يكشف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عن تعلق مرضي بالسلطة. هو لا يختلف عن باقي الحكام العرب في مقاومته لجهود تنحيته التي لاتزال سلمية، وابدى المينيون خلالها قدرا كبيا من الحكمة والصبر لعل الرجل يراجع موقفه ويبتعد محتفظا بشيء من ماء الوجه، وحقنا للدم.
اليمنيون شعب مسلح بأكثريته، لكنهم أرادوا أن يسجل التاريخ لثورتهم أنها لم تتسبب بسفك دم أو إزهاق أرواح.
لم يستوعب الرئيس أن سلمية شعبه ليست ناجمة عن ضعف، بقدر ما هي تتوخى التغيير غير العنفي. زج الرئيس ببلطجيته الى “ساحة التغيير” ليشتبكوا مع أهلهم المعتصمين ويشتتوهم عن معتصمهم بالترويع والترهيب ولم يتردد في نشر قناصته لاحقا على سطوح المباني ليرتبكوا بحق المعتصمين مجزرة بشعة، كان هو أول من “استنكرها” ورغم أن لا علم لأجهزته الأمنية بمن أرتكبوها!
علي عبدالله صالح يخدع نفسه، لا الشعب اليمني عندما يعرض نماذج من بضاعته الاصلاحية غير النافقة كل 72 ثم كل ٣٨ ساعة، وها هو ينادي كل يوم على بضاعة جديدة من المقترحات التي يظن أنها قد تسعفه البقاء ولو أياما إضافية في السلطة. لكن هيهات من يشتري!
انفض عنه قادة عسكريون وانشق دبلوماسيون ووزراء ومحافظون، لكنه لا ينفك يتصرف وكأن شيئا لا يحدث. يستمرئ علي عبدالله صالح لعبة سقط إثرها دكتاتوران وهما يحاولان رسم خارطة البقاء ذاتها التي يرفعها صالح هذه الساعات في وجه مئات الألوف من أبناء شعبه الذين لم تتعب حناجرهم من صرخة “الشعب يريد إسقاط النظام”.
هددهم بالحرب الأهلية، وجمع مجلس نوابه وأقر حالة الطوارئ بما ينبئ أنه قد يكون على شفا ارتكاب حماقة جديدة بعد مجرزة “ساحة التغيير”.
علي عبدالله صالح يجب أن يرحل اليوم قبل الغد، لأنه فقد كل شرعية للبقاء.
فليترك لليمنيين مهمة لملمة حطام البلاد التي عبث فيها لأكثر من ثلاثة عقود.
لقد فقد صالح حتى إمكانية القبول بالإصغاء الى مقترحاته.
من العبث أن يقاوم أكثر.
الأمر بات في حكم المنقضي.
اليمنيون بأغلبيتهم الساحقة قالوا كلمتهم:
“الشعب يريد إسقاط النظام”.
هل يسمع علي عبدالله صالح؟
“صدى الوطن”
Leave a Reply