لندن – يعتبر عدم قدرة المعدة على هضم مادة «اللاكتوز»، الموجودة في حليب البقر ومشتقاته، واحدة من أكثر مشاكل الهضم شيوعاً في العالم.
وينتج جسم الإنسان إنزيماً يسمى «اللاكتايز»، يقوم بمهمة تحليل «اللاكتوز» ليحوله إلى سكريات بسيطة يمكن للجسم امتصاصها واستخدامها. وعندما ينقص هذا الإنزيم، تبقى مادة اللاكتوز في الجسم وتتخمر، مما يتسبب للشخص بالغازات والنفخة وحتى الإسهال في بعض الأحيان.
ولكن من المعروف أن حليب البقر ومشتقاته مهم جداً في نظامنا الغذائي ليس فقط لصحة العظام، بل أيضاً لضبط ضغط الدم ومستوى النشاط عند الشخص، حيث يؤمن الحليب البروتينات والكالسيوم وفيتامينات «بي 2» و«بي 12» والمغنيسيوم وحتى اليود.
الخبر السار، بحسب أخصائية التغذية، كارين بوول، أن كل من يعاني من مشكلة هضم اللاكتوز ليست نوعا من أنواع الحساسية. «بل لكل شخص نسبة سماح للمادة، أي أن الكل يمكنه تحمل تناول كميات صغيرة منها».
ويعني هذا الأمر أنه ليس بالضرورة أن يستبعد من يعاني مشكلة بهضم اللاكتوز كافة مشتقات حليب البقر من نظامه الغذائي بشكل كامل، حيث يمكنه على سبيل المثال، تناول كوب صغير من اللبن. أما أخصائية التغذية، اليس ماكينتوش، فتوضح أنه رغم عدم وجود العديد من الدراسات المختصة التي تؤكد أن حليب البقر ومشتقاته مضر بصحة الناس، فإن العديد من الناس يؤكدون أنهم يشعرون بحالٍ أفضل عندما لا يتناولون هذه المواد، خاصة النساء اللواتي يعانين من مشاكل في الهورمونات.
بدائل حليب البقر
وبدائل حليب البقر كثيرة، أشهرها حليب الصويا المليء بمضادات الأكسدة، التي تعد مصدرا مهما للبروتين وهو قليل الدسم والسكر. ويساهم حليب الصويا المخمّر بإعادة التوازن إلى الأحشاء، وينمّي باكتيريا المعدة الجيدة التي تلعب دورا هاما في عملية الهضم وامتصاص الطعام. وفي هذا السياق يجمع كافة الخبراء على ضرورة اختيار حليب الصويا الغني بالكالسيوم.
كما ينصح بعض الخبراء بحليب الأرز الأسمر والشوفان، لأنهما خاليان من السكر. وتزداد أيضاً شعبية حليب المكسرات. وفي هذا السياق، تقول أخصائية التغذية ايميلي ماغواير: «البديلان لحليب البقر اللذان أنصح بهما هما حليب اللوز أو البندق غير المحلى، إضافة إلى حليب جوز الهند».
Leave a Reply