غزة – الضجة التي اثيرت مؤخرا حول قيام ”حزب الله” في لبنان بزرع خلية في مصر وظيفتها المساعدة في تهريب أسلحة الى قطاع غزة، يبدو انها تخفي وراءها أكثر مما تكشف.
فالمعلومات المتاحة تقول ان ”حزب الله” ليس سوى واحد من اطراف عدة كانت تعمل على مدار الساعة منذ أواخر العام الماضي ومطلع العام الجاري على تهريب منظومات أسلحة اكثر تطورا مما كان يعتقد حتى الآن.
وحسب بعض المؤشرات، فان أعمال التهريب لم تبدأ بعد وقف العدوان على غزة الذي استمر ٢٢ يوما في كانون الاول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير)، ولكنها كانت جارية على قدم وساق خلال العدوان وقبله، واستمرت بعده على وتيرة ثابتة تقريبا. وتفيد هذه المؤشرات ان اعتقال اعضاء الخلية التابعة لـ”حزب الله” ليس سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد.
ومايزال مسؤولو المخابرات الاسرائيليون يبحثون صيغا ووسائل للحد من اعمال التهريب، إلا انهم لم يتمكنوا حتى الآن من التأثير على وتيرة أعمال نقل الأسلحة. وهناك اعتقاد يفيد بان الانفاق الأرضية بين غزة وسيناء اكثر من ان تعد، وهي تؤدي اغراضا مختلفة، من نقل البضائع الى نقل الصواريخ. ولكن هناك ”انفاقا” بحرية او ”ممرات” يجري من خلالها نقل أسلحة اكثر تطورا يتم تهريبها عبر البحر، او مرورا بالساحل المصري.
ولكن نوعية الأسلحة هي ما يثير اهتمام ومخاوف المسؤولين الإسرائيليين. ويقول مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي إن ”حماس” تمكنت من إدخال صواريخ طويلة المدى وصواريخ مضادة للطائرات إلى قطاع غزة.
وذكرت صحيفة ”هآرتس” الأربعاء الماضي أن قلقا يسود جهاز الأمن جراء ارتفاع ملحوظ في عمليات تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة بواسطة الأنفاق بين القطاع ومصر وذلك بعد الحرب على غزة. واضافت الصحيفة أن تسارع وتيرة عمليات تهريب الأسلحة إلى القطاع يتم على الرغم من الأزمة الحاصلة في العلاقات بين مصر وبين ”حماس” وحليفتي الأخيرة ”حزب الله” وإيران في أعقاب الكشف عن ”خلية حزب الله” في مصر وانه على ما يبدو تم إدخال كميات كبيرة نسبيا من الأسلحة.
ووصف الجيش الإسرائيلي هذه الأسلحة بأنها ”أسلحة تكسر التوازن” كونها تشمل صواريخ طويلة المدى وصواريخ متطورة مضادة للمدرعات وبحسب الشبهات فإنه تم ايضا إدخال صواريخ مضادة للطائرات. وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن هناك ١٦٠ نفقا توصل مصر بالقطاع ويتم تنفيذ عمليات تهريب منها وأنه قرابة نصف هذه الأنفاق تم ترميمها بعد قصفها خلال الحرب على غزة في كانون الثاني الماضي. واضافت المصادر ذاتها أن نشاط مصر في منع عمليات التهريب حقق نتائج محدودة ويسود الاعتقاد لدى جهاز الأمن الإسرائيلي بأن ”حماس” لم تتأثر من كشف مصر شحنة مواد متفجرة كبيرة يصل وزنها إلى ٩٠٠ كلغ، بحسب مصادر مصرية، ذلك لأن ”حماس” مهتمة بتهريب الصواريخ.
Leave a Reply