واشنطن تنفي انسحابها قبل 1102
بغداد، واشنطن – ما تزال الإتفاقية الأمنية المزمع عقدها بين واشنطن وبغداد محط تجاذب واسع بين الطرفين مع تنصل الأولى من موعد 2011 للإنسحاب، وذلك بالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي جورج بوش سحب 8 آلاف جندي من بلاد الرافدين. فقد صرح مسؤول اميركي كبير الثلاثاء الماضي ان ادارة الرئيس بوش تأمل في التوصل الى تفاهم مع الحكومة العراقية حول اتفاق ينظم الوجود الاميركي طويل الأمد في العراق قبل نهاية العام الجاري بوقت طويل. وذلك في إشارة الى رغبة إدارة الرئيس بوش الى الإنتهاء منها قبل نهاية ولايته.
وقلل المسؤول الاميركي من اهمية تصريحات المسؤولين العراقيين بدءا برئيس الحكومة نوري المالكي، الذين يقولون ان كل الجنود الاجانب سيغادرون العراق قبل 2011.
وكانت الادارة الاميركية تأمل التوصل الى اتفاق في هذا الشأن قبل نهاية تموز (يوليو) الماضي. لكن المناقشات ادت الى خلافات كبيرة وحادة حسب الاميركيين، مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية في العراق.
ويسعى الطرفان الى التفاهم على شروط الوجود الاميركي في العراق بعد 31 كانون الاول (ديسمبر) موعد انتهاء تفويض الامم المتحدة الذي يخضع له حاليا الوجود الاميركي.
وردا على سؤال عن موعد لهذا الاتفاق، قال المسؤول الاميركي الكبير «ليس ابعد من 31 كانون الاول عندما ينتهي تفويض مجلس الامن الدولي».
واضاف هذا المسؤول انه لا يعتقد ان «الامر سيمتد حتى 30 كانون الاول واعتقد اننا سنتوصل الى اتفاق قبل 13 منه ولكن هذا التاريخ هو الموعد المحدد للذين يحتاجون الى مواعيد محددة».
وردا على سؤال عن تصريحات رئيس الوزراء العراقي ومسؤولين آخرين حول انسحاب اميركي، قال المسؤول انها نابعة من حسابات سياسية من جانب احزاب «بدأت تسمع صوتها اكثر فاكثر». وكان المالكي صرح الشهر الماضي ان العراق توصل الى اتفاق مع الولايات المتحدة ينص على انهاء الوجود العسكري الاجنبي في العراق بعد 2011.
وقال المسؤول الاميركي انه لم يتم التوصل الى اتفاق، موضحا ان العمل مستمر حول عدد من النقاط الصعبة.
ورفض هذا المسؤول ابرام اي اتفاق لاشهر لضمان المرحلة الانتقالية بين ادارة بوش والادارة التي تليها.
وتأتي تصريحات المسؤول الاميركي بينما اعلن بوش عن خفض عديد القوات الاميركية في العراق ثمانية الف رجل في الاشهر المقبلة وارسال حوالى 4500 رجل الى افغانستان بحلول كانون الثاني (يناير).
بوش
ومن ناحيته لم يفاجئ بوش أحداً، حين قرّر في آخر خطاب يلقيه عن خططه العراقيّة بصفته رئيساً للولايات المتحدة وقائداً أعلى للقوات المسلّحة، برميه مسؤولية حياة جنوده المنتشرين في العراق على خليفته المرتقب في البيت الأبيض.
أمّا أبرز ما جاء في خطابه الذي ألقاه في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن، خارج إطار شؤون بلاد الرافدين، فكانت وجهته باكستان، التي صنّفها على أنها «ساحة رئيسية للحرب على الإرهاب»، مطالباً حكومتها ورئيسها الجديد آصف زرداري بتحمّل مسؤولياتهما في هذا الصدد.
وقرّر بوش الإبقاء على قوات بلاده المحتلة للعراق على مستواها الحالي، كاشفاً عن أنه سيسحب 8 آلاف جندي في منتصف كانون الثاني المقبل، ومشيراً إلى إمكان سحب المزيد منها في النصف الأول من العام المقبل، علماً بأنّ بوش سيترك مكتبه البيضاوي في 20 كانون الثاني المقبل، فيكون بذلك قد رمى مسؤولية أمن جنوده والمنطقة على الرئيس المقبل.
ورغم تشديده على أنّ القوات العراقية «باتت قادرة بشكل متزايد على القيادة والفوز في المعركة» عاد وذكّر بأنّ «الوضع هناك لم يتغيّر تغيّراً كبيراً».
وفي سياق آخر اعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان الولايات المتحدة وصلت الان الى «نهاية اللعبة» في العراق، ولكن عليها ان تتحرك بحذر في سحب قواتها من البلد المضطرب رغم تصاعد العنف في افغانستان. واضاف امام في جلسة استماع امام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الاميركي «اعتقد اننا دخلنا الان نهاية اللعبة وقراراتنا اليوم وفي الاشهر المقبلة ستكون حاسمة لاستقرار المنطقة ومصالحها الامنية القومية للاعوام المقبلة».
Leave a Reply