واشنطن – أقر الجنرال الأميركي الذي يشرف على حربي العراق وأفغانستان أن التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين لها تأثير “بالغ” على القوات الأميركية العاملة في العالم الإسلامي وأن الجيش يراقب تلك التطورات عن كثب.
وتبرز تصريحات الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الاميركية مخاوف كبار ضباط الجيش الأميركي في الوقت الذي يستعدون فيه لسحب قواتهم تدريجياً من العراق وفي الوقت نفسه زيادة حجم القوات الاميركية في أفغانستان وأيضا الاستعداد لمواجهة محتملة مع إيران بسبب برنامجها النووي.
وتصاعدت التوترات بين ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وإسرائيل الاسبوع الماضي بعد ان اعلنت الاخيرة خلال زيارة لجو بايدن نائب الرئيس الاميركي عن بناء 1600 منزل جديد لليهود في منطقة من الضفة الغربية ضمتها إسرائيل الى القدس.
ولا تقع إسرائيل ولا الاراضي الفلسطينية تحت مسؤولية قيادة بتريوس لكنه قال خلال جلسة لمجلس الشيوخ “نراقب عن كثب ما يجري هناك نظرا للتأثير الواضح الذي له على هذا الجزء من القيادة المركزية وهو العالم العربي”.
ونوقشت فكرة ادخال الاراضي الفلسطينية تحت مظلة القيادة المركزية لكن بتريوس صرح بأنه لم “يوص رسمياً” بذلك ““البنتاغون” او البيت الابيض.
وقال بتريوس “من الواضح ان التوترات والقضايا وما الى ذلك لها تأثير بالغ. فهي تضع السياق الاستراتيجي الذي تعمل في اطاره القيادة المركزية في المناطق التي تدخل في نطاق مسؤوليتها”. وأضاف “توجهي كان دوماً…تشجيع هذه العملية التي يمكن بالقطع…ان تحقق بعض التقدم في التحرك في عملية السلام كلها بسبب تأثير ذلك وبشكل خاص على ما نسميها الحكومات (المعتدلة) في المنطقة”.
وقد نفى الرئيس الاميركي باراك اوباما وجود ازمة في العلاقات الاميركية-الاسرائيلية بعد التوتر الشديد الذي اثاره اعلان اسرائيل عن مشاريع بناء وحدات سكنية للمستوطنين اليهود في القدس الشرقية.
وصدرت اول تعليقات علنية لاوباما حول هذه المسالة فيما تنتظر ادارته ردا من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو حول اعتراض واشنطن على هذه الخطوة.
في هذا الوقت افادت صحيفة “نيويورك تايمز” الاربعاء الماضي ان البيت الابيض يدرس احتمال اقتراح خطة اميركية تشكل اساسا للمفاوضات الاسرائيلية -الفلسطينية فيما يتساءل مسؤولون اميركيون عن مدى التزام حكومة بنيامين نتانياهو في محادثات السلام.
واضافت الصحيفة انه اذا كان الرئيس الاميركي سيعرض اقتراحه الخاص مكملا بخرائط للاراضي، فذلك لن يحصل قبل ان يكون المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل اجرى مفاوضات غير مباشرة لعدة اشهر بين الطرفين.
وكانت كلينتون ابلغت نتنياهو في اتصال هاتفي الاسبوع الماضي بان اعلان اسرائيل عن مشاريع البناء في خضم زيارة نائب الرئيس الاميركي الى المنطقة اعطى “اشارة سلبية جدا” في وقت كانت واشنطن اقنعت فيه لتوها الفلسطينيين بالمشاركة في محادثات غير مباشرة مع اسرائيل. وقد اعلنت الثلاثاء الماضي ان واشنطن “تجري مشاورات ناشطة جدا” مع الاسرائيليين حول الخطوات التي ستظهر الالتزام المطلوب لاعادة استئناف محادثات السلام. لكن الحكومة الاسرائيلية لم تظهر اي اشارة حول تراجعها (حتى صدور هذا العدد) رغم ترحيبها بالتاكيدات الاميركية على متانة العلاقات الثنائية مع اسرائيل.
وقال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الاربعاء الماضي ان المطالب لوقف بناء منازل للمستوطنين اليهود في القدس الشرقية “غير منطقية”.
وقرر المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط ارجاء زيارته المرتقبة الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية الى ما بعد لقاء اللجنة الرباعية في موسكو. وكان من المقرر ان يزور ميتشل المنطقة في مطلع الاسبوع المقبل.
وقالت الخارجية الاميركية ان ميتشل ارجأ الزيارة لاعطاء نتانياهو الوقت الكافي للرد على القلق الاميركي بخصوص الاستيطان لكنها عادت وعزت تاخير الجولة الى اسباب لوجستية.
ومن المقرر ان يزور نتانياهو الاسبوع المقبل الولايات المتحدة لالقاء كلمة امام لجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية (آيباك) المؤيدة لاسرائيل.
Leave a Reply