لبنان يبدأ حملة التلقيح الإثنين المقبل
وفيقة إسماعيل – «صدى الوطن»
مع اقتراب موعد وصول اللقاح إلى بلاد الأرز، طفت على الساحة اللبنانية آراء متعددة إزاء كيفية التعاطي مع استخدامه. فالبعض متحمس بقوة ويعتبر اللقاح خشبة خلاص والبعض الآخر ينوي التريث للتأكد من آثاره الجانبية، بينما يعارض كثر تناوله. وهو ما يفسر تدنّي الإقبال على اللقاح.
وكان الرئيس ميشال عون قد أعلن سابقاً أن لبنان قد حجز مليوينين و730 ألف جرعة من اللقاحات، فيما يُقدَّر عدد سكان البلاد بنحو ستة ملايين نسمة. وقد أًعلن منذ أيام أن دفعة من الجرعات ستصل يوم السبت المقبل، فيما أعلن وزير الصحة، حمد حسن، أن لقاح أسترازينيكا سيصل إلى البلاد أواخر شباط فبراير الحالي.
وستبدأ الحملة كما سبق أن أعلن وزير الصحة حمد حسن بتطعيم الرؤساء الثلاثة، رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحومة المكلف سعد الحريري، وذلك بغية إشاعة جو من الطمأنينة لدى المواطنين.
وحتى نهاية الأسبوع المنصرم كان عدد الإصابات الإجمالي بفيروس كورونا قد بلغ نحو 318 ألفاً منها أكثر من 3600 وفاة، في مؤشر خطر لبلد لا يتجاوز عدد سكانه بضعة ملايين.
رئيس اللجنة الوطنية لإدارة اللقاح ضد كورونا، د. عبد الرحمن البزري، قال إنه وعلى إثر موافقة اللجنة الفنية على اللقاح الروسي «أسترازينيكا»، قامت السفارة الروسية بتقديم هبة من مئتي ألف لقاح، واعداً بإبرام اتفاقات جديدة للحصول على المزيد من اللقاحات إلى البلاد. كذلك تحدث البزري عن سلم أولويات ستسير وفقه وزارة الصحة في التلقيح.
وفي محاولة لتبرير عدد الإصابات المرتفع المستمر رغم إجراءات الإقفال الصارمة التي اتخذتها الحكومة على مدى الأسابيع الماضية، كشف وزير الصحة عن دراستين أُجرِيتا في كلٍ من مستشفى الروم وكلية العلوم في الجامعة اللبنانية، أظهرتا أن الجزء الأكبر من الحالات التي تم تسجيلها أخيراً تعود إلى السلالة الجديدة المتحوّرة لفيروس كورونا، وهذا ما يفسّر التفشي الكبير الحاصل، إضافة إلى ما شهدته الأعياد من تجمّعات.
وشدّد الوزير حسن خلال مؤتمر مشترك مع وزير التربية لإطلاق الخطة الصحية لمواكبة الفتح الجزئي والتدريجي للقطاع التربوي على أن الواقع الراهن يتطلب إجراءات وقائية كثيرة الجدية للتخفيف من عدد الإصابات، علماً بأن تحقيق التحصين المجتمعي بواسطة اللقاح يمنح الأمل في مواجهة الوباء. وأعلن في هذا السياق أن اللقاح سيصل إلى لبنان عصر يوم السبت المقبل لينطلق التحصين يوم الأحد ويبدأ تنفيذ الخطة الوطنية الإثنين.
وأكد أن خطة التلقيح تعتمد أولويات بحسب العمر ومنسوب الخطر، وثمة قطاعات تحتل الأولوية مثل القطاع الصحي والمتقدّمين في العمر ومن يعانون من أمراض مستعصية، ويحتل القطاع التربوي أولوية بعد القطاع الصحي.
ضربة اقتصادية جديدة
وبالتزامن مع الاستعدادات لإطلاق حملة التطعيم ضد كورونا، تعرض لبنان لضربة مالية جديدة، وفقاً لـ«مجموعة البلدان الناشئة» MSCI نظراً للاستنسابية في تطبيق الكابيتال كونترول وتعدد أسعار صرف الليرة، وهو ما يُشكّل عقبة أمام المستثمرين في الأسواق المالية، ويجعل مخاطرهم غير مقبولة.
وقد أعلنت MSCI الثلاثاء الماضي عن مراجعتها الربعية، والتي أوضحت عدم انضمام أو خروج أي سهم من الأسواق الخليجية وبورصة مصر.
من جانبها قالت MSCI إن تخفيض تصنيف لبنان من أسواق مبتدئة إلى أسواق مستقلة سيؤدي إلى خروج سهمي «Solidere A» و«Solidere B» من مؤشر MSCI للأسواق المبتدئة.
إضافة إلى ذلك، ستُحذف الأوراق المالية اللبنانية من مؤشرات MSCI للأسواق المبتدئة بقيمة 80 بالمئة أقل من آخر أسعار تداولها اعتباراً من 26 فبراير 2021.
