باريس – تحدث الرئيس البانامي السابق، مانويل نورييغا، لأول مرة بشكل علني أمام القضاء الفرنسي الثلاثاء الماضي، فلم يكتف بنفي تهمة تبييض الأموال المساقة بحقه، بل قال إنه يمتلك وثائق وأدلة تثبت بأن ما تعرض له خلال العقدين الماضيين والإطاحة به من السلطة بغزو أميركي هو نتيجة “مؤامرة نسجت خيوطها في واشنطن”.
وتحدث نورييغا باللغة الأسبانية، وبصوت قوي، وبدا متماسكاً وواثقاً من نفسه، ولكنه أخفق في تذكر التواريخ الصحيحة للأحداث، ما دفع محاميه للتدخل عدة مرات لتصحيح الوقائع.
وكان محامي نورييغا قد تحدث في انطلاق المحاكمة الاثنين الماضي، وذكر خلال مرافعته بأن الزعيم السابق الذي أطاحت به عملية عسكرية أمريكية حاصل على أوسمة شرفية فرنسية، ولا يمكن أن يتورط في هذه العمليات. وقال المحامي أوليفير ميتزنر، إن نورييغا كان يعلن بشفافية عن مصادر أمواله، في معرض دفاعه عن موكله في قضية تبييض 15 مليون فرنك فرنسي تتهمه باريس بالتورط بها، بعد أن تسلمته من السلطات الأميركية التي أبقته في سجونها عشرين عاماً من سنة 1989 حتى نيسان (أبريل) الماضي.
وأثار تسليم نورييغا إلى فرنسا غضب باناما التي كانت تطالب بدورها بتسلمه لمحاكمته بتهمة قتل خصومه السياسيين، لكن واشنطن فضلت تلبية الطلب الفرنسي.
ويعاني نورييغا من سرطان البروستات، كما سبق أن تعرض لذبحة قلبية مؤخراً، وقد ظهر أمام القضاء الفرنسي ببدلة داكنة وشعر مسرح ووجه شديد التجهم. وكان الجيش الأميركي قد اعتقل نورييغا بعد اجتياح عسكري لبناما، فر بعده الرئيس السابق إلى سفارة الفاتيكان طالباً الحماية.
وقامت القوات الأميركية بتطويق السفارة ووضع مكبرات صوت تطلق الموسيقى بأقصى قوتها للتأثير عليه نفسياً، وقد استسلم بالفعل في الثالث من كانون الثاني (يناير) 1990، وجرى اقتياده إلى أميركا لمحاكمته.
واتهم القضاء الأميركي نورييغا بتلقي رشى من كارتيلات المخدرات الكولومبية لقاء حماية وتسهيل مرور شحنات المخدرات، وحكم عليه بالسجن 30 سنة، غير أن الحكم خفف إلى 20 سنة بسبب حسن السلوك.
Leave a Reply