ديترويت – «صدى الوطن»
ما أن أعلنت شركة «أمازون» في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي عن البدء بتلقي العروض من المدن الراغبة باستضافة مقرها الرئيسي الثاني في أميركا الشمالية، حتى انبرت مدينة ديترويت بجدية كاملة لجذب هذا الاستثمار الضخم.
وسرعان ما تولى المستثمر العقاري الأبرز في ديترويت، دان غيلبيرت، مهمة التسويق لملف المدينة، الذي تبين أنه الأسخى والأكثر إغراء لشركة «أمازون»، بتضمنه تعهدات بمنح الشركة العملاقة إعفاءت ضريبية هائلة لمدة عقدين من الزمن مقابل بناء مقرها الرئيسي الثاني HQ2 في المدينة.
وتضمن الملف الذي نشرت تفاصيلة مجلة «كراين-ديترويت» الأسبوع الماضي تعاوناً مع المسؤولين الكنديين في مدينة ويندزر لتقديم إعفاءات مماثلة على الجانب الكندي لجذب الشركة العملاقة في مجال التجارة بالتجزئة عبر الانترنت.
وأفاد تقرير نشرته «ديترويت فري برس» بأنه وفق ملف «ديترويت-أمازون» الذي جاء في ٢٤٢ صفحة، سيدفع موظفو الشركة ضرائبهم بشكل كامل كالمعتاد، ولكن بدلاً من تحصيلها من حكومة ولاية ميشيغن، ستحتفظ بها «أمازون» كاملة في حساباتها لمدة عشر سنوات، ونصفها في السنوات العشر التالية.
لكن سيتوجب على موظفي الشركة دفع ضريبة الدخل المستحقة لبلدية ديترويت وهي ٢.٤ بالمئة للمقيمين في المدينة و١.٢ بالمئة لغير المقيمين.
ولم يتم الكشف لوسائل الإعلام عن الحجم الإجمالي للإعفاءات التي ستحصل عليها «أمازون» مقابل انتقالها إلى ديترويت، في ظل منافسة محتدمة مع عشرات المدن الأميركية والكندية التي تتمتع بمؤهلات عالية مقارنة بمدينة السيارات التي بدأت عملية نهوض كبرى منذ خروجها من الإفلاس.
الطريق معبّدة
ويتضمن ملف ديترويت إغراءات أخرى قد تلعب دوراً حاسماً في حسم خيار «أمازون» لصالحها، من ضمنها: توفر العقارات الفسيحة في الداونتاون (ممتلكات لغيلبيرت) والضواحي (نورثلاند مول سابقاً)، والإيجارات السكنية والمكتبية المتدنية مقارنة بأسعار المدن الكبرى الأخرى. كما تقع المدينة عند حدود دولية حيوية وشبكة مواصلات برية وجوية، إلى جانب توفر اليد العاملة الماهرة.
وتوجه غيلبيرت الذي يتولى رئاسة لجنة ملف ديترويت بتوجيهات من رئيس البلدية مايك داغن إلى «أمازون» بالقول: «إن المدينة جاهزة للشراكة مع أمازون ونحن نسعى إلى مقاربة طويلة الأمد لخلق قيمة إضافية لكم وللمدينة والمنطقة برمتها». وأضاف مالك شركة «كويكن لونز» للإقراض العقاري بأن «الطريق معبّدة أمام أمازون»، مؤكداً أن «ليس هناك مكاناً أفضل لمواصلة الابتكار وتحسين خدمة التوصيلات لزبائنكم».
وكانت «أمازون» قد أعلنت الشهر الماضي تلقي 238 عرضاً من مدن أميركية كي تجذب شركة التجارة الإلكترونية للاستثمار وبناء مقرها الثاني «أتش كيو 2» بإحداها.
وسوف تضخ «أمازون» خمسة مليارات دولار لبناء هذا المقر الثاني بالإضافة إلى توفير خمسين ألف وظيفة، بأجور ومزايا وظيفية تفوق ١٠٠ ألف دولار سنوياً للموظف الواحد، وهو ما سينعكس ازدهاراً اقتصادياً وسكانياً في المدينة التي سيتم اختيارها.
وأوضحت الشركة أنها ستعلن عن المدينة الفائزة بداية العام المقبل، ومن المتوقع أن ينجز المشروع كاملاً بعد ١٠ إلى ١٥ عاماً.
ومن أبرز المدن التي تتنافس مع ديترويت، أتلانتا وبوسطن ودنفر وشيكاغو وتورنتو. علماً بأن المقر الرئيسي الأول لـ«أمازون» يقع بمدينة سياتل في شمال غربي الولايات المتحدة.
وكانت «أمازون» قد أعلنت خلال العام الجاري عن افتتاح عدد من مراكز التوزيع في منطقة ديترويت، في إطار توسعها المستمر في مجال التجارة الإلكترونية وخدمة التوصيل.
حماس في ديترويت
وفي استطلاع أجرته شبكة «سي أن بي سي» شمل عدداً من أبرز المدن المتنافسة على استضافة مقر «أمازون» الثاني، أظهر سكان ديترويت أعلى نسبة حماس لانتقال الشركة إلى مدينتهم (٧٧ بالمئة)، وكذلك أعلى نسبة من السكان الراغبين في العمل بالشركة (٢٨ بالمئة).
وكانت الشبكة قد وضعت ديترويت في وسط قائمة المدن المنتنافسة بعلامة «سي+» استناداً إلى مؤهلاتها المتعلقة بالسكان والاستقرار والمواهب والموقع.
Leave a Reply