صنعاء – عادت “المبادرة الخليجية” الأسبوع الماضي الى المسرح اليمني الذي يواجه جموداً ناتجاً عن تمسك الشارع بمطلب رحيل الرئيس علي عبدالله صالح وتمسك الأخير بكرسي الحكم إلا أن بوادر تحلحل تلوح في أفق الأزمة مع إعلان المتحدث باسم الرئيس أحمد الصوفي أن الأخير سيوقع الأحد المقبل في صنعاء على اتفاق نقل السلطة القاضي بتنحيه من منصبه خلال شهر، لكن المعارضة تشكك في حدوث ذلك. من جهته حث الرئيس الأميركي نظيره اليمني على الإيفاء بوعده والتوقيع على المبادرة الخليجية.
وقال الصوفي إن صالح غيّر رأيه، بعد مغادرة الموفد الخليجي. وسيوقع المبادرة الخليجية يوم الأحد المقبل في الذكرى الحادية والعشرين للوحدة اليمنية، مشيرا إلى أن التوقيع سيجري بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني.
وحسب المصادر أخذ صالح القرار بعد ضغوط دبلوماسية مكثفة من دول الخليج وغيرها.. وكان الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الأربعاء الماضي قد أنهى زيارة جديدة الى صنعاء، بعد فشله في الحصول على توقيع طرفي السلطة والمعارضة اليمنيتين على مبادرة الحل الخليجية، الأمر الذي سيدفع “مجلس التعاون الخليجي” الى عقد جلسة طارئة خلال الأيام المقبلة لبحث الأزمة المتواصلة.
وبالرغم من التعديلات الاخيرة التي اُدخلت على الاتفاق الخليجي، لم يوقع الرئيس صالح عليه فيما حمّله “اللقاء المشترك” (المعارضة البرلمانية) مسؤولية افشال الحلّ، وسط تصعيد شعبي في الشارع من المرجح ان يواصل احتجاجاته.
إلا أن مسؤول في الحكومة اليمنية قال لوكالات الأنباء إنه لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق، مضيفا “لا يزال هناك بصيص من الأمل. ان اتفاق نقل السلطة قد يوقع يوم الاحد (٢٢ أيار)”. كما نشرت وكالات الأنباء تصريحات نقلها سياسي مستقل عن “ان الحزب الحاكم قال إن صالح مستعد لتوقيع الاتفاق لكنه يريد أن يتعامل فقط مع أحزاب المعارضة المعترف بها قانونيا والأعضاء في البرلمان”.
وفي حديث الى صحيفة “عكاظ” السعودية، أكد قائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء علي محسن الأحمر أن اليمن سوف “يصبح أكثر استقرارا بعد حدوث التغيير، وسيكون له حضوره الإقليمي والدولي الذي يتناسب وأهمية موقعه وعمقه الاستراتيجي في المنطقة والعالم”. وعن سبب فشل المبادرات، قال الاحمر “هذه المبادرات يروج لها إعلاميا لكنها تفشل قبل الدخول في تفاصيلها، وإجمالا يأتي التراجع من الحزب الحاكم ما زاد في تعقيد المشكلة.. وأنا شخصيا كنت لأكثر من مرة الوسيط الأساسي بين الرئيس والمعارضة، وللأسف فإن النظام دائما هو الذي ينقلب على كل الاتفاقيات”.
Leave a Reply