خليل إسماعيل رمَّال
لن يفلح آل سعود من خلال عدوانهم العسكري السافر على اليمن فـي التذاكي على العالم أنهم قاموا بذلك لمساندة الرئيس المخلوع عبد ربه منصور هادي الذي هرب إلى الشطر الجنوبي من اليمن، لأنَّ تاريخهم يشهد عليهم. فهم وقفوا ضد الشعب اليمني خلال ثورته فـي الستينيات وقاموا بالاعتداء على الأراضي اليمنية كما يفعلون اليوم مع الثورة الشعبية التي أطاحت بالنفوذ السعودي والفساد والديكتاتورية. وكانت ثورة اليمن من أكبر أسباب خلافهم مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي ساند اليمن وشعبه حتى أتى اليوم المشؤوم الذي رأينا فـيه رئيساً فـي مصر توسمنا يوماً ما وتأملنا منه الخير ليتبيَّن لنا أنه مشلول تماماً وعاجز وتابع للمال الخليجي والسعودي على حساب كرامة وشرف مصر وشعبها. وقى الله المحروسة من حاكم سيء لا يأتي بعده إلا أسوأ منه ورحم الله عبد الناصر الذي وصف تيجان آل سعود والهاشميين فـي الأردن بمثل ما وصف الوزير وئام وهَّاب المحكمة الدولية (الصهيونية).
لقد تفاجأنا بطلائع الجيوش الخليجية التي استأسدت ضد اليمن وخلال الحرب المزعومة على الإرهاب بعد أنْ كاد الصدأ يأكلها وهي تعمل على تحرير فلسطين! وأخيراً ظهرت عند العرب جيوش جراراة وأسلحة جوالة! ولكن لماذا يستحق عبد ربه منصور هادي ما لم يستحقه ياسر عرفات فـي حزيران (يونيو) ١٩٨٢ أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان عندما كاد هو والشعب الفلسطينيي أن يُمحيا من الوجود؟ وأين كانت جحافل العرب وأنظمة العهر والفجور عندما ارتكب الصهاينة مجازر صبرا وشاتيلا؟ واذا عفونا عن التاريخ القديم، فماذا عن التاريخ الحديث وقد ُسبيت غزَّة أكثر من مرة وذُبِح فـيها الأطفال والنساء والشيوخ؟! هل عبد ربه منصور هادي أغلى من ١٠ آلاف شهيد واضعافهم من الجرحى والمصابين والمشوهين والمعاقين عدا عن المساجد والمدارس والمستشفـيات التي سحقتها إسرائيل؟! بل لماذا لا تتدخل القوة العسكرية الخليجية بطائراتها ووسائلها المتطورة لتحرير القدس (لا قدّر الله)؟
ثم لماذا لم يقم مجلس التعاون الخليجي بالتدخل العسكري لمساعدة العراق فـي حربه على «داعش» التي احتلت ثلث الأراضي العراقية؟ ولماذا لا يكون تدخل مملكة العائلة وحلفائها وفاقياً للتقريب بين المكونات اليمنية ومساعدتها على تجاوز خلافاتها، بدلاً من إغراقها فـي التحريض المذهبي الذي لم يعرفه الشعب اليمني الطيِّب طيلة حياته. وهل كان رئيس اليمن المستقيل يجرؤ على الكلام عن الشافعي والزيدي والإثناعشري من دون التمويل السعودي والقطري والخليجي؟!
إنَّ حرب آل سعود والخليج الحالية ضد اليمن لا يعلم تداعياتها الا الله، والهدف المخفـي لأمراء سعود هو فتح الباب على «سورنة» و«عرقنة» و«لبْننَة» اليمن.
لقد انتقموا من سوريا شر انتقام فأشعلوا الحرب الكونية ضدها وشردوا أهلها الكرام وأطلقوا المجرمين التكفـيريين من عقالهم. ولم يغفروا للعراق بتخلصه من أعتى طاغية مجرم وإقامة حكم عادل من ضمنه الأكثرية الشيعية التي كانت مسحوقة ومغبونة تاريخياً، كما لم يسامحوا الشعب البحريني على ثورته السلمية البيضاء ضد حكامه الطغاة. إنهم فعلاً أشباه الرجال لأنهم جبناء غادرون يعتقدون أنهم قد يأخذون الشعب اليمني الطيِّب على حين غرة. لكن اليمن مختلف تماماً ومقبرتهم ستكون فـي اليمن السعيد الذي لن يكون لقمة سهلة وشعبه المعطاء مجبول على الإباء والعروبة والإسلام الحضاري المعتدل وعلى احترام الزعيم الخالد عبد الناصر الذي كان السعوديون من ألد أعدائه. أبواب جهنم ستُفتح فـي المنطقة وعلى السعودية أنْ تتعظ من تجربة سابقة عندما قامت كوكبة من الرجال الحوثيين خلال معركة بسيطة بالسيطرة على منطقة حدودية بالكامل نتج عنها هروب «سلطعان الصحراء» منها كالغزال، رغم التفوق السعودي من حيث العدد والعديد! فاليمن سيهب دفعة واحدة لمجابهة هذا العدوان الغاشم وسيستعيد مدنه التي احتلها آل سعود طويلاً فـي نجران وجيزان.
لقد أتى هذا التصعيد المشبوه متزامناً مع شهادة المنافق الكاذب شاهد الزور واللص الذي يريد أنْ يخرب البلد أمام المحكمة الدولية بعد أنْ التقط كلمة السر السعودية.
فشهادة السنيورة هي تعبير عن استنفار وغضب سعودي متحسِّب لقرب التوصل إلى اتفاق نووي إيراني أميركي رغم محاولة عرقلة التحالف الوهَّابي الصهيوني. ولكن على الرغم من نفاق السنيورة الواضح فإن «حزب الله» لا يملك الإرادة ولا الدافع ولا الأداة لمحاولة قتل الحريري «أكثر من مرة» بل على النقيض من ذلك كانت علاقة الحزب معه جيدة على عكس اقران «قرنة شهوان» وجعجع الذين ينافقون ويدَّعون اليوم حبهم للحريري وهم فـي حياته كانوا مُحتَقَرين. وكان حرياً على مسخ الوطن الذي أنجب موظفاً خزمتشياً عند آل الحريري لم يكن «يتعزل» من مقر رستم غزالي خصوصاً بعد أنْ كاد يدخل السجن من دون تدخُّل معلِّمه، أنْ يُحاكِم هذا الحرامي الذي سرق ١١ مليار دولار وقبَّل وجنتي كوندليزا رايس وطوني بلير المتآمريَن على البلد خلال الحرب الإسرائيلية عام ٢٠٠٦. وأصر على أنْ المقاومة خسرت الحرب رغم اعتراف اسرائيل العلني بالعكس. يكفـي مشاهدة شكله وهو يتقيأ بشهادته ووجهه يطفح رياءاً ونفاقاً لنتبين مدى مصيبة اًل الحريري بهذا المتنطح لدور أكبر منه وهو أكثر المستفـيدين من اغتيال الحريري !
السعودية أعلنت الحرب الشاملة من اليمن إلى القَلَمون ولبنان، والدونكيشوت السنيورة أعلن الحرب على الوفاق الداخلي ولكن طواحينه وطواحين أسياده ستبقى أضغاث أحلام لأنَّ من هي أقوى منهما بملايين المرات جرجرت أذيال خيبتها ومن يعش يرَ!
Leave a Reply