بعد مطالبته بعزل ترامب وانسحابه من الحزب الجمهوري
غراند رابيدز – بعد دعوته لعزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقراره مغادرة الحزب الجمهوري، قال عضو الكونغرس الأميركي عن غرب ميشيغن، النائب جاستين عمّاش، إنه لا يستبعد خوض الانتخابات الرئاسية، كمرشح مستقل.
وقال النائب الفلسطيني الأصل، في مقابلة مع شبكة «سي أن أن» الأحد الماضي: «لا أستبعد ذلك، أعتقد أنه يجب أن استخدم مهاراتي ونفوذي في الحياة العامة لخدمة البلاد بشكل أفضل، وأعتقد أنه يجب علي الدفاع عن الدستور بأية طريقة تعمل بشكل أفضل».
وكشف عمّاش في حواره مع الإعلامي جايك تابر في برنامج «حالة الاتحاد»، أنه لطالما كانت لديه تحفظات ومخاوف تجاه سياسات الحزب الجمهوري منذ سنوات، لكن «الفترة الأخيرة في الكونغرس أظهرت حقاً مدى سوء الأمر».
وفي تعليقه على عاصفة الانتقادات التي طالته في أوساط الجمهوريين بعد انتقاده لترامب ومطالبته بعزله، قال عمّاش: «أتلقى من أشخاص رسائل نصية، وآخرون يتصلون بي، قائلين: شكراً على ما تقوم به.. لا يقولون ذلك علانية، وأعتقد أن هذه مشكلة كبيرة لبلدنا، إنها مشكلة للحزب الجمهوري كما أنها مشكلة للحزب الديمقراطي عندما لا يُسمح للناس بالتحدث بصراحة».
وأضاف أن ترامب «سبب في الواقع تدني مستوى الخطاب في جميع أنحاء البلاد، وهو يؤذي المسار المدني، ويتسبب بالكثير من الانقسامات الحزبية، بل إنه يعززها»، مؤكدا أن ««هذا أمر خطير للغاية بالنسبة لبلادنا ولا أعتقد أن الكثير من الناس يحبذون هذا السلوك».
وكان عمّاش قد أعلن في مقال نشره في صحيفة «واشنطن بوست» بتاريخ الرابع من تموز (يوليو) الجاري، عن قراره مغادرة الحزب الجمهوري قائلاً: «اليوم، أعلن ترك الحزب الجمهوري، والاستقلال.. بغض النظر عن ظروفكم، أطلب منكم الانضمام إلي في رفض الولاءات الحزبية والسياسية التي تفرقنا وتجردنا من إنسانيتنا، وأطلب منكم أن نفعل ما هو أفضل من نظام الحزبين».
وجادل عضو الكونغرس ذو التوجه «التحرري» المحافظ (الليبريتاري) أن نظام الحزبين قد تطور إلى تهديد وجودي للمبادئ والمؤسسات الأميركية.
وأثار عمّاش ردود فعل غاضبة من أعضاء حزبه في أيار (مايو) الماضي إثر انتقاده لترامب ودعوته إلى عزله من الرئاسة، معتبراً أن تقرير المحقق الخاص روبرت مولر يكشف أن «الرئيس انخرط في أفعال محددة وبنمط من السلوك يستوجب العزل».
ورد ترامب عبر «تويتر» بوصف عمّاش بـ«الفاشل» وبأنه سياسي من «وزن الريشة»، متهماً إياه بأنه تحول إلى ورقة بيد معارضيه الديمقراطيين.
وكان عمّاش (39 عاماً) قد انتخب العام الماضي للاحتفاظ بمقعده في مجلس النواب الأميركي عن «الدائرة 3» في ميشيغن، لفترة خامسة من سنتين.
وتغطي «الدائرة 3» في غرب ميشيغن، مقاطعات أيونيا وباري وكالهون ومونتكالم ومعظم مقاطعة كنت التي تضم مدينة غراند رابيدز، ثاني أكبر مدن الولاية بعد ديترويت.
ورغم سحب البساط الترامبي من تحت قدميه في الدائرة الانتخابية ذات الميول المحافظة، قال عمّاش إنه يعتزم الترشح كمستقل للاحتفاظ بمقعده في الكونغرس في انتخابات 2020، وهو «واثق جداً» من أنه سيفوز رغم مغادرته للحزب، لافتاً إلى أن ما قد يمنعه عن ذلك هو ترشحه للرئاسة ضد ترامب، لكنه قال إنه لا يستطيع وضع جدول زمني لقراره.
وينظر إلى عمّاش باعتباره نجماً صاعداً في الجناح الليبريتاري الذي يضم المدافعين عن الحريات الدستورية داخل الحزب الجمهوري.
في المقابل، كشفت تقارير إعلامية أن ترامب وحلفاءه يتطلعون إلى توجيه ضربة انتخابية ساحقة لعمّاش، كتحذير لأي جمهوري آخر يفكر في السير على طريقه، بحسب موقع «بوليتيكو».
وناقش ترامب إمكانية تأييد مرشح منافس، مع نائبه مايك بنس، والنائب عن نورث كارولاينا، مارك ميدوز، وهو حليف مقرب من ترامب شارك في تأسيس «تجمع الحرية» المحافظ مع عمّاش قبل خروج الأخير منه، وكذلك مع رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رونا ماكدانيال، الرئيسة السابقة للحزب في ميشيغن.
ومن المرجح أن يحظى عضو مجلس نواب الولاية عن المنطقة، الجمهوري جيم لاور، بدعم ترامب للفوز بمقعد عمّاش في سباق 2020 حيث تشير استطلاعات الرأي الأخيرة تخلّف النائب الفلسطيني الأصل بفارق 16 نقطة عن لاور، في حين أعلنت محامية الهجرة، الديمقراطية هيلاري شولتن، ترشحها للمنصب الاثنين الماضي.
يشار إلى أن النائب عمّاش هو من مواليد غراند رابيدز عام 1980. والده عطالله عمّاش وهو فلسطيني مسيحي هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1956، ووالدته مهاجرة سورية.
تخرج من كلية الحقوق في «جامعة ميشيغن» عام 2005 وعمل في مجال المحاماة قبل انتخابه لعضوية مجلس نواب الولاية لدورة واحدة (2009–2010) تمكن خلالها من الفوز في سباق الكونغرس ضمن تيار «الشاي» المحافظ في انتخابات 2010.
وعمّاش مسيحي أرثوذكسي يتبع كنيسة أنطاكية، متزوج ولديه ثلاثة أبناء.
Leave a Reply