فضيحة تعكر نجاحات ماكين.. وأوباما يواصل انتصاراته ديمقراطيا
واصل المرشح الديمقراطي باراك اوباما سلسلة انتصاراته في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية للجولة العاشرة على التوالي بعد تقدمه على منافسته هيلاري كلينتون في ولايتي هاواي ووسكونسن. وفاز أوباما حتى الآن في 25 ولاية مقابل 10 ربحتها كلينتون. وذلك فيما أعلن المرشح الجمهوري جون ماكين انه بات «مرشح حزبه» للانتخابات، بعدما فاز في انتخابات وسكونسن وواشنطن واقترب من الحسم. وينتظر الحزبان جولات في كل من أوهايو، تكساس، رود ايلاند، وفيرمونت في 4 آذار (مارس). وبانتظار الجولات القادمة جاء ترتيب المرشحين من الحزبين على الشكل التالي:
ديمقراطيا:
اوباما 1168 مفوضا
كلينتون 1018 مفوضا
جمهوريا:
ماكين 884 مفوضا
هاكوبي 243 مفوضا
ديمقراطيا
ربما وصل الديمقراطيون الى مرحلة الحسم النهائي في تمهيديات رحلتهم الطويلة الى نهائيات الرئاسة. فبعد عشر جولات من الانتصارات المتتالية كرس فيها اوباما قوته معنويا، لم يبق لـ كلينتون الا بارقتي امل في جولتين مهمتين في اوهايو وواشنطن (في الرابع من الشهر المقبل). وقد تكون المرة الاولى في تاريخ الحزب الديمقراطي التي تصل فيها التمهيديات الى هذه المرحلة ولما تحسم الامور بعد. واذا لم تستطع كلينتون الصمود في هاتين الولايتين فمن الصعب الاستمرار في اقناع الشرائح التي تدعمها في الاستمرار بالتصويت لها. وفوز واحد لـ أوباما في اي من هاتين الولايتين سيضعف حظوظ كلينتون بشكل كبير. بالمقابل اذا ما انتصرت كلينتون في الولايتين هاتين فإن حسم المعركة سيتأخر الى الـ 22 من شهر نيسان (إبريل) في ولاية بنسلفانيا.
ولقد فاز اوباما بالجولتين اللتين جرتا خلال الاسبوع السابق في هاواي (76 بالمئة) و ويسكونسين (58 بالمئة) بفوارق كبيرة جدا لا تترك مجالا للتردد في قوة الاخير وسوء موقف منافسته.
وستجري الانتخابات في الاسبوع المقبل في اربع ولايات، بالاضافة الى واشنطن واوهايو، ولايتي رود ايلاند وفيرمونت.
ويعتبر اقتصاد اوهايو، الولاية الصناعية، من اكثر الاقتصادات المثقلة في البلاد، فمئات الآلاف من وظائف صناعة السيارات هاجرت الى غير رجعة ونسبة البطالة اعلى من المتوسط من بين الولايات، كما ان الولاية من بين اكثر الولايات التي عانت من كارثة انهيارات الاسعار العقارية.
لكن الاجندات الاقتصادية لدى المرشحين الديمقراطيين ليست بذات اختلافات متمايزة بحيث تحدث فرقا لدى الناخب العادي. لذلك سيسود دون شك المنطق الذي ساد في كل الجولات السابقة: كلينتون مع ما تمثله من خبرة وتكريس للسياسات السابقة التي سادت في البيت الابيض (او هكذا يروج لها)، واوباما وما يمثله من حماسة وتغيير (او كما يحاول ان يقدم نفسه).
وتتقدم ماكينة اوباما الانتخابية بحماسة وقوة يكاد يصعب على كلينتون ايقافها، فهو متفوق حتى الآن باكثر من 150 مفوضا على كلينتون. الا انه يواجه بعض المصاعب في كسب اصوات المفوضين الممتازين، فالذين اعلنوا دعمهم لـ كلينتون اكثر من هؤلاء الدين يدعمون أوباما. لكن بورصة المفوضين الممتازين لا بد وان تلتحق مؤشراتها ببورصة المفوضين العاديين، ويكاد يصعب على الاولين، بعد ان يحقق اوباما المزيد من الانتصارات، ان يخالفوا الارادة الشعبية في الحزب الديمقراطي ويصوتوا لـ كلينتون، (اذا افترضنا خسارتها).
ولذلك العديد من الاسباب: فالحق الممتاز الممنوح لهؤلاء يخالف الحق الدستوري للشعب في ان يحدد بانصاف المرشح الرابح بحزبه، والمنطق الديمقراطي يمنع فكرة منح افراد معينين اصواتا تزن اثقل من اصوات العامة من الشعب. لذلك، واذا حدث المكروه وصوت الممتازون لغير الرابح شعبيا فانهم سيقتلون بذلك حماسة العامة من الاميركيين الديمقراطيين بالخروج والتصويت في الانتخابات النهائية مما سيهدد وصول المرشح الديمقراطي الى الرئاسة. كما ان ذلك سيثير نقمة الكثيرين من افراد الحزب الديمقراطي ضد المفوضين الممتازين. ويتوقع مراقبون ان يعلن اكثر من عشرين مفوض ممتاز دعمهم الى اوباما قبل معركة اوهايو بينما لن تحصل منافسته، كما يتوقع، على اكثر من مفوضين ممتازين اثنين.
