أشارت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأميركية إلى الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأميركي باراك أوباما مع العاهل الأردني عبد الله الثاني للتأكيد على الدعم الأميركي لنظام الحكم في الأردن وعلى مطالبة واشنطن الأردن بالتحرك لإجراء إصلاحات، في ظل الثورات الشعبية التي تعصف بالشرق الأوسط. وبما أن المخاوف سيطرت على عبد الله الثاني، فإن إدارة أوباما تواصلت مع العاهل الأردني في محاولة منها لطمأنة من وصفته “لوس أنجلوس تايمز” بالحليف المهزوز بشكل كبير وسيء، وذلك لإعلانها للملك عن دعمها له بالتزامن مع دعوتها إلى إجراء إصلاحات جذرية تتمثل في ضرورة توفير مناخ الحرية السياسية في العالم العربي.
وكشف الصحيفة أن الثورتين الشعبيتين، اللتين أطاحتا بنظامي الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في تونس والرئيس المخلوع حسني مبارك في مصر، هزتا مضجع العاهل الأردني ضمن قادة آخرين، مما جعل عبد الله الثاني يعبر لواشنطن عن قلقه بشأن مدى استمرار الدعم الأميركي لأصدقاء أميركا في الشرق الأوسط. وفي معرض سعيه للتخفيف من مخاوف الملك الأردني والتهدئة من روعه، اتصل الرئيس الأميركي أوباما بعبد الله الثاني الأسبوع الماضي وأوفد إليه بعض كبار المسؤولين الأميركيين لإعادة التأكيد له على استمرار واشنطن في دعمه.
كما أشارت “لوس أنجلوس” إلى أن الموفدين الأميركيين إلى الأردن من ضمنهم من قالت إنه المسؤول الثالث في وزارة الخارجية الأميركية وليام بيرنز ورئيس أركان الجيوش الأميركية مايكل مولن، في محاولة لطمأنة الملك الأردني في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة. وقالت الصحيفة إن العائلة المالكة في الأردن تواجه ضغوطا شعبية لإجراء إصلاحات سياسية وإيجاد حكومة أكثر انفتاحا، بالإضافة إلى ضغوطات عشائرية منوعة وإلى ضغوط من جانب الإدارة الأميركية نفسها لإجراء تغييرات وتعديلات من شأنها إحراج وإرباك الملك الأردني ومساعديه وأعوانه على حد سواء.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات للرئيس الأميركي في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي تتمثل في قوله إنه لا أحد يمكنه الاستمرار في الحكم من خلال الإجبار والإكراه في أي مجتمع كان، مضيفا أن الناس الذين ليس لديهم من سلاح سوى هاتف ذكي وحساب لدى “تويتر” يمكنهم حشد وتحريك مئات الألوف من الناس بأسرع ما يكون. وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأميركيين ربما لا يعتبرون الأردن من ضمن أكثر الأنظمة المهددة بالسقوط في الشرق الأوسط، في ظل الثورات الشعبية التي تعصف بالمنطقة، لكن الإدارة الأميركية تقول إن القيادة الأردنية اهتزت بشكل شديد في الأوقات القريبة الماضية.
Leave a Reply