نيويورك – في أول خسارة انتخابية للتيار التقدمي في الحزب الديمقراطي، خسر عضو الكونغرس الأميركي، عن ولاية نيويورك، جمال بومان، السباق التمهيدي عن «الدائرة 16»، يوم الثلاثاء الماضي، أمام منافسه جورج لاتيمر المدعوم من اللوبي الإسرائيلي الذي أنفق أموالاً طائلة للإطاحة بالنائب المناهض لسياسات دول الاحتلال.
واجتذب السباق بين بومان ولاتيمر، إنفاقاً إعلانياً اعتبر الأكبر في تاريخ الانتخابات التمهيدية لمجلس النواب الأميركي، إذ بلغ نحو 25 مليون دولار، وفقاً لشركة تتبع الإعلانات AdImpact. وجاء ما يقرب من 15 مليون دولار من هذا الإنفاق من «لجنة مشروع الديمقراطية المتحدة»، وهي هيئة عمل سياسية كبرى مرتبطة بـ«لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية» (آيباك) المؤيدة لإسرائيل.
وبومان البالغ من العمر 48 عاماً، يعتبر من أشد منتقدي إسرائيل في الكونغرس، وهو أول مشرّع ديمقراطي حالي يخسر الانتخابات التمهيدية في هذه الدورة الانتخابية وأول عضو فيما يسمى بتكتل «السكواد» (الفريق) المكون من مشرعين تقدميين، بينهم رشيدة طليب عن ميشيغن وإلهان عمر عن مينيسوتا.
وكان بومان، وهو مدير مدرسة «برونكس» المتوسطة السابق، دخل مبنى الكابيتول في واشنطن العاصمة، في عام 2020، بعد الإطاحة بالنائب المخضرم أليوت أنغيل الذي استمر في المنصب لمدة 32 سنة، والذي كان آنذاك رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب وأحد أقوى المشرعين اليهود في الكونغرس.
وتميز بومان خلال ولايتيه التشريعيتين بكونه مختلفاً عن السياسيين التقليديين، كنائب أقل رسمية وأكثر ارتباطاً بالناخبين من الطبقة العاملة، وخاصة السود.
ورغم أن بومان أدان عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر الماضي، لكنه كان أيضاً من بين أول الأصوات التي دعت إلى وقف إطلاق النار في غزة في الكونغرس.
وقال بومان إن التقارير عن الاغتصاب والعنف الجنسي التي روجتها إسرائيل ووسائل إعلام أميركية ضد مقاتلي «حماس» ليست إلا مجرد «دعاية» تضليلية.
وبحسب تقرير نشرته مجلة «بوليتيكو» مؤخراً عن النائب الديمقراطي، تغيرت مواقف بومان السياسية بشأن الصراع في الشرق الأوسط، بعد زيارة قام بها للأراضي المحتلة استمرت لثلاثة أيام، عام 2021.
وعلق بومان على زيارته لمدينة الخليل الواقعة تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية والمحاطة بأسلاك شائكة ونقاط التفتيش، قائلاً «هناك شوارع لا يمكنك المشي فيها وأماكن لا يمكن الذهاب إليها، فقط لأنك فلسطيني»، وكتب تغريدة أرفقها بصورة له مع تلاميذ مدرسة تديرها الأمم المتحدة: «عندما سألت عن أحلامهم، كانت إجابتهم بسيطة: الحرية ويجب أن ينتهي الاحتلال».
وحاز بومان في انتخابات الثلاثاء الماضي على أقل من 42 بالمئة من الأصوات مقابل 58 بالمئة للايتمر الذي بات من شبه المؤكد أنه سيكون عضو الكونغرس التالي عن «الدائرة 16» في نيويورك، وهي منطقة متنوعة شمالي مانهاتن تضم أجزاء من برونكس وجنوب مقاطعة وستشستر.
وتولى لاتيمر، البالغ من العمر 70 عاماً، العديد من المناصب السياسية على مدار أكثر من 35 عاماً، من بينها عضوية مجلسي نواب وشيوخ ولاية نيويورك ومنصب محافظ مقاطعة وستشستر المحاذية لمدينة نيويورك.
Leave a Reply