لا أحد يُنكر شعبية المسلسلين التركيين الذين تعرضهما شاشة «كل العرب» الـ«أم بي سي»، وبخاصة مسلسل «نور» ولكن ما هي الأسباب الكافة وراء نجاح هذه المسلسلات. هل هي فقط قصة الحب التي تجمع بطليّ المسلسل والإهتمام المفرط والمبالغ فيه أحياناً الذي يكنه البطل مهند لزوجته البطلة نور أم هناك أسباب أخرى لم يتوقف عندها كاتبا المقالتين اللتين صدرتا في جريدة «صدى الوطن» الأسبوع الماضي ولا البرنامج الحواري على شاشة «الجزيرة» الأخبارية الذي تطرّق لهذا المسلسل.
في الواقع، هناك أسباب عدة ساهمت في نجاح هذه المسلسلات. لربما السبب الذي يراه الكثيرون رئيساً لنجاح المسلسل هو قصة الحب والإهتمام المفرط بالزوجة. إنه من الجميل، لا بل من الرائع، أن يهتم الزوج بزوجته والعكس صحيح ويفاجئ بعضهما الآخر بين الحين والآخر، ولكن كل شيء «زاد عن حده نقص». ولعل الحكمة التي يحب أن يستنتجها المشاهد والمشاهدة هي أن هذا الإهتمام الزائد هو نفسه الذي أدى إلى إنفصال الزوجين. قد يتفاجئ البعض مما أقوله ولكن الحقيقة هي أن البطلة قد ملّت و«شبعت» من الهدايا والمفاجآت، ولم يعد يرضيها أي شيء.
أما السبب الثاني الذي زاد من انتشار هذا المسلسل في أوساط الجالية فهو التوقيت الذي تعرض فيه هذه المسلسلات، فهي تُعرض في «وقت الخمول» أي في الفترة التي يعود بها الزوجان من عملهما وتنتهي ربة المنزل من ترتيب منزلها.
ففي هذا الوقت بالتحديد يستلقي كل من الزوجين على كنبة ويبدآن في متابعة هذه المسلسلات لأنه ما من خيار آخر. فإذا قلّبت في الفضائيات العربية فإنك لا تجد شيئا صالحاً للمشاهدة أو قد تجد شيئاً قد شاهدته عشرات وعشرات المرات من قبل. وهذا يعود إلى إنتاجنا العربي الضعيف والضئيل. فنحن العرب لطالما تعودنا أن نأخذ ولانعطي ولا نبذل مجهوداً في إيجاد برامج ثقافية أو ترفيهية تفيدنا وتغذي عقولنا. وإني ومع إحترامي وتقديري الكبيرين لهذه الجريدة العريقة، الا اني لا أرى مبرراً لأن تخصص صفحة ونصف الصفحة للحديث عن هذه المسلسلات. فالأحرى بنا أن نكتب ونطالب الفضائيات وروؤس الأموال العربية أن توفر أموالها، وتخصصلها لدعم المسلسلات العربية الأصيلة كمسلسل «باب الحارة» الذي أيقظ النخوة في نفوس الكثيرين من أبناء هذه الجالية وعلّم الصغار بعض التقاليد والمواقف الأصيلة وكيفية التعامل مع الآخر وجزاء السارق والمؤذي.
أما السبب الأخير فهو أن هذه المسلسلات «موضة» جديدة فلو عدتم بالذاكرة إلى منتصف التسعينيات للاحظتم نفس النجاح الذي لاقته المسلسلات المكسيكية من «أنت أو لا أحد» إلى آنا كرستينا وقصص الحب الخيالية الأخرى في تلك الفترة. وإنني كلي أمل أن تعبر هذه الغيمة التركية كما مرت الغيمة المكسيكية من قبل، فبرغم كل النجاح الذي وجدته المسلسلات المكسيكية سابقا إلا إننا نلاحظ تراجعا كبيرا جداً في هذه المسلسلات اليوم.
Leave a Reply