ديترويت – خاص “صدى الوطن”
حذرت صحيفتا “ديترويت فري برس” و”يو أس أي توداي” وخبراء، من ان هناك 32 مدرسة في منطقة ديترويت، من اصل 304 مدارس في ست ولايات اميركية، عمدت السنة الماضية الى رفع علامات الطلبة بشكل لافت لا يعكس تقدما حقيقيا في ادائهم الاكاديمي بين سنة واخرى، واشارت الصحيفتان الى ان ذلك سببه رغبة المدارس تفادي الاجراءات التي قد تلجأ اليها حكومات الولايات، من اغلاق للمدارس الفاشلة او تشويه سمعتها او درجة التقييم للمعلمين.
وقال خبراء ان عادة حوالي ٢ بالمئة من المعلمين في الولايات المتحدة يلجأون سنوياً الى اعتماد هذه الطريقة من الغش، وان وتيرتها ارتفعت في الاونة الاخيرة في الفحوصات النموذجية للولايات، والتي تجرى سنويا لملايين من الطلاب في ميشيغن وعموم اميركا.
وكانت الصحيفتان وشركاء آخرون قاموا بتحليل ملايين الفحوصات ومقارنتها بنتائح فحوصات السنة السابقة، حيث ظهرت فروقات شاسعة في العلامات بين السنتين في 34 مدرسة في ميشيغن و304 مدارس في ولايات اخرى هي: اريزونا، كولورادو، كاليفورنيا، فلوريدا، اوهايو، ومقاطعة كولومبيا. الى ذلك حذر مسؤولون اكاديميون بضرورة عدم القفز سريعا الى النتائج، واعتبار ذلك نوعا من الغش، وانما التحقيق للتأكد ما إذا كانت العلامات حقيقية، وحينها يصار الى مكافأة تلك المدارس، او ان تكون غير حقيقية ليتم معاقبتها. فيما قال خبراء ان بعضا من هذه المدارس كانت فاشلة حتى في تلبية متطلبات قانون “لا طفل خارج المدرسة”.
مشكلة متنامية
وقال جون فريمر وهو رئيس شركة “كافيون” للفحوصات ومقرها يوتا ومهمتها التعاقد مع الولايات لمكافحة الغش “انها مشكلة متفاقمة الآن اكثر، مقارنة بعشر سنوات ماضية”، مؤكدا ان الولايات لا تعير هذا الموضوع انتباها ما لم يتم التبليغ عنه.
من جانبه، قال مايك فينبرغ وهو مؤسس شركة “كيب” وتضم 99 مدرسة مشتركة (تشارتر) ومقرها مدينة هيوستن (تكساس) قال “حيثما تضع حوافز للمعلمين ستجد تقدما في تحصيل الطلبة وعلامات غير متوقعة”، فيما قال خبراء ان التذبذب في صعود او هبوط العلامات بين سنة واخرى لابد من التحقيق فيه، وقال جون تانر من مؤسسة للاستشارات مقرها سان انطونيو انه اذا ثبت من التحقيق ان التحصيل كان حقيقيا حينها تكافأ المدرسة تعويضا لها عن الاتهام.
مثال على الغش
بعث المسؤولون في ولاية ميشيغن عام 2006 رسالة الى مدرسة “كروفوت” الابتدائية في بونتياك، جاء فيها ان طلبة المرحلتين الرابعة والثامنة تلقوا مساعدة غير قانونية في امتحانات (ميب) الرياضيات واللغة الانكليزية، المسؤول عنها مباشرة المدير التنفيذي الذي راقب الامتحانات، حيث قال للطلاب ان يغيروا اجاباتهم، واعتبرت الولاية تلك مخالفات كبيرة، وضعت بعدها المدرسة تحت اشراف محكم من مكتب الامتحانات.
وكانت تلك الحادثة وصلت الى انتباه الولاية عبر بلاغ، وفي هذا يقول خبراء ان عملية الغش سبقت الابلاغ بسنوات، وعليه فان انتظار البلاغات عن الغش ليست هي الطريقة المثلى لمكافحة هذه الظاهرة.
Leave a Reply