القاهرة – مع حلول الذكرى الثالثة لـ«ثورة 25 يناير»، يتوقع أن يكون الفريق أول عبد الفتاح السيسي قد أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة، وهو ما عكسته مؤشرات عدة صدرت الأسبوع الماضي عن جهات مختلفة، أبرزها رئيس الحكومة حازم الببلاوي، الذي أعرب أمام منتدى دافوس العالمي عن تأييده فكرة تولي وزير الدفاع منصب رئيس الجمهورية، وحركة «تمرّد» التي سرّبت عبر موقعها الالكتروني خبراً مفاده ان القائد العام للقوات المسلحة قد اتخذ قراره بالفعل وسيكشف عنه خلال الأيام القليلة المقبلة، ورئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور الذي ألمح مجدداً إلى أن الانتخابات الرئاسية ستسبق الانتخابات التشريعية، ما يعني عملياً تزايد احتمالات ترشح السيسي.
وفي إطار الاستعدادات الميدانية من قبل «الإخوان» والسلطات المصرية للتحركات المرتقبة يوم السبت (٢٥ يناير)، عقد وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين الأمنيين لبحث آخر الاستعدادات للتظاهرات. وقد تقرّر إلغاء كل الإجازات للضباط والأفراد والمجندين، ورفع درجة الاستنفار الأمني بعد رصد «مخططات جماعة الإخوان لارتكاب أعمال عنف وشغب خلال يوم الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير»، و«محاولة استغلال الاحتفال للوقيعة بين القوى الثورية والسياسية من جانب، والشرطة والجيش من جانب آخر».
وذكرت مصادر في وزارة الداخلية أنه «تقرر الدفع بحوالي 260 ألفاً من رجال الشرطة لتأمين الاحتفال في محافظات الجمهورية، ضباطاً وأفراداً وجنوداً من إدارات البحث الجنائي، والنجدة، والمرور، والأمن المركزي، والعمليات الخاصة، والحماية المدنية، و180 تشكيل أمن مركزي، و120 تشكيلًا احتياطياًً، و500 مجموعة قتالية، بالإضافة إلى عشرات المدرعات الحديثة».
وكان لافتاً الأسبوع الماضي الزيارة التي قام بها وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي إلى مقر وزارة الداخلية، على رأس وفد من كبار القادة العسكريين، لتقديم التهنئة لمناسبة عيد الشرطة. وقال السيسي، في كلمة ألقاها امام قيادات وزارة الداخلية إن «الشرطة والجيش هما الأساس الحقيقي لأمن واستقرار مصر»، مضيفاً أن «الدولة المصرية وأهلها أمانة في عنق الجيش والشرطة، والتحدي الموجود لا شك في أنه تحدّ كبير، لكن وزارة الداخلية قادرة على صده، ونحن معكم لكي نحمي بلدنا ونحافظ عليه».
وأثنى السيسي على الدور الذي قامت به وزارة الداخلية وقواتها بالتعاون مع الجيش في تأمين الاستفتاء، مشيراً إلى أن ذلك أثبت «أننا قادرون على تحقيق استقرار حقيقي برغم كل التهديدات».
ويعتبر السيسي المرشح الأقوى للرئاسة في مصر. ويحظى بدعم الكثير من المصريين الذين احتجوا على حكم مرسي «الإخواني». ويرى أنصار السيسي في وزير الدفاع «بطلاً قومياً» لعزله الرئيس السابق لكن المعارضة الاسلامية تعتبره قائد «الإنقلاب على الشرعية».
ولم يعلن السيسي بعد عزمه على الترشح لانتخابات الرئاسة التي قد تجرى في آذار (مارس) أو نيسان (أبريل) القادمين. ويرى الكثير من المصريين السعداء بانتهاء حكم مرسي أن البلاد بحاجة إلى قيادة حازمة حتى تخرج من الازمة ويطالبون السيسي بالترشح للرئاسة.
من جهة ثانية أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات في القاهرة، بداية الأسبوع الماضي، أن أكثر من 98 بالمئة من الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الاستفتاء وافقوا على الدستور الجديد رغم أن نسبة الإقبال كانت أقل مما توقعه بعض المسؤولين حيث كانت أقل قليلا من 40 بالمئة. ويسمح الدستور الجديد بإجراء انتخابات الرئاسة قبل الانتخابات التشريعية عكس ما ورد في إعلان دستوري صدر بعد عزل مرسي. وسرى الدستور الجديد بمجرد إعلان نتيجة الاستفتاء بالموافقة عليه بحسب المادة الأخيرة منه.
Leave a Reply