هكذا صوّتت ميشيغن في تمهيديات الرئاسة الأميركية

محمد‭ ‬الرموني‭ – ‬‮«‬صدى‭ ‬الوطن‮»‬

لم تستغرق عملية الانتخابات التمهيدية فـي ميشيغن التي جرت يوم الثلاثاء المنصرم وسط طقس ربيعي دافىء، وقتاً طويلاً لتعلن النتائج عن فوز دونالد ترامب فـي السباق الرئاسي للحزب الجمهوري. فبعد ساعة فقط من اغلاق مراكز الاقتراع فـي جميع أنحاء الولاية، كانت جميع التوقعات تشير الى تقدم مريح للملياردير النيويوركي الذي نجح فـي نهاية اليوم الانتخابي فـي كسب أصوات حوالي نصف مليون ناخب فـي ميشيغن، أما على ضفة الديمقراطييين فقد ظل السباق محموماً ولم تعلن نتيجته النهائية حتى ساعات الصباح الأولى والتي جاءت بفوز بيرني ساندرز على هيلاري كلينتون (٤٩.٨ بالمئة مقابل ٤٨.٢ بالمئة) رغم استطلاعات الرأي التي كانت تشير الى تقدم الأخيرة بهامش لا يقل عن ٢٥ بالمئة عشية الانتخابات.

ديمقراطيو ريغان

على مستوى الولاية، حصل ترامب على ٣٦.٥ بالمئة من أصوات الجمهوريين (٤٨٣,٧٥١ صوتاً)، وحل تيد كروز فـي المرتبة الثانية بحصوله على ٢٤.٩ بالمئة من الأصوات (٣٣٠ ألف) وتبعه حاكم ولاية أوهايو جون كايسيك بالمركز الثالث (٣٢١ ألف صوت). 

ووفق النتيجة حصل ترامب على ٢٥ مندوباً من مندوبي ولاية ميشيغن الـ٥٩ الذين سيشاركون فـي مؤتمر الحزب المقرر الصيف المقبل لاختيار مرشح الجمهوريين للرئاسة. وحصل كروز وكايسيك على ١٧ مندوياً لكل منهما، فـي حين خرج السناتور ماركو روبيو خالي اليدين بصفر مندوبين.

وعبر ولاية ميشيغن، أدلى أكثر من ٢.٥ مليون أميركي بأصواتهم فـي هذه الانتخابات، أي حوالي ٣٤ بالمئة من الناخبين المسجلين.

وكان لافتاً أن الناخبين الجمهوريين فاقوا الديمقراطيين على عكس الانتخابات التمهيدية لعام ٢٠٠٨، حيث تشير الأرقام الى أن ترامب نجح فـي استقطاب الجمهوريين والمستقلين وبعض الديمقراطيين لاسيما فـي مقاطعة ماكومب إذ حقق ترامب أعلى عدد من الأصوات مقارنة بجميع المرشحين من الحزبين، ما يشير الى انبعاث «ديمقراطيو ريغان» من جديد، حين صوتت المقاطعة الواقعة الى الشمال الشرقي من
ديترويت لصالح الرئيس الجمهوري السابق رونالد ريغان فـي ثمانينات القرن الماضي، وهو ما يراهن ترامب على تكراره فـي حال تأهله للانتخابات النهائية فـي تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

وكان لافتاً نجاح ترامب فـي عموم مترو ديترويت حيث حصد المرشح الجمهوري المثير للجدل أكثر من ١٨٥ ألف صوت فـي المقاطعات الثلاث، (وين: ٥٥٧٩٥ صوتاً) (ماكومب: ٦٠٤٩٢) (أوكلاند: ٦٩٣٩٩).

كما اكتسح ترامب الانتخابات الجمهورية فـي معظم أنحاء ميشيغن، غير أن عدة مقاطعات فـي غرب الولاية (منطقة غراند رابيدز) صوتت لصالح كروز وكذلك ميدلاند فـي وسط ميشيغن.

وكانت مقاطعتان فقط من نصيب جون كايسيك، وهما آناربر وكالامازو، فـيما لم يحقق المرشح ماركو روبيو فوزاً بأي من مقاطعات ميشيغن الـ٨٣.

وكان ترامب قد ألقى خطابين فـي مهرجانين انتخابيين نظمتهما حملته فـي ميشيغن الأسبوع الماضي، فـي مدينتي وورن وكاديلاك حضرهما آلاف المناصرين.

مفاجأة ساندرز

على صعيد الحزب الديمقراطي، احتدمت المنافسة بين المرشحين لتحسم النتيجة النهائية بفارق يقل عن ١٩ ألف صوت على مستوى ولاية ميشيغن، حيث حصل ساندرز على ٥٩٥,٢٢٢ صوتاً مقابل ٥٧٦,٧٩٥ صوتاً لكلينتون. ليكون نصيب ساندرز من ميشيغن ٦٧ مندوباً مقابل ٦٠ لهيلاري. وسيصوت هؤلاء فـي مؤتمر الحزب الديمقراطي لاختيار مرشحهم للرئاسة فـي تموز (يوليو) المقبل. ورغم فوزها بمقاطعات مترو ديترويت الثلاث وين وماكومب وأوكلاند إضافة الى فلنت وساغينو، حيث تفوقت على ساندرز بحوالي ٨٥ ألف صوت، إلا أن ٧٣ مقاطعة من مقاطعات ميشيغن الـ٨٣ منحت الأغلبية لساندرز وعلى رأسها مقاطعات منطقة غراند رابيدز فـي غرب الولاية.