واشنطن – طرح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عبر تساؤل في تغريدة صباحية، الخميس الماضي، فكرة تأجيل موعد انتخابات نوفمبر إلى حين إمكانية إدلاء المواطنين بأصواتهم على النحو الصحيح وبشكل آمن وسالم.
وجدد ترامب في التغريدة ذاتها، انتقاداته للتصويت عبر البريد الذي يطالب به الديمقراطيون في ظل جائحة كورونا التي حصدت أرواح أكثر من 150 ألفاً في الولايات المتحدة، وأعاد التحذير من أن السماح بالتصويت البريدي سيؤدي إلى عمليات تزوير على نطاق واسع.
وتعد هذه المرة الأولى التي يطرح فيها ترامب تأخير انتخابات نوفمبر، وهي فكرة رفضها سابقاً في ظل المخاوف من «كوفيد–19» في البلاد، لكن عدداً من قادة الديمقراطيين سارعوا إلى معارضة اقتراح الرئيس.
ويشن ترامب منذ أسابيع هجوماً على توسيع التصويت عبر البريد، والذي يتبناه عدد متزايد من الولايات كبديل عن التصويت في مراكز الاقتراع. وقد أعرب ناخبون ومسؤولون في الصحة العامة عن قلقهم إزاء المخاطر المحتملة لانتشار كورونا المستجد خلال التصويت في مراكز الاقتراع فيما تحدثت ولايات عن مواجهتها صعوبات في تعيين موظفي انتخابات في ظل الجائحة.
وبحسب وكالة «أسوشييتد برس»، ليس هناك أي أدلة على وجود عمليات تزوير واسعة النطاق في التصويت البريدي، حتى في الولايات التي تعتمد عليه بشكل كامل. وأضافت أن خمس ولايات تعتمد هذا النوع من الاقتراع بشكل حصري، وتقول إن لديها الضمانات اللازمة لمنع جهات أجنبية من تعطيل العملية الانتخابية.
ويقول خبراء أمن الانتخابات، إن جميع أشكال التزوير الانتخابي نادرة، بما في ذلك في التصويت الغيابي، وفق الوكالة.
ولا يمنح الدستور الأميركي رئيس البلاد سلطة لتغيير موعد الانتخابات الرئاسية التي تعقد كما ينص عليه القانون الفدرالي، في «أول يوم ثلاثاء يتبع أول يوم اثنين من شهر نوفمبر»، ويوافق هذا العام الثالث من نوفمبر.
وإلى جانب الانتخابات الرئاسية، ستنظم الولايات المتجدة في الثالث من نوفمبر انتخابات الكونغرس التي ستشهد انتخاب جميع أعضاء مجلس النواب وعددهم 435، وحوالي ثلث أعضاء مجلس الشيوخ وعددهم 100.
ويتطلب دفع موعد الانتخابات تحركاً من الكونغرس. وبحسب المركز الوطني للدستور، الذي يتخذ من فيلادلفيا مقراً له، فإن إجراءات تتخذها سلطات الولايات أو الكونغرس يمكن أن تؤدي إلى تأخير الانتخابات وليس إرجاء عملية اختيار رئيس ونائب رئيس للبلاد.
ويشير الدستور إلى أن «الكونغرس يجوز له تحديد موعد اختيار المندوبين، واليوم الذي يدلون فيه بأصواتهم، ويكون اليوم نفسه في جميع أنحاء الولايات المتحدة».
وتعكس الوثيقة وفق أستاذ القانون في «جامعة هارفرد»، كاس سانستاين، حكما لا لبس فيه بأن الكونغرس وليس الرئيس هو من يختار موعد انتخاب قائد للبلاد، مضيفاً في مقال رأي على شبكة «بلومبرغ»، أن ترك الأمر في يد الرئيس من شأنه أن يمنحه سلطة لاختيار موعد يناسبه أو إرجاء موعد محدد إلى حين تتوفر الظروف التي تناسبه.
Leave a Reply