صنعاء – قتل ما لا يقل عن 52 شخصاً وأصيب 126 آخرين معظهم من الأطباء والممرضين في تفجير استهدف مبنى وزارة الدفاع اليمنية جاء ليظهر حجم الإنفلات الأمني الذي يهدد البلاد، سيما مع تعثر الحوار الوطني وبروز تقارير عن تمدد تنظيم «القاعدة» في عدة محافظات جنوبية.
ويشهد اليمن تأزماً في عملية سير الحوار الوطني، الذي يفترض أن يساهم في إنهاء المرحلة الانتقالية والوصول إلى دستور جديد وشكل جديد للدولة. وقد تمكّن مسلحون يرتدون ملابس الجيش، من اقتحام مجمع وزارة الدفاع اليمنية، والاشتباك مع عناصر الجيش في الداخل، بعد تفجيرين ضخمين، أحدهما انتحاري، ما أسفر عن مقتل 52 شخصاً وجرح 167 آخرين، بحسب ما أعلنت «اللجنة الأمنية العليا»، في بيان أوردته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ».
وهاجم انتحاري ومسلحون يرتدون ملابس الجيش مجمع الوزارة في العاصمة صنعاء في أسوأ هجوم منفرد في اليمن منذ 18 شهرا. ورغم أنه لم يتم تحديد الجهة المسؤولة عن التفجير، إلا أن أسلوب الهجوم يحمل بصمات تنظيم «القاعدة». وقد أفادت الأنباء بأن المسلحين احتلوا المشفى العسكري التابع للمجمع واعدموا ستة أطباء، بينهم ثلاثة أجانب، وعدد من المرضى قبل القضاء عليهم.
ويواجه الجيش اليمني مشاكل أمنية عديدة في البلاد لجهة الاشتباكات بين القبائل والمواجهات مع «القاعدة» في جنوب اليمن وجنوب شرقه حيث معاقل التنظيم المتطرف.
وقالت اللجنة الأمنية العليا في اليمن إن الهجوم الذي وقع صباح الخميس الماضي على مجمع وزارة الدفاع أسفر عن وقوع بعض القتلى من ألمانيا. ولم يوضح البيان عدد القتلى من الضباط والمسلحين. وقد تفقد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي موقع الحادث وزار الجرحى.
ويأتي هذا الهجوم في ظل تواصل التظاهرات في عدن، للمطالبة باستقلال الجنوب، وكان ناشطون جنوبيون قد نظموا تظاهرة حاشدة بذكرى الإستقلال عن الاستعمار البريطاني في عام 1967 وإقامة دولة اليمن الديمقراطي التي استمرت حتى الوحدة مع الشمال في 1990. وحمل المتظاهرون أعلام دولة الجنوب ويافطات كتب عليها «نعم للحرية والاستقلال» و«هدفنا استعادة الدولة»، ووضعت قوات الشرطة الحواجز في أرجاء المدينة وعلى مشارفها للسيطرة على قدوم أعداد كبيرة من المتظاهرين من المحافظات المجاورة.
وكان الرئيس اليمني قد حذّر، في خطاب بمناسبة الذكرى الـ46 لاستقلال جنوب اليمن، من أنه لن يتساهل حيال أي متاجرة بالقضية الجنوبية، وذلك بعد انسحاب أعضاء من الحراك الجنوبي من مؤتمر الحوار الوطني.
Leave a Reply