تعـرّض مرسم الفنان العراقي الكـبير غالب المنصوري الى التخـريب والتشويه والسرقـة في العراق، حسبما أفاد به نجـل الفنـان، بهيج، الذي أكد أن مجموعـة مــن الاشخاص الملتحين قاموا بمداهمة المرسم مساء يـوم الاثنين الموافق 12 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وعاثوا بمحتوياته تخريـبا وتشويها وسكبوا شحم السيارات التالف على معظـم اللوحـات الثميـنة وأحرقوا قسماً آخر منها بحجّة أنها لا تتناسب مع صورة العراق الاسلامي الجديد وان معظم لوحات «نساء عاريات»!! تتقاطع مع التوجّه الديني والسياسي للدولة.
وأضاف بهيج المنصوري «هذه الهجمة العاتية علـى تراث والدي الفني تتكرّر للمرّة الثانية حيث سبق لهــم ان داهمــوا المنزل بطريقة مفاجئة وقاموا بتفتيش دارنا وقلبوا أثاث البيت بلا سبب وانما فقط للاستفزاز بناء على أحقاد شخصية قديمة مع والدي بسـبب وظيفته السابقــة كرسام خاص للقصور الرئاسيــة فــي زمن صدام حسين، وانهالوا علــى اخواني أوسم وأغر وأرقم بالضرب الشديد.
يذكر ان الفنان غالب المنصوري يعيش منذ اكثر من سنتين في الولايات المتحده الأميركية، وكان لهذا الخبر وقع الصاعقة عليه، حيث علّق على الاعتداء قائلاً «إنها محاولة لطمس معالم النهضة الفنية التي شهدها العراق خلال عقود طويلة، كشف من خلالها الفن العراقي عن هويته الوطنية وريادته الإبداعية».
وقد تسبب الإعتداء بحالة استياء شديد عمّت الوسط الثقافي والفني تضامنا مع الفنان غالب المنصوري الذي يعدّ من الجيل المعمّق لتجربة ما بعد جيل الرواد الأوائـــل في التشكيل العراقي والعربي والعالمي. وللفنان المنصـــوري مساهمات ثقافية ونقدية مهمّـــة ارست دعائــم لتقلـــيد ابداعـــي يعتمد عـدم الركون للأسلوبية الجامدة .
وكان آخر منصب للمنصوري هو «مدير للثقافة» في وزارة الشباب والرياضة في العراق قبل احالته على التقاعــد عام 2010 وشـغل محرر صفحة فنون في مجلّة «قراطيس» لغاية هجرته الى أميركا.
وقــد كتـــب عنه الكثير مـــن نقــاد الفــن المهتمين فــي العراق، كما أن له مساهمات نقدية في مجال تخصصه, وقد اصدر جريــدة ثقافية اسمـــها «كل جديــد» عــام 2003. وعنـــدما تصـــدى بالنقد الشديد للمظاهر الدينية التى تبيح تطبير رؤوس الاطفال بالسيوف وتجريـــح ظهورهــــم بالزناجيل والسلاسل المدببة فلم يتحمل مواجهة التيارات الدينيــة المتشددة مما جعل ابنــه أرقم يتعــرض للاختطــاف عام 2007 وكذلك تعــرض هو شخصـــيا لعملية اغتيال فاشلة من خلال لغم لاصق وضع في سيارة كـان يستقلها عام 2006 الامر الذي جعله يعــيش متــخفيا بالملابس العشائرية العراقية للتمويه الى أن سنحت له فرصـــة الهرب الى أميركا.
وفي الختام لا بد أن نهيب بكل الشرائح الوطنية المثقفة لرفع صوتها للتنديد والاستنكار لهذه الاعمال الاجرامية العابثة بتراث المبدعين العراقيين من تهديم للتماثيل والنصب التذكارية، والتطاول على الحريّات الشخصية والعامة للفنانين التي تعدّ مخالفة صريحه للدستور.
Leave a Reply