ربما يظن المرء للوهلة الأولى أن مدينة ديربورن مستقرة مالياً ومزدهرة تجارياً لكونها مقراً لشركة «فورد» لصناعة السيارات، وبالتالي فإنها ليست بحاجة إلى أي نوع من التغيير في الإدارة.
ولكن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير، إذ لا يمكن نكران دور الجالية العربية في الحفاظ على مقدرات البلدية، في الوقت الذي عانت فيه معظم المدن الأميركية من أزمات مالية خانقة وعجز هيكلي في الميزانية انعكس سلباً على الخدمات وجودة الحياة فيها. أما ديربورن فظلت بمنأى عن تلك المخاطر بعد أزمة الرهن العقاري عام ٢٠٠٨، بفضل تمسك العرب بالمدينة والحفاظ على مصالحهم التجارية فيها، في الوقت الذي اضطرت فيه كبرى الشركات إلى إغلاق فروعها وتسريح موظفيها.
ومن حق العرب الأميركيين أن يتطلعوا إلى مستقبل أفضل لمدينتهم، يتجاوز خطط فورد الاستثمارية، التي يبدو أنها المنفذ الوحيد الذي تعول عليه الإدارة الحالية، في حين أن تلك المشاريع والاستثمارات لا يبدو أنه مقدر لها أن تتجاوز شارع غرينفيلد الفاصل بين طرفي المدينة الغربي والشرقي.
كما من حق سكان شرق المدينة وجنوبها الذين يعانون من تردي مستوى الخدمات مقارنة مع الشطر الغربي، التطلع إلى مستقبل أفضل لأحيائهم، لاسيما وأنهم شركاء أساسيون في القاعدة الضريبية التي تمول عمليات المدينة ومختلف دوائرها وخدماتها.
وفي حين لا يشكك أحد بنزاهة وجهود رئيس البلدية جاك أورايلي للحفاظ على استقرار ديربورن مالياً في خضم الأزمة الاقتصادية، إلا أن العديد من الممارسات اتي انتهجتها إدارته كان لها انعكاس سلبي على عموم المدينة، وتحديداً رجال الأعمال العرب الأميركيين، الذين شدوا الرحال إلى المدن المجاورة، مثل ديربورن هايتس ووستلاند وغيرهما، لافتتاح المصالح التجارية الجديدة في ظل القيود الصارمة التي انتهجتها المدينة في مجال تأسيس الأعمال التجارية وتأمين استمراريتها.
كما يؤخذ على إدارة أورايلي، الذي قاد ديربورن خلال السنوات العشر السابقة، إضافة لرئاسته المجلس البلدي لمدة 17 عاماً، أنه لم يجر أي تعديل فيما يتعلق بتوظيف العرب الأميركيين في الدوائر البلدية أو طرح أي مبادرات مبتكرة لتطوير المدينة وتكاملها.
باريلي لرئاسة بلدية ديربورن
على ضوء هذه الوقائع والمعطيات فقد قررت «صدى الوطن» دعم المرشح جيم باريلي لمنصب رئاسة بلدية ديربورن، كونه المرشح المؤهل والأنسب لإحداث التغيير الذي تستحقه المدينة نظراً لسيرته المهنية الناجحة وخبرته الوثيقة في الشؤون المالية. ولقد وعد باريلي بتحقيق التنوع في دوائر البلدية، بما يعكس تنوع السكان متعهداً بإشراك العرب الأميركيين وعموم السكان في صنع القرار وتوظيف المؤهلين منهم في إدارته.
وباريلي وزوجته هما من سكان ديربورن منذ الولادة، وقد نشأ ابن العائلة الإيطالية المهاجرة في شرق المدينة ويعيش في جزئها الغربي منذ 35 عاماً، ومن هذا المنطلق فهو مؤهل لتحقيق ربط فعلي بين طرفي المدينة وتجسير الهوة بين السكان من مختلف الإثنيات للنهوض بديربورن التي تتمتع بمقدرات اقتصادية وجغرافية فريدة تؤهلها للاستفادة بشكل أفضل من مشروع نهضة ديترويت.
ولا شك في أن باريلي لديه الكفاءه والقدرة على استقطاب الأعمال التجارية بسبب خبرته الطويلة كمستشار مالي في القطاع الخاص لمدة 38 عاماً وكذلك بسبب وعوده بالحد من تعقيدات القيود التنظيمية المفروضة على الأعمال التجارية. كما أن باريلي هو المرشح الوحيد الذي وعد بالعمل من أجل معالجة وباء المخدرات الذي يفتك بشباب المدينة وتعهد كذلك باستعادة برنامج إعادة تأهيل محاكم المخدرات الذي عارضه مرشحون آخرون.
تجدر الإشارة إلى أن خمسة مرشحين يتنافسون على منصب رئيس البلدية في الانتخابات التمهيدية المقررة يوم الثلاثاء 8 آب (أغسطس) القادم، وسوف يتأهل اثنان منهم للجولة النهائية في ٧ تشرين الثاني (نوفمبر) القادم لتحديد رئيس البلدية الجديد، ويحق لكل ناخب في المدينة الإدلاء بصوته لمرشح واحد في هذا السباق.. ونأمل أن تصوّتوا بكثافة لصالح باريلي.
