نيويورك
يواجه مواطن سعودي مرتبط بالديوان الملكي، تهماً في الولايات المتحدة تتعلق باستخدام حساب مجهول على إنستغرام لمضايقة وتهديد المعارضين والكذب على المسؤولين الفدراليين، وفق ما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز».
وأمام محكمة فدرالية في بروكلين بمدينة نيويورك، اتهم الرجل البالغ من العمر 42 عاماً، بالكذب على المسؤولين الفدراليين بشأن استخدام حسابه لترهيب المواطنين السعوديين الذين يعيشون في الولايات المتحدة وكندا المعروفين بانتقادهم للمملكة السعودية.
ويعيش المتهم إبراهيم الحصين في الولايات المتحدة منذ عام 2013 على الأقل بتأشيرة دراسية للحصول على شهادة دكتوراه في السياسة العامة، ومدرج في طلب التأشيرة أنه موظف في الديوان الملكي السعودي.
وتم اعتقال الحصين في ولاية ميسيسيبي حيث يقيم، وذلك بعد صدور مذكرة توقيف بحقه يوم السبت المنصرم.
وتأتي الاتهامات في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الأميركي، جو بايدن، لزيارة السعودية الشهر المقبل في محاولة لخفض أسعار النفط وإعادة بناء العلاقات المتصدعة بين البلدين في أعقاب اغتيال المعارض السعودي جمال خاشقجي عام 2018 بإسطنبول.
وتقول الشكوى إن المتهم كان على اتصال منتظم مع موظف في وزارة الرياضة السعودية، التي كانت وقتها الهيئة العامة للرياضة، وكان يديرها تركي آل شيخ، أحد أقرب المستشارين لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقال الادعاء إن المتهم استهدف امرأة تعيش في نيويورك كانت قد انتقدت المستشار بالديوان الملكي، تركي آل الشيخ.
وتقول الشكوى إن المتهم حاول الحصول على موقعها الفعلي من خلال الزعم أنه يعرف «بمشاكلها» مع آل الشيخ، وقال إنه يمكنه ترتيب لقاء بينهما، إذا كان قادرا على مقابلتها أولاً. وقال المسؤولون إنه سعى على الأرجح إلى «مراقبة ومضايقة المرأة بشكل أكبر».
وتذكر الشكوى أنه أرسل تحذيرات وتهديدات لمعارضين آخرين، تحوي عبارات مثل: «إن لم تنجح أسرتك في تربيتك، فسنربيك نحن».
ولم ترد الهيئة العامة للرياضة على الفور على طلب للتعليق على آل الشيخ الذي لم يذكر اسمه بشكل مباشر في الشكوى.
واتُهم المواطن السعودي بإخفاء حقائق مادية والإدلاء بأقوال كاذبة بعد أن قال ممثلو الادعاء إنه ادعى أنه ليس لديه أي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي في ثلاث مقابلات طوعية مع عملاء اتحاديين بين حزيران (يونيو) 2021 وكانون الثاني (يناير) من هذا العام.
كما قال ممثلو الادعاء إن المتهم أبدى أيضاً اهتماماً واضحاً بخاشقجي، حيث التقط صور شاشة لتغريدات الصحفي السعودي في «تويتر» قبل قتله واحتفظ بها على هاتفه هذا العام.
وكان عملاء سعوديون قطعوا أوصال الصحفي وكاتب العمود في صحيفة «واشنطن بوست» بإسطنبول عام 2018.
وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن الشكوى تؤكد الجهود الحثيثة التي بذلها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وكبار مستشاريه لتكميم أفواه منتقدي الحكومة وسياساتها. ففي الرياض، يعمل مئات الشباب لإخفاء تلك الأصوات المعارضة بتوجيه من المقربين من الأمير محمد بن سلمان.
لكن الاتهامات الجديدة في بروكلين، توضح كيف ترسخت هذه الجهود أيضاً في الولايات المتحدة، ففي عام 2019، اتهمت وزارة العدل الأميركية اثنين من موظفي شركة «تويتر» كانا بإمكانهما الوصول إلى المعلومات الشخصية للمستخدمين، بالحصول على معلومات عن كل من المواطنين الأميركيين والمعارضين السعوديين الذين انتقدوا سياسات البلاد من أجل مساعدة المملكة.
Leave a Reply