محمد الرموني – «صدى الوطن»
في حالات الطوارئ، يقف الأميركيون عادة في الطابور بانتظار دورهم للحصول على المساعدة، فيما يهب آخرون لمساعدة المحتاجين منهم، ولكن تقريراً حكومياً أصدرته ولاية ميشيغن مؤخراً، أظهر أن بعض السكان النافذين لم يتوانوا عن محاولة تجاوز مواطنيهم لاستعادة التيار الكهربائي إثر انقطاعه عن أكثر من مليون مستهلك في جنوب شرقي ميشيغن جراء رياح عاتية عصفت بالمنطقة في شهر آذار (مارس) الماضي، في تصرّف وصفته صحيفة «ديترويت فري برس» بأنه «سلوك أجنبي».
ويتفق المسؤولون في الولاية ومدراء مرافق الطاقة على أن الأولوية في إصلاح الأعطال ينبغي أن تُعطى للمدارس والمستشفيات ودوائر الشرطة والإطفاء ودور الرعاية ومحطات ضخّ المياه، بيد أن التقرير الذي أصدرته الولاية الشهر الماضي أوضح أن بعض الأفراد، وبينهم أسماء بارزة، طالبوا بإعطائهم الأولوية في استعادة التيار الكهربائي في منازلهم ومؤسساتهم.
وتضمن تقرير «وكالة ميشيغن للطاقة»، حول أداء أكبر شركتين لتزويد الكهرباء بالولاية («دي تي إي» و«كونسيومرز») في الاستجابة لإصلاح الشبكة الكهربائية فقرة تفيد بأنه «أثار انتباه الموظفين وجود أطراف خارجية بينهم أصحاب النفوذ، طالبوا باستعادة التيار بخلاف الأولوية»، مما عرقل جهود الشركتين في استعادة التيار الكهربائي بما يتناسب مع الإرشادات والأولويات المعتمدة.
وشدد التقرير على أن ممارسات كهذه يجب أن تواجه بالرفض وعدم التشجيع كي لا يكون لها تأثير على جهود استعادة الكهرباء لعموم السكان، لافتاً إلى أن الطلبات باستعادة الخدمة سريعاً ليست أمراً جديداً في تاريخ التعامل مع أعطال الانقطاعات الكهربائية من قبل المزودين، غير أن العاصفة العاتية التي ضربت الولاية في آذار الماضي، تؤكد –بحسب التقرير– على ضرورة التخلص من هذه الممارسات التي تطبقها الشركتان تحت اسم التصعيدات escalations، لاسيما وأن عدد المتضررين كان كبيراً جداً خلال الشتاء الماضي، وقد اضطر الآلاف منهم الانتظار لمدة ثمانية أيام قبل استعادة التيار الكهربائي إلى منازلهم.
ويقترح المنظمون في لانسنغ، على شركتي الطاقة الرئيسيتين في ميشيغن، تطوير آلية خاصة لتقييم هذه الطلبات لضمان عدم تأثيرها على سير ورش استعادة الشبكة بشكل عام.
وقد نفى متحدثون باسم الشركتين وجود أي نوع من المحسوبية والمعاملة التفضيلية للزبائن المتنفذين، مؤكدين أن أعداداً هائلة من المستهلكين يبادرون إلى الاتصال عبر الهاتف أو الانترنت للمطالبة باستعادة التيار الكهربائي فور حدوث انقطاع، وأن قرار توجيه ورش الإصلاح يتخذ من قبل منسقي الحالات الطارئة في مرافق الطاقة، بالتنسيق مع الوكالات الحكومية للطوارئ.
ولقيت شركتا «دي تي إي أنرجي» و«كونسيومرز أنرجي» إشادات متنوعة من ناحية الاستجابة للعاصفة واستعادة التيار الكهربائي الذي انقطع عن حوالي 800 ألف مستهلك لدى «دي تي إي»، و360 ألفاً لدى «كونسيومرز»، وتغطي الأولى منطقة جنوب شرقي ميشيغن ومنطقة الإبهام في شرق الولاية، بينما توفر «كونسيومرز» الطاقة لبقية أنحاء شبه الجزيرة السفلى، من جسر ماكينو شمالاً، إلى حدود ولاية أوهايو جنوباً.
Leave a Reply