مجلس ديربورن البلدي
أما فيما يخص انتخابات المجلس البلدي، فقد قررت هيئة التحرير في «صدى الوطن» دعم ستة مرشحين، خمسة منهم من الوجوه الجديدة التي تستحق فرصة التأهل للجولة النهائية في نوفمبر وهم: فيروز بزي وليزلي هيريك وشون غرين وندى الحانوتي ورامز حيدر، إضافة إلى دعم العضو الحالي مايك سرعيني، بعد أدائه المميز في المجلس خلال ولايته الأولى.
ويتنافس ١٦ مرشحاً على ١٤ بطاقة للتأهل إلى الانتخابات العامة للظفر بالمقاعد السبعة التي يتألف منها مجلس بلدية ديربورن، حيث يسعى خمسة أعضاء حاليين للاحتفاظ بمقاعدهم. وقد قررت «صدى الوطن» دعم المرشحين المؤهلين من خارج الحلبة السياسية، وفق الآتي:
– فيروز بزي ستشكل إضافة عظيمة للمجلس البلدي لتمرسها في خدمة مجتمعنا وتفهمها لقلق أبنائه، فهي كممرضة «عناية مركزة» تتعامل يومياً مع قرارات الحياة والموت في اللحظات الحالكة، وهذه الخبرة ستسهل عليها مسؤولية اتخاذ القرارات في المجلس البلدي.
– ليزلي هيريك، باعتبارها متخصصة في مجال الاتصالات، وذات خبرة في العمل البلدي والمدارس العامة، فهي تعرف ما الذي يريده السكان، من هنا ستكون بدورها إضافة عظيمة للمجلس البلدي، سيما وأنها تعد بجعل ديربورن وجهة ومقصداً لجميع الناس، كما تشجع على التنوع وتأمل من خلال الإيرادات الضريبية في إيجاد الوسائل لإفادة السكان وأصحاب الأعمال، كما أنها تسعى للحفاظ على الأعمال التجارية في المدينة واستقطاب المزيد منها.
– شون غرين هو رجل أعمال مؤهل لهذا المنصب بسبب خبرته المهنية وتجاربه الاجتماعية في «لجنة الإسكان» البلدية، و«مجلس قدامى المحاربين في ديربورن»، إضافة إلى خدمته الطويلة في البحرية الأميركية التي تجعله مؤهلاً وخبيراً للعمل الجماعي.
– ندى الحانوتي، ناشطة اجتماعية في المجتمع المحلي منذ سنوات ولديها التعليم الذي يؤهلها لشغل مقعد في المجلس البلدي، وبوصفها شابة في مقتبل العمر (26 عاماً) ستشكل مثالاً استثنائياً للشابات العربيات الأميركيات من خلال كونها صوتاً لهن في المجلس البلدي، عبر تقديم الأفكار والقضايا التي تهمهن على طاولة النقاش.
– رامز حيدر معروف في أوساط الجالية العربية والمجتمع عموماً بعمله التطوعي في مكتب شريف مقاطعة وين، ولديه شهادة بكالوريوس في الهندسة الكهربائية. والأهم أنه يرفع شعار خفض معدل الجريمة في المدينة وتعزيز صفوف الشرطة والإطفاء والمسعفين، كما أنه يريد التغلب على بعض التحديات الأخرى مثل ارتفاع ضريبة العقارات وضمان مبدأ تكافؤ الفرص ومعاملة جميع السكان بالتساوي، وكذلك زيادة الوعي حول مخاطر تعاطي المخدرات من خلال برامج التدخل.
أما العضو الحالي، مايك سرعيني فنرى أنه قد أثبت جدارته وقدرته على القيادة خلال السنوات الأربع الماضية كعضو فاعل في المجلس البلدي، حيث لم يتردد في معالجة القضايا الشائكة، ولم يتجنب طرح الأسئلة الصعبة، وقد أشرف على ميزانية التشغيل العامة للمدينة وقيمتها 117 مليون دولار، آخذاً بعين الاعتبار مخاوف السكان وضمان تقديم خدمات ذات جودة عالية لهم.
كليرك مدينة ديربورن
أما بالنسبة لانتخابات كليرك المدينة، فإننا ندعم المرشح جورج ديراني للمنصب الذي سبق له أن تولى العديد من المسؤليات العامة أثبت خلالها على حيادية ورصانة، هي أشد ما يحتاج إليه مكتب الكليرك بعد الفضيحة التي أطاحت برئيسته السابقة.
ديراني أميركي من أصل سوري ويتمتع بخبرة واسعة تؤهله لإدارة هذا المنصب المفصلي والحساس في المدينة، حيث كان عضواً سابقاً في المجلس البلدي (2006-2010) ونائباً سابقاً في مجلس ميشيغن التشريعي عن ديربورن (2010-2016)، وقد تعهد في حملته بتمديد ساعات العمل في مكتب الكليرك واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتسهيل معاملات المواطنين.
