فاطمة الزين هاشم
يحتفل العالم كل سنة بيوم المرأة العالمي هكذا يدّعون يقيمون الاحتفالات والمسيرات المطالبة بحقوقها ورفع يد الظلم عنها ومساواتها بالرجل واعطائها الحرية الكاملة فـي العمل واتخاذ القرارات المناسبة لحياتها الخاصة، لكن كلما اتسعت مساحة الحرية المعطاة للمرأة قياسا لمساواتها بالرجل اتسعت ايضا دائرة الخطر المحدقة بها، وكلما ازدادت حدة مطالبتها بحقوقها ارتفعت نسبة العنف الموجه ضدها، فهي ما بين مد وجزر لأن الحقوق المتاحة لها كرهاً تغوص فـي بحر المحن وتياراته.
تبدو المطالبة بقضايا المراة مناورة فقط، لاسكاتها ولجم صوتها كي لا تفضح الحقائق والجرائم التي ترتكب بحقها.
الاضطهاد مستمر للاسف خاصة فـي الدول العربية لان القوانين اضعفت
المرأة وقيدتها ناهيك عن جرائم القتل التي ترتكب بحقها تحت شعار غسل العار، أليس هناك من شريك لهذا العار هل فعلت فعلتها لوحدها لماذا لا يحاسب الطرف الثاني ويلقى المصير نفسه. ينسبون الزنى الى المراة دائما
ويلصقون التهم بها ويبرئون ساحة الرجل، فكلما توغلنا فـي جرائم العنف المرتكب بحقها نرى الظلم ملتصقا تحت مظلة الاعراف والقوانين وبتبرير علني من رجال الدين.
جريمة الرجل مغتفرة ومبررة، اما ما تفعله الأنثى للدفاع عن شرفها وكرامتها ضد الظلم والتعدي والاغتصاب مهما تعددت تلك الأفعال وعظمت اسبابها ودوافعها تعتبر ام الجرائم، لان الرجل هو رمز البقاء، هكذا فـي نظرهم أليست المرأة هي الأم والأخت اليست هي من حملت هذا الذي اصبح رجلا فـي احشائها تسعة اشهر وعانت من آلام المخاض والولادة وارضعته من ثديها وغرست فيه القيم والمبادىء اليس هذا جحودا وتنكرا للانسانية، اصبحت المراة كمن يقف حائرا امام لغز الرجل. يعمل عاشقا احيانا وطاغية بدوام كامل، الخطأ خطؤك أصبحت جارية له، إذ سمحت له أن يبعثر حياتك ستفقدين كرامتك وكيانك، كوني سيدة فـي كل المواقف (مدام كوري مكتشفة الراديوم) شُنّت عليها الحرب من كل جانب واتهمت بالفجور احاطتها الشائعات من كل صوب، شأنها شان كل امراة ناجحة ومتفوقة، وهي التي ذاع صيتها فـي العالم تعرضت للمضايقات فـي مجتمع تمييزي متعصب لإضعافها واحكام السيطرة عليها أسوة بباقي الإناث فـي العالم، لكنها صبرت وناضلت وتعالت على ظروفها ومرضها من اجل تحقيق حلمها والتزامها بقرارها وتفويت الفرصة على كل من حاول تحطيمها وتحجيمها.
لتكن هذة السيدة مثالا لكل السيدات المعنفات المحطمات علهن يستيقظن من سباتهن ويقفن بوجه من حوّلهن الى خانعات منكسرات لا حول لهن ولا قوة، قفـي سيدتي بوجه الاعاصير وحصني نفسك بالقوة والارادة والإيمان وطالبي بالحقوق التي أوصى بها ديننا الحنيف شرط أن لا يكون بها غبن لمخلوق، عندها تسود العدالة السماوية ويأخد كل ذي حق حقه. انا لا اقصد التحريض هنا بل اطالب بالعدل والمساواة ورفع الظلم.
كم اصادف فـي حياتي نساء سكتن عن وجعهن كي لا تتشتت العائلة ويضيع الابناء ويلصق الفشل بهنّ كالعادة لان المراة دائما هي السبب فـي نظر مجتمعنا الذكوري.
أتسعد المرأة بيوم فـي السنة وبقية الايام منكل بها على الرغم من عطاتها ونضالها فـي شتى الميادين؟!! هي من أسهم فـي انعاش البلاد سواء أكان على صعيد العمل ام على الصعيد العائلي. حين تعمل فهي منتجة وحين تربي اجيالا صالحين تتقدم بخبراتهم الاوطان وتنتعش فهذا انجاز تستحق عليه التقدير والتكريم.
كرموها ولا تستخفوا بهاعندها يليق بكم ان تحتفلوا بيومها العالمي .
Leave a Reply