مريم شهاب
اتصل بي أبو وائل وقال ضاحكا: «ظهر الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً»، تعليقا على فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بمنصب رئاسة الـ«يونايتد ستايتس أوف أميركا».
وأبو وائل هو قارئ مثقف وموسوعة في المعلومات واللغة العربية. في بلاد الغربة لا نسب ولا حسب والكل يحلل وينظّر على هواه. وفوز ترامب جعله محظوظا ومقبولا وبدأت تظهر محاسنه ومبادئه الإيجابية بعد الحملات والهجمات التي تعرض لها منذ ترشحه لمنصب رئاسة أميركا.
إن فوز السيد ترامب ليس ضربة حظ وليس خبطة معلم في التجارة، وحتى لو كان الأمر كذلك، فهذا يحسب له ولا يحسب عليه. لكن الحقيقة أنه خطط لحملته في بداية الأمر عندما وجد أن البيت الأبيض تديره عصابة فاشلة في العلاقات الدولية وإهمال التطلع إلى مصالح المواطن الأميركي.
هو قد ينجح في تحريك الركود الاقتصادي وتحسين العلاقات الخارجية التي دخلت في متاهة السياسات الخاطئة داخلياً وخارجياً، وقد يفشل في إخراج أميركا من بؤر التطرف التي أوجدتها وغذّتها في دول كانت شعوبها تهفو إلى مزيد من الحرية وعتق عبودية الحاكمين بأمر الله أو بأمر المصالح المزمنة.
أنا شخصيا ورغم أنني انتخبت السيد ترامب في الجولتين الأولى والثانية، لم يشعرني فوزه بفرح عظيم أو حتى بفرح عادي. وسنين عمري الطويلة جعلت منسوب التفاؤل لدي في أدنى درجة، فكل ما يحصل في هذا العالم هو أشبه بالجنون واللامعقول. «إذا عظم المطلوب قل المساعد» كما تقول الحكمة.. فهل سيقدر ترامب على تنفيذ بعض وعوده؟
العالم كله وكذلك أميركا تفاءلوا بقدوم الرئيس أوباما إلى البيت الأبيض وازدهرت أحلام وأمانٍ ووعود لم يتحقق منها أي شيء، بل على العكس خضع أوباما للعصابة الفاسدة والسلطات العليا المستمدة إرادتها من أحبار شعب الله المختار لحكم هذا العالم كما تنص تعاليمه الظالمة الجبارة والعنيفة، فخلال تغطية أخبار فوز المرشح ترامب بالرئاسة، ورد خبر على شبكة «سي أن أن». خبر صغير لم ينتبه إليه أحد ولم يعلق عليه أحد، فقد حكمت المحكمة العليا في إسرائيل بالسجن عشر سنوات على فتى فلسطيني عمره 14 سنة وأدانته بتهمة الإرهاب. فتى أعزل، ربما فقد أهله وأخوته وهدمت سلطات الاحتلال منزله واقتلعت زيتونه. كيف لفتى مثل هذا.. أن يرهب دولة مدججة بكل أنواع السلاح؟ هذه نقطة في محيطات الظلم والعدوان.
قال حمار الحقل الملجم والمغلول
لدماء رفيق العمر: الثور المقتول
هأنذا أتحصن الحزن بإغماض العينين
أتحصن ضد الذكرى بإدارة رأسي للناحية الأخرى
وعلى وجه الإجمال فهأنذا
أتحصن ضد الفهم بأكل الفول
مالي والقاتل.. ما دمت أنا لست المقتول
لكن حين أتى صاحبه، وأزاح المخلاة عن الثغر المفتر
وسوى سجادة خيش بردعة فوق الظهر
وعليها أسند أحمالا كبرى من لحم الثور
حينئذ مزقه الحزن وأضناه القهر
ولم يقدر أن يطرد من خاطره
أن الراكب هذا الظهر الجاعل منه الحامل للمحمول
هو نفس الذابح.. نفس الناهش
لحم صديق العمر المقتول
فيا صديقي أبو وائل لا تفرح كثيراً، فلكم أتمنى أن تكون مصيباً في قولك «ظهر الحق وزهق الباطل».
Leave a Reply