ديترويت – طموحات الملياردير الأميركي اليهودي دان غيلبرت في إعادة إحياء مدينة ديترويت لا تقتصر على مئات ملايين الدولارات التي يضخها في وسط المدينة عبر نقل مقار ومكاتب شركاته اليها والاستثمار وشراء الفنادق وناطحات السحاب والمباني السكنية الضخمة لاستيعاب آلاف الموظفين التابعين لشركاته وشركات أخرى من الذين انتقلوا مؤخراً للعيش في وسط المدينة. بل إن غيلبرت، وهو رئيس ومؤسس شركة «كويكين لونز» ونادي «كليفلاند كافاليرز» لكرة السلة يصر على «أصدقائه» الأثرياء السير على خطاه والإستثمار في قلب مدينة السيارات. آخر دعوات غيلبرت كانت موجهة لـ«زميله» رئيس نادي «ديترويت بيستونز» الجديد، طوم غورز، الذي نصحه بضرورة نقل مقر الفريق من ضاحية أوبيرن هيلز، حيث ملعب «البالاس» الشهير، الى داخل مدينة ديترويت، وبالتحديد الى منطقة الـ«داون تاون» لما في ذلك من منافع للجميع.
ففي كلمة ألقاها خلال لقاء عمل صباحي في نادي «ديترويت أثلتيك كلوب» الذي يضم في عضويته أبرز رجال الأعمال في الولاية، توجه غيلبرت بالنصيحة الى غورز، الذي لم يكن حاضراً، وقال إنه في حال تم نقل ملعب «البيستونز» الى وسط ديترويت فإن المشجعين سوف يتدفقون لمشاهدة جميع مباريات فريقهم حتى ولو كانت نتائجهم سيئة خلال الموسم، وذلك من أجل الإستمتاع بالمطاعم والحانات والحياة الليلية في منطقة الـ«داون تاون». وأضاف غيلبرت «دعونا نعترف أن الموقع الطبيعي للملاعب الرياضية ليس الأراضي الزراعية في الضواحي» في إشارة منه الى مدينة أوبرن هيلز التي تضم ملعب «البيستونز» الحالي.
ولتأكيد وجهة نظره، قال غيلبرت في اللقاء الصباحي (فطور عمل) الذي عقد بتنظيم من صحيفة «ميشيغن كرونيكيل» تحت عنوان «بحث مستقبل ديترويت»، قال الملياردير اليهودي إن نتائج الفريق الذي يملكه هو -أي «كليفلاند كافاليرز»- كانت أسوأ من نتائج «البيستونز» الذي يملكه غورز، ورغم أن كلي الفريقين خرجا مبكراً من بطولة الدوري الأميركي للمحترفين (أن بي أي)، إلا أن مباريات «الكافاليرز» التي كانت تقام في وسط مدينة كليفلاند بشمال أوهايو، كانت تجذب ما معدله حوالي ١٥ ألف متفرج في المباراة الواحدة، في حين أن المباريات التي كانت تقام على أرض «البيستونز» كان يحضرها بضعة آلاف فقط.
وذكر غيلبرت أنه لم يتسن له الحديث مع غورز مباشرة بهذا الشأن، لأن غورز اشترى فريق «البيستونز» في العام ٢٠١١ ولم يسبق له أن حضر اجتماعات مالكي فرق كرة السلة للمحترفين.
وخلال السنوات الماضية أصر مالكي «البيستونز» السابقين على الاحتفاظ بملعب «البالاس» مقراً للفريق، وقد استثمروا ملايين الدولارات في أعمال الترميم والتحديث. وعند شراء غورز للفريق قبل عامين، برزت تكهنات حول نية الأخير نقل ملعب «البيستونز» الى قلب مدينة ديترويت، ولكن غورز أصدر بياناً في العام الماضي أكد فيه أنه «سعيد جداً» في ملعب «البالاس»، وأنه يود الاحتفاظ به مقراً لفريقه خاصة وأنه يعتبر من الملاعب الأكثر حداثة وتطوراً بين ملاعب الـ«أن بي أي» على مستوى البلاد. غير أن الناطق باسم غورز، مارك بارنهيل، عاد وأعلن أن فريق «البيستونز» ورئيسه يفكران «بالسبل الأنجع لتحسين مستوى الحياة في وسط ديترويت».
وبالنظر الى جهود مالك فريق ديترويت «ريد وينغز» للعبة الهوكي على الجليد، مايك إليتش، الذي يمول حالياً مشروعاً استثمارياً ضخماً بقيمة ٦٥٠ مليون دولار في منطقة وسط المدينة عبر إنشاء مجمع رياضي-تجاري ضخم، فإن دعوة غيلبرت لا تبدو غير واقعية، ولكن هل يتجاوب غورز معها ويبدأ البحث في فرص تشييد ملعب جديد للـ«بيستونز» في ديترويت كما يفعل إليتش للـ«وينغز»؟ إذا تم ذلك فلا شك أنه سيشكل خطوة إضافية في جهود إحياء مدينة السيارات وتدفق الناس والاستثمارات اليها.
Leave a Reply