المبادرة الفرنسية
ووسط جو سياسي ساده الجمود، رمت باريس من جديد حجراً في مياه تأليف الحومة الراكدة، حيث استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس المكلَّف سعد الحريري، في قصر الإليزيه، حيث كان موضوع تأليف الحكومة الطبق الرئيسي في الاجتماع.
وتأتي المحاولة الفرنسية الجديدة، بعد تعثر المحاولتين السابقتين، لتحريك ملف تشكيل الحكومة العالق منذ أشهر فيما يعتزم ماكرون زيارة بيروت، لكن بعد التأليف.
وفي خطابه المتوقع بعد أيام لمناسبة الذكرى السنوية السادسة عشرة لاغتيال والده رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، يعتقد أن الحريري الابن سوف يجدد إصراره على تشكيل حكومة من 18 وزيراً.
وفي وقت تمنع فيه فرنسا دخول أي مسؤول من خارج دول الاتحاد الأوروبي، دخل الحريري قصر الإليزيه في مراهنة فرنسية واضحة لإحداث خرق ما في موضوع تأليف حكومة إنقاذية لتنفيذ إصلاحات تشترطها الدول المانحة. علماً بأن الأجواء في بيروت لم تكن مريحة ومعظم المصادر أكد استمرار المراوحة وعدم توقع حلول قريبة في ظل انقطاع التواصل مع قصر بعبدا. وتحدثت مصادر لـ«صدى الوطن» عن اقتراح بتوسعة الحكومة لتصبح عشرينية مقابل تخلي رئيس الجمهورية عن الثلث المعطل وهو اقتراح ساقط حكماً بسبب انقطاع التواصل أصلاً بين بعبدا وبيت الوسط، وثمة طرح ثانٍ هو توسعة الحكومة مقابل تخلي «الثنائي الشيعي» عن وزارة المال، وهو أمر غير وارد أيضاً.
وقد صدر عن المكتب الإعلامي للحريري بيان حول الزيارة الباريسية، قال أكد أن الرئيس المكلف «لبّى دعوة الرئيس الفرنسي إلى عشاء عمل في قصر الرئاسة الفرنسية في باريس، الاليزيه.
وأضاف البيان أن اللقاء، الذي دام ساعتين، تناول آخر التطورات الإقليمية ومساعي الحريري لترميم علاقات لبنان العربية وحشد الدعم له في مواجهة الأزمات التي يواجهها، اضافة الى جهود فرنسا ورئيسها لتحضير الدعم الدولي للبنان فور تشكيل حكومة قادرة على القيام بالإصلاحات اللازمة لوقف الانهيار الاقتصادي وإعادة إعمار ما تدمر في بيروت جراء انفجار المرفأ في أغسطس الماضي.
ووفقاً للبيان «بحث الحريري وماكرون في الصعوبات اللبنانية الداخلية التي تعترض تشكيل الحكومة وفي السبل الممكنة لتذليلها».
وفي إطار الحراك المستجد حول تأليف الحكومة، حُكي عن دعم مصري للحريري، وهو ما يفسّر دعوته إلى القاهرة من باب حرص مصر على الكرسي «السني» وعدم اهتزازه، إضافة إلى تطابق في وجهات النظر بين باريس والقاهرة فيما يتعلق بالأزمة اللبنانية وسبل إنقاذ لبنان من محنته.
دخول قطري على خط الحلحلة
وفي سياق المتابعة الدولية الخجولة للوضع اللبناني، كانت لافتة في التوقيت والدلالات زيارة وزير الخارجية القطري لبيروت، حيث عقد مؤتمراً صحافياً أكد فيه أن بلاده لا تنوي التفرد بمبادرة تجاه لبنان من أجل انتشاله من الأزمة التي يتخبط فيها منذ أشهر طويلة، ولا تنوي أيضاً عقد «مؤتمر دوحة جديد»، وأن هذه الزيارة جاءت فقط في إطار حثّ اللبنانيين على تغليب المصلحة الوطنية وتأليف حكومة على نحو عاجل، لأن ذلك هو المدخل الوحيد للاستقرار السياسي وللجم الانهيار الاقتصادي الحاصل، ولا سيما في ظل الأجواء التي تعصف بالمنطقة، والتي لم ينعكس عليها أي شيء من الاسترخاء الذي كان متوقعاً بل ومطلوباً من جميع الأطراف مع وصول الإدارة الأميركية الديمقراطية برئاسة جو بايدن.
فالرجل وعلى الرغم من وعوده الانتخابية الكثيرة التي أطلقها أثناء حملاته الانتخابية على صعيد السياسة الخارجية، لم يتحقق منها شيء بعد ما خلا تصريحات مقتضبة وتلميحات من هنا أو هناك لم تُترجم عملياً بعد ولم يظهر لها أي أثر….
لا بد من الوصول إلى صيغة توافقية تتيح الخروج من عنق الزجاجة لأن الوقت بدأ ينفد، ما قد يؤدي إلى اختناق الجميع…
Leave a Reply