يمكن للناخبين في ديربورن التصويت لمرشح واحد من أصل خمسة لمنصب كليرك المدينة، وسوف يتأهل اثنان منهم إلى جولة نوفمبر.
مجلس هامترامك البلدي
في سباق المجلس البلدي لمدينة هامترامك الذي يتنافس فيه 10 مرشحين على ثلاثة مقاعد، قررت «صدى الوطن» دعم المرشحين العربيين الأميركيين عقيل الحالمي وفاضل المرسومي.
فالحالمي هو معلم وناشط في المدينة منذ 2007، يسعى -بالإضافة إلى تركيزه على السلامة والأمن المجتمعي- إلى زيادة الوعي بأهمية التعليم بين الشباب، وتعزيز النظام المدرسي وتشجيع الاستثمارات في هامترامك.
أما المرسومي فهو متخصص في تقنية المعلومات، وقد عمل في شركة تخطيط مالي. وكونه قد نشأ في مدينة هامترامك فهو يتطلع لمكافأة مجتمعه، كما أنه يستمع لجميع السكان مما يمكنه من التفاوض والتوصل إلى حلول وسطية بشأن جميع المسائل التي تؤثر عليهم.
مجلس ديترويت البلدي
تشهد ديترويت هذا الثلاثاء انتخابات تمهيدية لرئاسة البلدية والمجلس البلدي بأعضائه التسعة، وقد قررت «صدى الوطن» دعم المرشحة جانيه آيريس التي تخوض السباق عن أحد المقعدين العامين عن المدينة برمتها.
لقد أحرزت أيريس في نوفمبر الماضي فوزاً ساحقاً إثر انتخابها للمقعد على مستوى المدينة بأكملها، وحصدت أيريس التي تم دعمها من قبل ائتلاف من القادة المحليين والعماليين والمجتمعيين على 60 بالمئة من الأصوات الناخبة، بواقع يزيد عن 100 ألف صوت في جميع أنحاء ديترويت، وذلك أكثر من أي مرشح آخر في المدينة خلال عقد من الزمن.
لقد خدمت في المجلس منذ 2015 عندما تم تعيينها في منصب شاغر، وهي محامية فاوضت على عقود بالنيابة عن الآلاف من العاملين في قطاعي الضيافة والأمن. وفي المجلس أظهرت -وهي العضو في أربع لجان- استعدادها للعمل الجاد ودفع مسيرة ديترويت قدمأً إلى الأمام.
تتمثل أولوياتها في تحسين السلامة العامة لسكان المدينة وأصحاب الأعمال فيها، والعمل لضمان أن تكون ديترويت الجديدة مدينة مرحبة وشاملة، وكذلك التأكيد على أن تقدم ديترويت يعود بالفائدة على الأحياء بالقدر نفسه الذي يعود على وسط المدينة (دوانتاون وميدتاون).
كليرك مدينة ديترويت
وفي سباق كليرك ديترويت، فإننا ندعم المرشح هيستر ويلير للإطاحة بكليرك المدينة الحالية جانيس وينفري (59 عاماً) التي تسعى للاحتفاظ بمنصبها لولاية رابعة.
ومع أن وينفري قد قامت بعمل أفضل بكثير مقارنة بسلفها، إلا أن سباق الكليرك في هذا الموسم يضم اثنين من المتنافسين المؤهلين تأهيلاً عالياً، وهما غارلين غيلتشيريست (34 عاماً) وهو مهندس كومبيوتر وناشط سياسي مخضرم قرر العودة إلى مدينته، ديترويت، قبل ثلاث سنوات، كعضو في إدارة رئيس البلدية مايك داغن، إضافة إلى المرشح هيستر ويلر (60 عاماً) الذي نؤمن بأنه المرشح المؤهل والأنسب لمنصب كليرك مدينة ديترويت، سيما وأنه يتمتع بخبرة 4 سنوات كنائب لمحافظ مقاطعة وين روبرت فيكانو، فضلاً عن كونه المدير السابق لـ«الجمعية الوطنية لتقدم الملونين»- فرع ديترويت.
ويلر على دراية جيدة في التعامل مع تحديات تدريب ونشر مجموعات كبيرة من المتطوعين، وارتباطه الوثيق بالمشهد السياسي في ديترويت يمنحه نقاط قوة إضافية تتضافر مع براعته اللوجستية مما يؤهله لكي يكون المرشح الأنسب لخلافة وينفري.
ديربورن هايتس
وكانت «صدى الوطن» قد أعلنت في عددها الأخير، عن دعمها لأربعة مرشحين لعضوية مجلس بلدية ديربورن هايتس، هم عضو المجلس الحالي روبرت كونستان، والمرشحين العرب الأميركيين بيل بزي وجيف مقلد ومو بيضون. كما أيدت «صدى الوطن» إعادة انتخاب رئيس البلدية دانيال باليتكو.
يجدر التنويه بأن «صدى الوطن» تحتفظ بحقها في سحب دعم أي من المرشحين قبل موعد الانتخابات العامة المقررة في 7 تشرين الثاني (نوفمبر) القادم بحال فقدت ثقتها بأحد المرشحين خلال الحملة الانتخابية.
Leave a Reply