وقد أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «غالوب» المتخصصة، أن أوباما يبرز كمرشح متقدّم عن الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. وذكرت المؤسســـة أن المرشح الاسود تقدّم على منافســـته في ثلاثة استطـلاعات للرأي على الأقل.
وفي المعارك القادمة في الاسبوع المقبل، جاء من استطلاع اجري في تكساس ان 49 بالمئة من الناخبين يؤيديون كلينتون مقابل41 لصالح اوباما (احصاء اتحاد الائتمان في تكساس 13 شباط)، اما في اوهايو فـ55 بالمئة لصالح كلينتون مقابل 34 لـ اوباما (احصاء جامعة كوينيبياك، 12 شباط).
وحتى الآن تشكلت الطبقات التي تصوت لـ كلينتون من البيض من غير حاملي الشهادات، بينما اختار حملة الشهادات من البيض وغيرهم التصويت لـ اوباما، كما يصوت اغلب اللاتين لـ كلينتون. واللافت ان الاخير استطاع ان يرفع من نسبة كسبه لأصوات النساء البيض تدريجيا، ويعد ذلك هزيمة لـ كلينتون.
وعلى اوباما ان يكرر ربحه لأصوات النساء البيض اذا ما اراد الفوز بالقادم من الجولات، وهو يؤكد قوته حتى مع الرجال البيض ولكن بوتيرة اخف. ولو استطاع اوباما فعل ذلك فأنه لا محالة سينتصر على منافسته.
ففي اوهايو 41 بالمئة من الناخببين اناث بيض، وفي تكساس 25 بالمئة لاتين. وكان اوباما قد ربح في جولات سابقة (فيرجينيا) 60 بالمئة من اصوات النساء، وهي نسبة لا بأس بها من اللاتين (نيوز أور). كما ان ولايتي اوهايو تشبه الى حد قريب ولاية وسكونسن التي ربح اوباما فيها اصوات العمال.
جمهوريا
جمهوريا ليس هناك الكثير بعد ان حسم ماكين تسميته منذ الثلاثاء الكبير. لذلك لم تعد الجولات التمهيدية مصدر تعكير له ولحملته المفعمة بالنصر. لكن الكدر الوحيد جاء من صحيفة «نيويورك تايمز» التي ابت الا ان تعكر سمائه الصافية بما لمحت اليه في مقالة نشرتها الثلاثاء الماضي تحدثت فيها عن علاقة له بعضوة في مجموعات الضغط (لوبي) فيكي ايسمان حيث لوحت ايضا لإمكانية ان يكون هناك علاقة عاطفية بين الاثنين في تشكيك بأخلاقيات المرشح الجمهوري، اضافة الى علاقات غير اخلاقية مع مجموعات الضغط بما يخص مصالحهم. ورغم ان الاثنين ماكين وفيكي قد انكرا اي علاقة عاطفية، الا ان ذلك لم يعفه من تهم تورط في علاقة مع مجموعات الضغط. ومازالت القضية تتطور وتأخذ ابعادا ومن المبكر التنبؤ بما اذا كان تأثير المقالة سيشابة اول الاتهامات التي كانت وجهت الى الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون مع مونيكا لوينسكي.
هجوم ماكين-كلينتون على أوباما
وفيما كانت تظهر النتائج في الجولات الأخيرة، خرج المرشحون لإلقاء كلمات امام مؤيديهم، تميزت بهجوم من قبل ماكين وكلينتون على اوباما. وبعدما اعلن ماكين نفسه مرشح حزبنا»، قال امام مناصريه في كولومبوس (اوهايو) في اشارة الى اوباما «هل نغامر بمجيء زعامة مرتبكة لمرشح لا خبرة له.. سأقاتل في كل لحظة في هذه الحملة لأضمن الا ينخدع الاميركيون بدعوة مفوهة لكنها فارغة للتغيير لا تعد بشيء أكثر من أخذ عطلة من التاريخ».
بدورها، وجهت كلينتون سهامها نحو أوباما. وفيما لم تشر الى خسارتها في وسكونسن خلال حشد انتخابي في يونغستاون (اوهايو)، قالت «لا نستطيع الاكتفاء بالخطب. نحتاج حلولا.. رغم ان الكلمات مهمة الا ان ابلغ الكلمات في العالم لا تكفي الا اذا واكبتها افعال». وأضافت «انا وأوباما على حد سواء سنصنع التاريخ، لكن واحدا منا فقط مستعد منذ اليوم الاول ليكون قائدا اعلى للقوات المسلحة وإدارة الاقتصاد وهــزم الجمهوريين، واحد منا فقط امضى35 عاما في الكفاح والدفاع عن الذين لا صوت لهم».
واضطر هجوم ماكين-كلينتون على اوباما، الى ان يلقي المرشح الاسود خطابا «دفاعيا» اتسم بواقعية حذرة. وقال في تجمع انتخابي حضره ألفا في هيوستون (تكساس) ان «الامل الذي اتحدث عنه لا يختصر بكلمات فقط.. انما بأفعال». وأشار الى ماكين قائلا «انه يمثل سياسات الامس ونحن نريد ان نكون حزب الغد». كما اعتبر ان «التغيير الذي نبغيه أمامه شهور وأميال ونحتاج أهل تكساس الطيبيين لمساعدتنا على الوصول الى هناك».
Leave a Reply