه بالاغتيالات والحروب وتصفـية معارضيه واعتقالهم وقتلهم بما فـي ذلك رموز وقيادات الحوثيين وأبرزهم السيد الشهيد حسين بن بدر الدين الحوثي رحمه الله، وغيره الكثير من آل البيت الهاشميين ومن بينهم السيد الشهيد يحيى المتوكل وزير الداخلية الاسبق الذي اغتاله نظام صالح وغيرهم المئات.
نظام صالح زرع الأحقاد والصراعات والحروب بين اليمنيين قبائل ومناطق وجماعات وأحزاب طيلة فترة حكمه واشتهر بدعم ومساعدة جميع اطراف الصراع بالمال والسلاح، وكان شيوخ القبائل جميعهم يذهبون الى دار الرئاسة لاستلام المال والرصاص لقتل بعضهم البعض بإشراف الرئيس ونظامه.
الاسبوع الماضي وجهت مجموعة من الجالية دعوة لليمنيين والعرب الأميركيين للاحتجاج فـي ديربورن على ما وصفوه بالعدوان السعودي على اليمن، وهنا نتوقف قليلاً لمعرفة من هي هذه الجهة التي تتباكى على الوطن وتدعي حرصها على أرواح الأبرياء وسلامة الناس رافضة للحرب ليدرك الجميع ان التاريخ يعيد نفسه ويفضح كل من لا تاريخ له سوى تأييد الحروب والاعتقالات والاغتيالات والمتاجرة بالجاليات والوطن.
قبل سنوات نظمت جهات فـي الجالية من أنصار المعارضة اليمنية عدة فعاليات ضد الحروب التي شنتها قوات صالح على الحوثيين وغيرهم لسنوات وهؤلاء الذين يتباكون اليوم على تدمير معسكرات صالح هم أنفسهم الذين دعموا قتل اليمنيين فـي الجنوب وصعدة وهم أنفسهم الذين دعوا الجالية للاحتجاج ضد «عاصفة الحزم» التي تدمر معسكرات قوات صالح ، وهم من وقفوا قبل سنوات مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، وكان صالح وجيشه ونظامه وحزبه يقدمون كافة التسهيلات لضرب الحوثيين فـي الاراضي اليمنية، وهولاء انفسهم الذين شكروا السعودية والخليج عقوداً من الزمن وآخر شكرهم للسعودية على تحملها نفقات علاج صالح وجرحى تفجير النهدين الارهابي فـي 2011.
اليوم هؤلاء انفسم يقفون ضد التحالف العربي العسكري لأنه يقصف ويدمر معسكرات قوات صالح وعائلته وليس ضد القتل والدمار الذي يصيب اليمنيين ولم يكن يوماً ضد قتل اليمنيين فـي صعدة وعمران وصنعاء وعدن والبيضاء بل هم مع تدمير وتفجير بيوت ومساجد ومقرات ومنشأت اليمنيين واعتقال وقتل المعارضين لحكم صالح والحوثيين، ولم يهتموا يوماً بالأطفال والابرياء والوطن والسيادة مثل اهتمامهم اليوم بالدفاع عن صالح ومصالحه، بل العكس لقد رفضوا جميع دعوات الجالية وجمعياتها التي كانت تنظم الفعاليات ضد حروب الجنوب وصعدة والمناطق الوسطى وضد الجرائم والاغتيالات والصراعات الداخلية.
كان الأفضل لهؤلاء ومنظماتهم الوهمية وغرفهم التجارية الفقاعية ان يبادروا الى إطلاق حملة «إغاثة عدن المنكوبة» او «صنعاء الجريحة» أو الى دعوة الجاليات العربية والإسلامية والأميركية الى حملة «دعم اليمن» وتقديم العون والمساعدة لليمنيين المتضررين من الحروب والصراعات وإغاثة الجرحى والمشردين فـي ارجاء البلاد المنكوبة، وتوجيه دعوة صادقة لوقف «العاصفة» مع وقف الهيمنة العسكرية المناطقية وسياسة تهديد المعارضين وحل الأحزاب واحتلال المحافظات ومؤسسات الدولة وترك لغة السلاح والعودة الى الشرعية والحوار الوطني الذي يضمن الحرية والحقوق المتساوية للجميع.
كان من الواجب الوطني ان ينظر أنصار صالح إلى ما هو أهم وأكبر من مصلحة فرد وحزب، كان عليهم ان يأخذوا فـي الحسبان مصلحة الوطن والمواطن، ولكن اليوم نظام الحروب والقتل يتهالك وزعيمهم الذي يحركهم يترنح وقد اقتربت نهايته على يد «التحالف العربي» الذي يدافع عن امن واستقرار ومصالح اليمن والامة العربية والأمن القومي اليمني والعربي. ومع اقتراب نهاية نظام صالح وجيشه المناطقي الأسري وطوي ملف تاريخ طويل من المتاجرة بالوطن والجاليات وان شاء الله سيكون قريبا حوار ولقاء وطني لكل ابناء الوطن من صعدة الى المهرة وفـي مقدمتهم الشرفاء والوطنيون من المؤتمر والحوثيون ومختلف احزاب ومناطق ومكونات الشعب اليمني الذي لا يؤمن بالمذهبية والطائفـية والإرهاب والتاريخ شاهد على ذلك.
Leave a Reply